الغربة ـ تحقيق فريد بو فرنسيس ـ
تشهد بلدة "البحيري" في قضاء زغرتا، ورشة إنمائية كبيرة، بدلت في مشهدها الطبيعي المالوف، وحولتها تدريجيا كي تكون في مصاف البلدات المميزة التي يسعى القيمون عليها للنهوض بها الى مصاف البلدات الكبرى. فالبلدة التي ترتفع عن سطح البحر حوالي 1100 متر، بدأت تسلك طريقها تدريجيا لنفض غبار الماضي عنها، ضمن خطة استراتيجية مدروسة وسلسلة مشاريع افكار يحملها ويسعى الى تنفيذها رئيس بلديتها شربل جبران مع المجلس البلدي، مستندا الى ثقة مطلقة منحه اياها اهالي البلدة.
تعتبر بلدة "البحيري" بلدة اصطياف بامتياز، يتركها اهلها شتاء، ويعودون اليها في كل صيف، وعند كل محطة او مناسبة، وهي من البلدات الصغرى في قضاء زغرتا، فمساحتها لا تتعدى كيلومترا مربعا، وهي تقع أسفل الوادي المطل على بلدة مزيارة، وتبعد حوالى ١٥ كلم عن مدينة زغرتا مركز القضاء، وتتوسط بلدات تولا، اسلوت، مزرعة التفاح، ومزيارة، وتستطيع الوصول اليها عبر منافذ وطرق عدة من جهة بلدة مزيارة، او عبر طريق اجبع - بسلوقيت، او من جهة بلدة مزرعة التفاح. يبلغ عدد سكان البلدة حوالى ٣٠٠٠ نسمة، ١١٠٠ منهم فقط مسجلين على لوائح الشطب. فيها اغتراب منتشر في معظم اقطار العالم ومعظمهم موجودين في اوستراليا والبرازيل.
وفي جولة سريعة داخل ارجاء البلدة تشعر بحجم الاشغال التي حولت البلدة الى ورشة عمل لا تتوقف، ويقول رئيس البلدية شربل جبران:" اننا عقدنا العزم منذ ان تولينا رئاسة المجلس البلدي، ان ننهض بالبلدة من جميع النواحي، ووضعنا جدول اعمال لكل ما سنقوم به بحسب الاولويات التي تحتاجها. بدأنا ورشة عمل ضخمة، وانتهينا من بناء من جدران الدعم التي عملنا على تلبيسها بالحجر الصخري الابيض، ما اضفى رونقة وجمالا عليها، الى أقنية لتصريف مياه الامطار و للري، اضافة الى فتح طرقات جديدة، وربط الاحياء بعضها ببعض، و توسيع بعض الطرقات الداخلية وتعبيدها بالاسفلت.
ويضيف جبران:" عملنا منذ البداية على توسيع مدخل البلدة ليصبح الطريق بحدود السبعة امتار، مع كل ما تتطلبه عملية التوسع من جدران دعم، ومجاري مياه، بالتعاون مع وزارة الاشغال، ويبقى ان نزيل اعمدة الكهرباء والهاتف ورفعها الى خارج حدود الطريق.
في البلدة جمعية هي "جمعية شباب قلب يسوع" يرأسها جان يوسف غبش، وهي ناشطة وفعالة، كما يوجد مركز اختياري يشغله اليوم المختار بدوي البستاني، وكنيسة على اسم القديس مارون يخدمها الخوري شهيد دعبول، ومركز صحي. تشرب البلدة من مياه "نبع غبش" وقد تحول الى مقصد لكل طالب راحة واستجمام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق