الخميس، 28 فبراير 2019

جعجع حول دعوى قناة الال بي سي: القاضية قرّرت سلبنا ما ربحناه قانوناً

أكّد رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع أن “أكثر من وضّح لنا حقّنا بالـ”LBC” هو هذا الحكم فحن ربحنا الشق القانوني من الدعوى إلا أن القاضية فاطمة جوني قرّرت سلبنا ما ربحناه قانوناً لأسباب لا علاقة لها بالدعوى فالجزء من القرار الذي لصالحنا يمثل الحكم القانوني فيما الجزء الثاني هو افتئات علينا لأسباب سياسيّة بحتة كونها وضعت رأيها السياسي البحت في الحكم”.

جعجع، وفي إطلالة تلفزيونيّة مع الإعلاميّة دنيز رحمة فخري عبر الـ”mtv”، نفى “تدخّل أي جهّة سياسيّة لدى القاضية الجوني من أجل إصدار هذا القرار وإنما هي لديها بحد ذاتها إنحناءات وميول سياسيّة في الإتجاه الذي برز في القرار، فلكل فرد منا “طعجة” سياسيّة حيث هناك من يعتبر أن “حزب الله” مقاومة فيما الباقون لا يرونه كذلك والظاهر أن القاضية الجوني من الذين لا يعترفون بأي تنظيم مسلّح ولا حتى بما حصل في لبنان ما بين عامي الـ1975 والـ1990 ولا حتى في أن حرباً نشبت في تلك الفترة وهذه “الطعجة” هي التي طغت على حكمها”.

ورداً على سؤال عما إذا كان هناك من أفرقاء سياسيين لا مصلحة لديهم في أن تستعيد “القوّات اللبنانيّة:” الـ”LBC”، قال جعجع: “هناك العديد من الأفرقاء السياسيين، إن لم نقل الأكثريّة، لا يناسبهم ذلك إلا أنني لا أملك أي دليل وعلى الصعيد الشخصي لا أعتقد أن هناك أي فريق سياسي تواصل مع القاضي الجوني في هذه المسألة وإنما هي الت حكمت للأسف وفقاً لـ”طعجتها” السياسيّة”.

ورأى جعجع أنه “لو كانت وزارة العدل مع “القوّات اللبنانيّة” لكان الحكم صدر اليوم على ما هو عليه باعتبار أن ما صدر فيه هو رأي القاضية الشخصي في حينه لا يحق للقاضي ان يدخّل قناعاته السياسيّة ومعتقداته الشخصيّة في الحكم القضائي باعتبار ان جوهر الدعوى هو إن تمت عملية البيع أم لا ونحن ربحنا هذه النقطة”.

وطالب جعجع من “مجلس القضاء الأعلى” أخذ هذه القضيّة بين يديه في ظل وجود تناقضات كبيرة في الحكم الصادر عن القاضية الجوني لأنه إذا ما ذهبنا بمنطقها في أن “القوّات” كانت ميليشيا ولا يحق لها التملّك فبيار الضاهر وجد في الـ”LBC” بتعيين من قبل “القوّات” ولا أحد ينكر ذلك وإن اعترفت أيضاً ان عمليّة البيع لم تتم فهذا يعني أن الضاهر لم يشتري الـ”LBC”. وبما أن القاضية اعتبرت أن الـ”LBC” تأسست من مال الناس أي يجب أن تكون مشاعاً أو ملكية عامة من هنا إذا افترضت القاضية أن هذه الملكيّة يجب ألا تعود لـ”القوّات” فكيف لها أن تعطيها لبيار الضاهر؟ ولو كانت تريد أن تكون منسجمة مع نفسها لكانت حكمت في أن تعود ملكيّة الـ”LBC” للدولة، ولو لم أكن أوافقها الرأي في كل هذه النظرية، يكون هناك انسجام في الحكم بالحد الأدنى”.

وأكّد جعجع أننا ضد هذا المنطق لأنه إذا ما أردنا العودة إلى هذه الأسس علينا إعادة النظر في وثيقة الوفاق الوطني والكثير من الأمور الموجودة اليوم وفي كثير من المؤسسات والمصالح والأملاك الحزبيّة وهذا طبعاً أبعد من نطاق حكمها، مشيراً إلى أنه بدل من أن تحد نفسها القاضي الجوني في موضوع الدعوى ذهبت إلى أماكن أخرى وكأنها مجلس شورى الدولة ونحن في اليوم الثاني لنهاية الحرب وتبحث في ما يحق وفي ما لا يحق للقوى التي كانت تنظيمات مسلّحة وللأسف كانت السقطة هنا كبيرة جداً ولهذا السبب تحديداً أدعو “مجلس القضاء الأعلى” إلى أخذ هذا الحكم المتناقض بين يديه”.

وأعلن جعجع أن “حزب “القوّات اللبنانيّة” في طور التحضير للإستئناف خلال المهلة القانونيّة التي هي 15 يوماً باعتبار أن باب المراجعة القانونيّة المتاح أمامنا اليوم هو الإستئناف”، متوقعاً أن يتبدل الحكم على خلفيّة أن الحكم الذي صدر اليوم أكّد لنا أن عمليّة البيع التي يزعم الضاهر أنها حصلت هي غير واقعة وهذا هو أساس الدعوى التي تقوم على ما إذا كنا بعنا التلفزيون للضاهر أم لا إلا أننا اليوم إذا ما أخذنا الحكم كما هو بعد جنوح القاضية السياسي يصبح بيار الضاهر متسلطاً على حقوق الناس”.

وكان قد استهل جعجع كلامه بالقول: “فاجأني قرار القاضية كثيراً باعتبار أنه من الممكن للمرء أن يخسر قضيّة ما بالقانون إلا أن هذه القضيّة واضحة وضوح الشمس وما فأجني أكثر كان متن الحكم الذي يزيد عن المئة صفحة”.

وتابع جعجع: “سأفسر ما فاجأني في هذا القرار مع أخذي بعين الإعتبار ان نية القاضية فاطمة الجوني سليمة إلا أنه من المؤكد أن آراءها السياسيّة طغت على حكمها لأنها حكمت لصالحنا قانوناً في جوهر القضيّة فالحكم نص على أن التلفزيون أسس من قبل “القوّات اللبنانيّة” ومن مال الصندوق الوطني كما أقرّت القاضية بتناقضات بيار الضاهر في إفاداته كافة كما أكّدت أنه لم تحصل أي عملية بيع للـ”LBCI” ولم يتم تسديد أي مال وكل واقعة الشراء غير ثابتة”.

ولفت جعجع إلى “أن جوهر الدعوى التي رفعناه ضد بيار الضاهر هي أنه يدعي، منذ العام 2005 حتى يومنا هذا، أن الـ”LBC” ملكاً له فيما نقول نحن إنها ملكاً لـ”القوّات” وهو يشغل منصب مديرها لذلك ادعينا عليه بتهمة سوء الأمانة لأننا نصّبناه مديراً على الـ”LBC” إلا أنه ذهب ليزعم ملكيته لها. وقد بنى ادعاءاته على خلفيّة أن هناك عمليّة بيع تمّت بينه وبيني الأمر الذي يضحضه قرار القاضية”، وسأل جعجع: “إذا كانت “القوّات” هي التي أسست الـ”LBC” ولم يحصل أي عمليّة بيع فلمن تكون ملكيّة التلفزيون؟ يمكن لولد في الرابعة من عمره الإجابة على سؤال مشابه لأنه واضح تماماً كالـ”نكتة” التي يسألونها للأطفال عن فاكهة لونها من الخارج أخضر، مستديرة الشكل، داخلها أحمر وتحتوى على بذور سوداء فما هي تلك الفاكهة؟ هي طبعاً البطيخ”.

وأوضح جعجع أن “جراء ما تقدم يمكننا ان نرى أن القاضية أصابت في القانون وعادت لتهدر كل ما أصابته في مكان آخر ولأسباب لا علاقة لها في الدعوى فهي دخلت في مجاهل ميولها وآرائها السياسيّة حيث تصرّ في حكمها على أن للدولة فقط حق إنشاء القوّات المسلحة وهنا السؤال هل للقاضية الجوني الحق في محاكمتنا عن الفترة ما بين العامين 1975 و1990 في إذا كان للدولة فقط الحق بإنشاء القوات المسلحة أم لا؟ في حين أن صراعنا ينصب هو من أجل يكون للدولة فقط هذا الحق. انا لا أعرف أين كانت القاضية الجوني في تلك المرحلة فأنا كنت تلميذ طب في الجامعة الأميركيّة في بيروت ولم أكن جالساً على قارعة الطريق وعاطل عن العمل وقمت بالإنضمام إلى تنظيم مسلّح. أنا ورفاقي الذي واحد منهم أصبح في ما بعد رئيساً لهذه الجمهوريّة كنّا مقاومة دفعت غالياً لكي تعود الدولة من جديد ما بعد العام 1990 إلا أنه وكأن كل تاريخ لبنان الحديث غائب عن ذهن القاضية الجوني وهي لا تعترف به فيما هو واقع وليس لها الحق بالإعتراف به أم لا، لأنه لو لم يقم رفاقي من قبلي وأنا من بعد انضمامي لهم بما قمنا به ما بين عامي 1975 و1990 لكان لبنان الآن دولة بديلة ولما كان هناك وجود اليوم للقضاء اللبناني أو للقاضية الجوني التي تتقاضى راتبها من الدولة وتحكم باسم الشعب اللبناني. إن القاضية الجوني لا تعترف بـ”القوّات اللبنانيّة” لأنها كانت ميليشيا وللدولة فقط الحق بإنشاء القوّات المسلحة وهذا ما ندعو إليه اليوم إلا أن سؤالي لها: حين تنهار الدولة فماذا تريد من الشباب اللبناني أن يفعل؟”.

وأشار جعجع إلى أن “القاضية الجوني في قرارها تجزم بأن “القوّات” ميليشيا ولا يمكنها أن تتملك فيما هذا القرار لا يعود لسعادة القاضية فهل إذا صح انها ميليشيا ولا يحق لها التملك كيف لها أن تأتي برئيس جمهوريّة في العام 1982؟ ونحن من أكبر المساهمين في اتفاق الطائف وبإرساء قواعد الجمهوريّة الثانية وأكبر دليل على أن زعم القاضية لا يصح هو في أن أولى الحكومات التي تشكلت ما بعد اتفاق الطائف أصر من يؤلفها على أن تتمثل كل التنظيمات المسلحة، التي تسميهم القاضية الجوني “ميليشيات”، في الحكومة وهذا ما يدل على أن صفتها شرعية”.

وسأل جعجع: “إن كان لا يحق لنا تملك ما هو لنا، فكيف يحق لنا أن يكون لدينا 15 نائباً و4 وزراء في السلطة التي تشغل هي منصب قاضية فيها؟”. وتابع: “تعود القاضية الجوني لتقول في أماكن أخرى من حكمها أن الـ”LBC” تأسست بأموال المواطنيين اللبنانيين في حين أن هذه المسألة حلّها ضمناً اتفاق الطائف معتبراً أن كل المنظمات المسلحة في أيام الحرب هي جزء من السلطة ولا تزال حتى اليوم جزءاً منها”.

وأعاد جعجع التأكيد أن “القاضية الجوني أعطتنا حقنا في القانون لجهة أننا أسسنا الـ”LBC” ولم يحصل أي عمليّة بيع أو شراء إلا أنها لاحقاً سلبتنا هذا الحق بحجة أن “القوّات” كانت ميليشيا لكنه غفل عنها أنها لم تعد كذلك اليوم، وارتكزت على أنه لا يحق لها كميليشيا التملك في وقتها لذا سحبت منا حق التملك اليوم. كما تقول في مكان آخر في حكمها أنها لا تعترف بأن “القوات” اليوم هي استمراريّة لـ”القوّات” سابقاً بكلامها عن الشخصية المعنوية والشخصية العسكريّة وهذا ما يناقد ما ارتكزت عليه في مسألة التملك في حين أن تحديد الإستمراريّة لا يعود لها في ظل القرار الصادر عن مجلس شورى الدولة في العام 2005. عندما تقدمنا للحصول على رخصة الحزب مجدداً بعد إلغائه على يد سلطة الوصاية، ويا ليت تسأل نفسها القاضية الجوني لماذا قامت هذه السلطة بإلغاء “القوّات”، هناك من طعن لدى مجلس شورى الدولة مدعياً ان الحزب الجديد الذي يتم تأسيسه لا علاقة له بـ”القوّات اللبنانيّة” سابقاً أو بتنظيمها المسلح إلا أن قرار المجلس كان واضحاً برد الطعن لأصحابه وأكّد ان الحزب الحالي هو استمراريّة للحزب الذي كان قبل الحل والتنظيم المسلح ولا يمكن للقاضية الجوني إهمال هذا القرار وعليها الإستناد عليه في حكمها”.

وختم جعجع: “إنتظرنا 11 عاماً لصدور هذا الحكم ومستعدون للإنتظار 11 عاماً إضافية ولكننا مستمرون حتى النهاية. اليوم الإنتظار سهل فنحن كنا قد انتظرنا سابقاً 11 عاماً في المعتقل”.

الثلاثاء، 26 فبراير 2019

مراهنات ترامب الخارجية.. وأزماته الداخلية

كتب صبحي غندور ـ 

لقاء القمّة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في فيتنام هو مقدّمة لجملة حراك خارجي ستقوم به الإدارة الأميركية خلال الشهرين القادمين دون وضوحٍ كامل للأبعاد الإستراتيجية لهذا التحرّك، لكن حتماً سيكون موضع توظيف كبير من قبل ترامب على الصعيد الداخلي الأميركي، وربّما أيضاً للتأثير على نتائج تحقيقات روبرت موللر بشأن التدخّل الروسي في انتخابات العام 2016. 
وتتزامن قمّة فيتنام مع مؤشّرات عن إمكان إعلان الوصول لاتّفاقٍ أميركي مع الصين ينهي الحرب التجارية التي اندلعت في العام الماضي بين أكبر قوّتين اقتصاديتين في العالم. فلا الولايات المتّحدة ولا الصين ترغبان في استمرار هذه "الحرب"، والتي تسبّبت بأضرار في البلدين معاً رغم محاولة ترامب إظهار أنّ الضرر كان على الصين وحدها. وطبعاً أيّ اتّفاقٍ جديد لواشنطن مع كوريا الشمالية سيحتاج إلى موافقة بكين الراعية الأهم لنظام بيونغيانغ.
وفي الأسبوع نفسه الذي سيحاول فيه الرئيس ترامب التظاهر بأنّه بطل سلام في الأزمة الكورية، فإنّه ونائبه مايك بنس يُصعّدان من لهجة التهديد ضدّ الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو وبأنّ أيامه في الحكم أصبحت معدودة! مع تلويحٍ باحتمال تدخّل عسكري خارجي لحسم الصراع على الرئاسة في فنزويلا.
أيضاً، وفي توقيتٍ متزامن مع ما سبق ذكره، يقوم صهر ترامب جاريد كوشنر بجولة في بعض دول المنطقة العربية تمهيداً لإعلان إدارة ترامب، بعد الانتخابات الإسرائيلية المقرّرة في التاسع من أبريل، عن تفاصيل خطّتها المعروفة باسم "صفقة القرن"، هذه الخطّة التي تستهدف إقامة مشاريع اقتصادية كبيرة في الشرق الأوسط بمشاركة إسرائيل وأطراف عربية، وبتركيزٍ خاص على غزّة وبعض المناطق الفلسطينية، لكن دون ارتباط ذلك بقيام الدولة الفلسطينية المستقلّة أو بمستقبل القدس أو بمصير المستوطنات أو بمسألة حقّ العودة، وهي القضايا الكبرى التي توقّفت المفاوضات بشأنها منذ فترةٍ طويلة، خاصّةً بعد مجيء ترامب للبيت الأبيض واعترافه بالقدس كعاصمة لإسرئيل ونقل السفارة الأميركية إليها، وعدم اعتراضه على التوسّع الإستيطاني في الأراضي المحتلة، ووقفه لكافّة أشكال الدعم للسلطة الفلسطينية وللمؤسّسات الدولية الراعية لشؤون اللاجئين الفلسطينيين.
وستقوم إدارة ترامب طبعاً بنشاط دبلوماسي كبير بعد الإعلان عن خطّة "صفقة القرن" ممّا سيدفع المعارضين لها إلى تحرّكٍ مضاد على المستوين الدولي والإقليمي، خاصّةً في ظلّ رفض القيادة الفلسطينية لهذه "الصفقة"، وهذا ما قد يزيد من حدّة التأزّم داخل منطقة الشرق الأوسط، إضافةً إلى التصعيد المتوقّع في الضغوطات الأميركية على إيران.
أيضاً، من المتوقّع أن تستكمل القوات الخاصة الأميركية إعادة انتشارها في سوريا خلال شهر أبريل، وأن يحصل في الشهر نفسه تخفيض عدد القوات الأميركية في أفغانستان إلى نسبة نصف العدد الحالي، كما ذكرت ذلك جهاتٌ مسؤولة في حركة "طالبان" بعد مفاوضاتها الإيجابية في قطر مع المبعوث الأميركي زلماي خليل زاده.
طبعاً، هناك عدّة أسباب دفعت ترامب لتغيير موقفه بشأن سحب القوات الأميركية من سوريا، وكان أبرزها اعتراض قادة مؤسّسة "البنتاغون" على هذا القرار إضافةً إلى أسماء بارزة من "الجمهوريين" الأعضاء في الكونغرس، ثمّ التحفّظات الأوروبية على إبقاء قوات في سوريا في حال تنفيذ قرار ترامب بالانسحاب الكامل، عِلماً أنّ المبرّر الذي أعطاه ترامب لسحب القوات، وهو القضاء على تنظيم "داعش"، لم يتحقّق بعدُ بشكلٍ كامل. 
هذه التطوّرات المهمّة المتوقّع حدوثها خلال الأسابيع القادمة سيحرص الرئيس ترامب على توظيفها لحسابه السياسي الخاص، وهو أشار إلى ذلك صراحةً في مؤتمره الصحفي يوم 15 فبراير حينما تحدث عن جدارته للحصول على جائزة نوبل للسلام وبأنّه يستحقّ الجائزة أكثر من الرئيس السابق أوباما!. وسيخاطب ترامب الأميركيين والعالم بالقول إنّه "بطل سلام" حقّق إنجازاً عظيماً مع كوريا الشمالية، وعرض "خطة سلام" في الشرق الأوسط تشمل الفلسطينيين وكل العرب لتحقيق السلام مع إسرائيل، وبأنّه سينقذ الاقتصاد العالمي من احتمالات صعبة في حال استمرار الحرب التجارية مع الصين، وبأنّه سيحقّق "السلام" قريباً في أفغانستان من خلال المفاوضات مع "طالبان"، وبأنّه يسعى لتنفيذ وعده الانتخابي بسحب القوات الأميركية من سوريا!.
لكن ثغرات وعقبات عديدة داخلية تقف في وجه هذه الادّعاءات "الترامبية"، فالمؤسّسات العسكرية والأمنية الأميركية ما زالت تشكّك في نوايا وخطوات الزعيم الكوري الشمالي، وهي اختلفت أيضاً مع ترامب بشأن سحب القوات من سوريا وأفغانستان، و"البنتاغون" غير متحمّس جدّاً لتحسين العلاقات مع الصين وروسيا حيث يعتبرهما الخطر الأكبر المنافس للولايات المتحدة. ومجلس النواب الأميركي تقوده الآن غالبية من الأعضاء الديمقراطيين الذين سيصرّون على إعلان نتائج تحقيقات موللر، وعلى مواصلة التحقيق مع العديد من الأشخاص الذين عملوا في حملة ترامب الانتخابية، وعلى ريادة التحرّك ضدّ قرار ترامب بإعلان حالة الطوارئ لتمويل الجدار على الحدود مع المكسيك، والتحذير أيضاً من مخاطر التدخّل العسكري في فنزويلا.
أمّا على الصعيد الخارجي، فالخلافات بين إدارة ترامب والاتّحاد الأوروبي تزداد حول قضايا عديدة ممّا سيجعل النشاط الخارجي لترامب حراكاً أميركياً فقط، ولا يحظى بالغطاء الدولي أو حتّى الأوروبي كما كان يحدث مع إداراتٍ سابقة. فلا التصعيد "الترامبي" ضدّ إيران وفنزويلا هو مدعومٌ الآن من مرجعية دولية أو أوروبية، ولا "خطّة السلام" للشرق الأوسط تشارك فيها أوروبا أو ترضى عنها روسيا والصين.
إنّ ترامب هيّأ المناخ الآن لتصعيد محتمل في الشرق الأوسط بسب موقفه من الفلسطينيين وتأييده المطلق لنتنياهو وسياساته في المنطقة، وهذا التصعيد يتزامن مع قرار ترامب بتخفيف التوتّر في الشرق الأقصى حيث الأزمة مع كوريا الشمالية. ترامب يراهن أيضاً على أنّ التصعيد ضدّ إيران ودعم سياسة نتنياهو سيلقى تجاوباً من "الجمهوريين" و"الديمقراطيين" معاً، وهو أقال من كانوا في إدارته يعارضون إلغاء الاتّفاق مع إيران أو التصعيد ضدّها، كوزير الخارجية ريكس تيلرسون ووزير الدفاع جيمس ماتيس، ويعتمد الآن على مشورات ونصائح جون بولتون ومايك بومبيو المعروفين بمواقفهما السلبية من قضايا العالم الإسلامي عموماً.
ويحرص الرئيس الأميركي الآن على نقل الاهتمام الداخلي الأميركي من مسألة التحقيقات القانونية حول دعم موسكو لحملته الانتخابية إلى قضايا خارجية ساخنة (سِلماً أم حرباً)، وهو هذا المزيج المتوقّع من "سلامٍ" مع كوريا الشمالية ومن "تصعيد" أزمات في فنزويلا والشرق الأوسط. لكن "الحزب الجمهوري" سيضع نفسه في أزمة سياسية وشعبية كبيرة في انتخابات 2020 إذا ما واصل دعمه لترامب، خاصّةً أنّ الانتخابات "النصفية" الماضية لم تكن لصالح "الجمهوريين" بسبب ترامب وسياساته. 
ولأنّ ترامب يُدرك مخاطر ما يحدث معه وحوله، في الإدارة وفي الحزب الجمهوري وفي الكونغرس، فإنّه يُعزّز اعتماده على قوًى فاعلة جداً في الولايات المتحدة، وعلى قاعدته الانتخابية، التي هي مزيج من الإنجيليين المحافظين (منهم نائبه مايك بنس) والجماعات العنصرية الحاقدة على الأفارقة واللاتينيين والمسلمين، إضافةً إلى محاولة "شراء" دعم المؤسّسة العسكرية (البنتاغون) من خلال الزيادة الضخمة في ميزانيتها التي تجاوزت 700 مليار دولار، رغم العجز الكبير في الميزانية الأميركية والتخفيض الذي حصل في مشروعاتٍ مهمّة صحّية واجتماعية وتربوية. أيضاً، حصل ترامب على دعم قوّتين ضاغطتين في الحياة السياسية الأميركية وفي الكونغرس، وهما "لوبي الأسلحة" و"اللوبي الإسرائيلي" حيث لكليهما تأثيراتٌ كبيرة على الجمهوريين والديمقراطيين معاً، إضافةً إلى عددٍ كبيرٍ من الشركات والمصانع الكبرى التي تستفيد الآن من برامج وسياسات ترامب الداخلية والخارجية.

الاثنين، 25 فبراير 2019

الأسد في إيران... تأكيد على مواصلة التنسيق بين البلدين

التقى الرئيس السوري بشار الأسد، الرئيس الايراني حسن روحاني، حيث عبر الجانبان عن ارتياحهما للمستوى الاستراتيجي الذي وصلت إليه العلاقات بين البلدين على مختلف الأصعدة بحسب الرئاسة السورية.

وشكر الأسد، خلال اللقاء، الجمهورية الإسلامية الإيرانية قيادة وشعباً على كل ما قدمته لسوريا خلال الحرب، بينما أكد روحاني أن وقوف الشعب الإيراني إلى جانب سوريا كان انطلاقا من موقف مبدئي بدعم الشرعية التي تقاوم الإرهاب، وقال: "انتصار سوريا هو انتصار لإيران وللأمة الإسلامية بأكملها"، مشيرا إلى أن طهران ستستمر بتقديم ما يمكنها للشعب السوري لاستكمال القضاء على الإرهاب والبدء بإعادة الإعمار.
واتفق الرئيسان على مواصلة التنسيق بين الجانبين على المستويات كافة بما فيه مصلحة الشعبين.

كما التقى الأسد المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية في ايران آية الله علي خامنئي، واستعرض اللقاء العلاقات الراسخة التي تجمع بين شعبي البلدين، حيث تم التأكيد على أن هذه العلاقات كانت العامل الرئيسي في صمود سوريا وإيران في وجه مخططات الدول المعادية التي تسعى إلى إضعاف البلدين وزعزعة استقرارهما ونشر الفوضى في المنطقة ككل بحسب الرئاسة السورية.

وهنأ الخامنئي، الأسد والشعب السوري والجيش والقوات المسلحة بالانتصارات التي تحققت على الارهاب، وأشار إلى أن هذه الانتصارات وجهت ضربة قاسية للمشروع الغربي والأميركي في المنطقة ما يستوجب المزيد من الحذر ما قد يدبرونه في المرحلة المقبلة كرد فعل على فشلهم، وأكد استمرار وقوف بلاده الى جانب سوريا حتى استعادة عافيتها الكاملة والقضاء على الإرهاب بشكل نهائي، موضحاً أن سوريا وإيران هما العمق الاستراتيجي لبعضهما البعض.

الى ذلك، تم التطرق خلال اللقاء إلى تطورات الأوضاع في المنطقة، حيث أشار الأسد الى أن تحقيق مصالح شعوب المنطقة يتطلب من حكوماتها التوقف عن الانصياع إلى إرادة بعض الدول الغربية، وعلى رأسها أميركا، وانتهاج سياسات متوازنة تقوم على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها، خاصة وأن التجارب أثبتت أن الخضوع وتنفيذ إملاءات الغير نتائجه أسوأ بكثير من أن تكون الدول سيدة قرارها.

كما شدد الجانبان على أن سياسة التصعيد ومحاولة نشر الفوضى التي تنتهجها بعض الدول الغربية، وخاصة ضد سوريا وإيران، لن تنجح في ثني البلدين عن الاستمرار في الدفاع عن مصالح شعبيهما ودعم قضايا المنطقة وحقوقها العادلة.

استقالة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف

أعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف استقالته من منصبه معتذرا عن مواصلة عمله دون توضيح الأسباب.

وجاء إعلان ظريف على صفحته الخاصة في موقع انستغرام قائلا "أعتذر لكم عن أي تقصير و قصور بدر مني خلال مدة خدمتي. وأشكر الشعب الإيراني والمسؤولين".

وأكد سيد عباس موسوي، وهو متحدث باسم الخارجية الإيرانية، الخبر لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا).

وتولى ظريف منصب وزير الخارجية في أغسطس/آب عام 2013، بعد أن خدم في موقع المبعوث الإيراني في الأمم المتحدة للفترة بين 2002 و 2007.

و يحمل ظريف شهادة الدكتوراة في القانون الدولي من جامعة دَنفر في الولايات المتحدة الأمريكية.

السبت، 23 فبراير 2019

لبنانيون يتظاهرون للمطالبة بتشريع عقد الزواج المدني في لبنان

بيروت (أ ف ب) - 
تظاهر العشرات في بيروت السبت لمطالبة الدولة اللبنانية بالسماح بعقد الزواج المدني على أراضيها، وذلك على خلفية جدل جديد حول تشريع عقد القران غير الديني في لبنان.

وقد رفع المتظاهرون لافتات كتب عليها "الزواج المدني لا الحرب المدنية" في إشارة إلى النزاع الذي شهده لبنان بين عامي 1975 و1990، وأيضا "بدي (أريد بالعامية) اتزوج مدني بلبنان لأنو عندي +فوبيا+ (خوف) من الطيارة".

وتعترف الدولة اللبنانية بالزيجات الدينية المعقودة على أراضيها والمسجّلة لدى المراجع الدينية لمختلف الطوائف الموجودة في لبنان. لكنّها لا تسمح بعقد الزواج المدني على أراضيها وإنّما تعترف بزواج اللبنانيين مدنيا في الخارج وتدوّنه في سجلاتها للأحوال الشخصية.
وعادة ما يتوجّه اللبنانيون إلى دول مجاورة وبخاصة قبرص لعقد الزواج المدني. وأعربت وزيرة الداخلية اللبنانية الجديدة ريّا الحسن عن تأييدها للزواج المدني.

وقالت في 17 شباط/فبراير خلال مقابلة مع شبكة يورونيوز "أنا شخصياً أحبذ أن يكون هناك إطار للزواج المدني (...) وسأسعى لفتح الباب لحوار جدي وعميق حول هذه المسألة مع كل المرجعيات الدينية (...) حتى يصبح هناك اعتراف بالزواج المدني"

ولم تتأخر ردود الفعل على تصريحاتها، فقد أعلنت دار الفتوى في 18 شباط/فبراير أن "موقف مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان ودار الفتوى والمجلس الشرعي ومجلس المفتين، معروف منذ سنوات في الرفض المطلق لمشروع الزواج المدني في لبنان"، مؤكدة أن هذا الزواج "يخالف أحكام الشريعة الإسلامية (...)".

لكنّ البطريرك الماروني بشارة الراعي أعلن الجمعة عقب لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون "نحن لسنا ضد الزواج المدني بالمطلق"، مضيفا أنه ليس هناك قانون في لبنان أو في العالم "يحمل صفة الاختياري".

وتابع البطريرك أن "القوانين وفق ما درسنا جميعنا، من أول صفاتها أنها إلزامية. وعندما يصدر قانون بصفة اختياري، فأنت تكون تعمل على +تشقيف+ (تفتيت) البلد وخلق مشاكل".

من جهته قال نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب في خطبة الجمعة "نحن نعارض بقوة الزواج المدني لأنه يخالف الدستور وينافي الإيمان وهو تشريع غير مبني على أسس الشريعة الإسلامية".

وتشهد شبكات التواصل جدلا حادا بين مؤيدي الزواج المدني ومعارضيه في لبنان.

وكانت وزارة الداخلية اللبنانية أحدثت مفاجأة مدوّية في 2013 بتسجيلها أول زواج مدني تم عقده على الأراضي اللبنانية ما عزز الآمال بتشريعه في لبنان.

وكانت الحكومة اللبنانية تقدّمت في 1998 بـ"مشروع قانون الزواج المدني في لبنان"، لكنّه لم يُقر لأن المرجعيات الدينية التي تتمتّع بنفوذ كبير على الساحة السياسية اللبنانية، رفضته رفضا قاطعا.

أمر ملكي سعودي بتعيين الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود سفيرة لدى واشنطن

الرياض (أ ف ب) - 
أصدرت السعودية السبت أمرا ملكيا باستبدال سفير المملكة في واشنطن في وقت لا تزال تداعيات جريمة قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي تعكّر العلاقات بين البلدين الحليفين.

وعيّنت المملكة الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود سفيرة في واشنطن بدلا من الأمير خالد بن سلمان الذي عيّن نائبا لوزير الدفاع.

والأمير خالد هو الشقيق الأصغر لولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي يعتبر الحاكم الفعلي للبلاد والذي يشغل كذلك منصب وزير الدفاع.

ويأتي الأمر الملكي في وقت تشهد علاقات المملكة مع واشنطن توترات على خلفية جريمة قتل خاشقجي داخل قنصلية بلاده في اسطنبول.

وهدد الكونغرس الأميركي باتّخاذ إجراءات متشددة ضد السعودية على خلفية اتّهامات بتورّط ولي العهد شخصيا في الجريمة.

وبعد أن نفت الرياض في البداية علاقتها بالجريمة، عادت وقدّمت روايات متضاربة وتقول حالياً إن العملية نفذها "عناصر خارج إطار صلاحياتهم" ولم تكن السلطات على علم بها.

والأسبوع الماضي أقرّ مجلس النوّاب الأميركي مشروع قانون يدعو لسحب الجنود الأميركيين المشاركين في الحرب الدائرة في اليمن ما لم يوافق الكونغرس رسمياً على بقائهم، في صفعة جديدة يتلقّاها الرئيس دونالد ترامب في ملف علاقته بالسعودية.

والثلاثاء أعلن أعضاء في مجلس النواب الأميركي أنّهم يجرون تحقيقاً لتحديد ما إذا كان ترامب يسعى لبيع تكنولوجيا نووية حسّاسة إلى السعودية تحقيقاً لمصالح شركات أميركية مناصرة له.

وكشف تقرير أولّي للجنة الرقابة والإصلاح التابعة لمجلس النواب أنّ "مصالح تجارية خاصة قوية" مارست "ضغوطاً شديدة للغاية" من أجل نقل هذه التكنولوجيا الحسّاسة إلى الرياض.

وبحسب التقرير فإنّ "هذه الكيانات التجارية يمكن أن تجني مليارات الدولارات من العقود المتعلّقة ببناء وتشغيل البنية التحتية النووية في المملكة العربية السعودية -ولديها على ما يبدو اتصالات وثيقة ومتكرّرة مع الرئيس ترامب ومع إدارته لغاية الآن".

© 2019 AFP

الأحد، 10 فبراير 2019

جعجع: عين باسيل على كل الوزراء والنواب وصولا إلى آخر أجير في الدولة


اعتبر رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أن "عين وزير الخارجية جبران باسيل، ليست فقط بوزير لدى القوات، وإنما بكل الوزراء والنواب، وما تحتهم وفوقهم، وصولا إلى آخر أجير في الدولة، ولكن لا تظنن أنني أتكلم عن طمع، وإنما طموح لست معه صراحة".

وقال في مقابلة تلفزيونية: "ما أقصده بالقول ليس هناك من حقائب حقيرة، وإنما هناك أناس حقيرون، هو مثلا وزارة العمل المنسية، سنرى جميعا كيف سيتكلمون عنها، وستصبح من الأهم، لذا، مهما كانت الحقيبة التي معك، يمكن أن تصبح بطلا جراء ممارستك، وأيضا العكس، إن كانت الحقيبة كبيرة، ولم تقم بعملك لن تكون بطلا".

أضاف: "في الحكومة السابقة، كان للأحزاب الأخرى عدد كبير من الوزراء، إلا أن الحزب الذي خرج بريحة طيبة لدى الناس هو حزب القوات، وفقط بثلاثة وزراء ووزير صديق، من دون أي حقيبة سيادية".

وتابع: "التمسك بالحقائب وهذه الطريقة بالتصرف، هي واحدة من الأسباب التي أوصلت البلاد إلى ما هي عليه، وبالتالي أوصلت جورج إلى إحراق نفسه. عندما طرح التداور في الحقائب لم يرفض الرئيس نبيه بري ذلك، إلا أن هناك فرقاء آخرون رفضوا ذلك. أنا كنت أفضل ألا تؤول وزارة الصحة لحزب الله، والسبب هو أننا نريد مشكلة بالناقص، إلا أن اختيار الوزير جبق كان قد سهل الموضوع، وفي النهاية، علمت أنه يملك جنسية أميركية".

وردا على سؤال عن رفضهم حقيبة الاعلام، أجاب: "الإعلام وزارة كبيرة، إلا أننا إذا أخذناها، لكنا وقعنا بنفس المشكلة. نحن واجهنا قدر الإمكان، وتم ممارسة الكثير من الضغط على الوزير الرياشي، إلا أنه لم يرض بذلك، وأصر على أن يتم الاختيار من ضمن المرشحين الثلاثة، الذين رفعت أسماءهم إلى مجلس الوزراء".

وعن "الخلاف مع الوزير ملحم الرياشي"، قال: "إن الكلام عن مشكلة بيني وبين الوزير الرياشي، كالكلام عن أنني مريض، لا صحة له، إلا أن جل ما حصل، هو أنني رأيت أن تأليف الحكومة ليس قريبا، وكنا بحاجة لعطلة، ولدينا بعض الأعمال أنا وزوجتي النائبة ستريدا جعجع، لذا سافرنا إلى الخارج".

وتعليقا على "حادثة إحراق جورج زريق نفسه"، قال: "أنا أقدم كل التعازي لعائلة جورج زريق، وهذا حادث مأساة بكل ما للكلمة من معنى، وعلينا اعتبار جورج زريق شهيد الواقع الاقتصادي والاجتماعي الذي وصلنا اليه، ويجب ألا تغيب صورته عن ذهننا، وهو استشهد ليقول لنا أين نحن اليوم، لذلك علينا مسؤولية كبيرة، ولهذا السبب لن نهادن أبدا في الحكومة".

أضاف: "لدي ملاحظة في حادثة زريق، لأن في الأحداث الكبرى بروح الصالح بعزا الطالح، أنا لا أعرف أحدا من إدارة المدرسة، إلا أنني أتعاطف مع المدارس المجانية والشبه ومجانية، وبعد استطلاع الرأي، تبين لي ما يأتي أنه لم يكن بحاجة لإفادة من أجل نقل ابنته، وهو قد زار مدرسة برسا الرسمية، وفي هذا الإطار، وجل ما كان فيه هو، إن كانت المدرسة ترسل له بالطلب، من أجل دفع الحد الأدنى المصاريف كالقرطاسية والنقل. في هذا اليوم وصل إلى المدرسة، وقبل أن يكون هناك أي بحث، قام جورج بحرق نفسه، وأنا أتكلم عن هذه الحالة، لأنه من الحرام تحميل مسؤولية للمدرسة. وإنما الواقع هو أن جورج خسر عمله وحياته، مما أوصله إلى القيام بما قام به، إلا أنه الحقيقة والضمير، المدرسة قامت بما كان من الممكن أن تقوم به، لذا أحببت قول هذا دفاعا عن الحق، لأن مسؤوليتنا على الدولة وليس المدرسة".

وقال: "الوضع الاقتصادي الاجتماعي بأسوأ حالاته، وهذا ما دفع جورج زريق إلى حرق نفسه، وعلينا أخذ عبرة من هذا الأمر وخصوصا المجموعة الوزارية الحالية. على الحكومة ورئيس الجمهورية ومجلس النواب، اتخاذ العبرة، لأنهم هم المسؤولون عن إحراق جورج نفسه".

ولفت إلى أن "النائب سيزار المعلوف وهو من تكتل الجمهورية القوية، تبرع لعائلة زريق وبمبلغ أكبر من النائب الكويتي، وهو كان لا يريد أن يذكر اسمه، ولكن بما أننا نتكلم عن الموضوع فاقتضى التوضيح". 

وفي ما يخص ملفّ النازحين، رأى جعجع ان "حل مسألة النازحين هو إما عبر الكلام مع تركيا أو الولايات المتحدة الاميركية لتأمين عودتهم إلى مناطق آمنة، فالنازحون يريدون العودة إلا أنهم يخافون من نظام الأسد"، وأضاف: "إذا أردنا الحل فالأتراك يقومون بإنشاء منطقة عازلة ويمكن أن نتكلم مع أنقرة في هذه المسألة كما يجب علينا العمل بالدفع نحو الحل السياسي انطلاقاً من مؤتمر جنيف 2".

وعن طرح الامين العام لحزب الله حسن نصرالله عن أنظمة الدفاع الجوي الإيرانيّة، قال جعجع: "أسأله لماذا لا يتم استعمال هذه الأنظمة في سوريا لرد الاعتداءات الإسرائيليّة التي بلغت في الأشهر السبعة الأخيرة العشرين غارة وتم ضرب مراكز لإيران وحزب الله؟"، وتابع: "باب لبنان مفتوح أمام الأدوية الإيرانية وعليها أن تمر في الأطر القانونية اللازمة للموافقة عليها، والمعامل اللبنانية لصناعة الأدوية من الاحدث تقنياً في العالم، ولكن المشكلة عدم توفر الأسواق".

وعن العلاقة مع تيار "المستقبل"، أوضح رئيس حزب "القوات" اننا "نتشارك مع تيار المستقبل في نظرة معيّنة للبنان، وبالنسبة لنا هم يمثلون الشريك المسلم الذي يمكن أن نضع اليد بيده إلا أن هناك القليل من التباينات التي ستبقى على جحمها".

أما في ما يخص "تفاهم معراب"، فاعتبر جعجع يجب ان "الجميع يعرف ان أكثر شخص يعرف "التيار الوطني الحر" هو أنا، لذا كنت أتوقع الحد الأدنى والحد الأقصى، وكنت أعتقد أننا مع العماد ميشال عون ممكن أن نصل إلى الحد الأقصى باعتبار انني ظننت أنه في سنّه كان يريد أن يترك إسماً للتاريخ، إلا أن هذا الأمر لم يحصل واكتفينا بالحد الأدنى وهو إعادة قصر بعبدا والتوازن على المستوى الإنتخابي والحكومي"ن مشيرا الى انه "لو عاد بي الزمن لكنت عدت لتوقيع اتفاق معراب كما هو".

كما لفت الى أن "تفاهم معراب" من الممكن أن يعود في أي وقت من الأوقات إلى حده الأقصى لذا يجب أن نبقيه حياً لأنه من الممكن أن يعود إلى مستوى أعلى في أي وقت من الأوقات".

وعن المصالحة مع تيار "المردة"، كشف جعجع عن انها "تقف عند حد المصالحة فنحن لدينا موقع سياسي وهم لديهم موقف واضح إلا أن هذا الأمر لا يلغي من أن تحصل المصالحة".

الجمعة، 8 فبراير 2019

الجبير يحذر: استهداف الأمير محمد بن سلمان على خلفية مقتل خاشقجي خط أحمر

حذر وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الجمعة من واشنطن، من "استهداف" ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على خلفية قضية اغتيال الصحافي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول في 2 أكتوبر/تشرين الأول 2018. وأضاف الجبير أن بن سلمان "غير ضالع" في الجريمة.

قال وزير الدولة للشؤون الخارجية في السعودية عادل الجبير في واشنطن الجمعة إن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان "غير ضالع في جريمة قتل" الصحافي جمال خاشقجي، وحذر من أن استهدافه يعتبر "خطا أحمر".

وأضاف للصحافيين "كل من يعتقد أنه يستطيع أن يملي ما يتعين علينا القيام به وما ينبغي أن يفعله قادتنا هو أمر مثير للسخرية" في حين يعتبر العديد من أعضاء الكونغرس أن الأمير محمد "مسؤول" عن قتل الصحافي.

كما قال الجبير الذي التقى وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الخميس "وكأننا نقول نحن لبلد آخر (نود أن تغيروا رئيس وزرائكم وأن تحدوا صلاحيات رئيسكم). هذا أمر غريب".

وفيما يخص مقتل الصحافي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده، قال الجبير إن "مثل هذه التدابير غير ضرورية لأننا نقوم بما يلزم. لقد اعترفنا بهذا الخطأ". مضيفا "نحقق ونوجه التهم لأشخاص لمحاسبتهم".

وتابع المسؤول السعودي "من المنطقي انتظار انتهاء العملية قبل إصدار أحكام. لكن الناس تستبق الأمور". ورأى أن الكونغرس حازم جدا بسبب "اللعبة السياسية" و"الأجواء السائدة في واشنطن". وقال أيضا "إنها جريمة فظيعة نتفهم ذلك لكن أعتقد أنه علينا التحلي بالحكمة" داعيا الكونغرس الأمريكي "إلى أخذ خطوة إلى الوراء والنظر إلى العلاقة" بين السعودية والولايات المتحدة.

وأمام ترامب "نظريا" حتى الجمعة ليحدد بناء على طلب الكونغرس ما إذا كان ولي العهد السعودي مسؤولا عن مقتل خاشقجي أم لا وسيتم في هذه الحالة فرض عقوبات عليه. لكن يبدو أن إدارته الحريصة على الحفاظ على علاقتها مع الرياض تتجاهل هذه المهلة القانونية بحجة أنها فرضت عقوبات على 17 مسؤولا سعوديا أقل شأنا.

في حين يحمل مجلس الشيوخ ولي العهد "مسؤولية" القتل، قدم بعضهم من الحزبين الجمهوري والديمقراطي مشروع قانون لمنع بيع أسلحة للسعودية بسبب قضية خاشقجي ودور الرياض المثير للجدل في "الحرب في اليمن".

والخميس، أعلنت المقررة الخاصة للأمم المتحدة حول عمليات الإعدام من دون محاكمة الخميس أنها تملك "أدلة" تظهر أن "جريمة" اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي "قام ممثلون لدولة المملكة السعودية بالتخطيط لها وتنفيذها".

وقالت آنييس كالامار في بيان إن هذه "الجريمة متعمدة" وتشكل "الانتهاك الأخطر للحق في الحياة، وهو الحق الأساسي للجميع".

وعادت المسؤولة الأممية مؤخرا من تركيا التي زارتها لإلقاء الضوء على جريمة اغتيال خاشقجي في القنصلية السعودية بإسطنبول في 2 أكتوبر/تشرين الأول 2018.

فرانس24/ أ ف ب

الثلاثاء، 5 فبراير 2019

حكومة حزب الله حكومة الحرب المدمرة على لبنان وأهله

بعد تسعة أشهر على الانتظار، هاهي الحكومة الموعودة تظهر إلى العلن، وهي، بالرغم من كل المحاولات التي ساهمت في تأخير ولادتها، لا تبدو مختلفة عما كان منتظرا لها أن تكون. ففي ظل التذبذب السياسي الواضح في الطبقة الحاكمة، والتي نسيت، على ما يبدو، أهمية السيادة والاستقلال، وقبلت صاغرة، كما ايام الاحتلال السوري، بالعمل في تسيير الأمور الداخلية بدون أن يكون لها أي دور فيما يتعلق بالأمور المصيرية التي تصدر بدون نقاش من العرش الأمبراطوري في طهران وتنفذ بكل تفاصيلها، بحكومة أو بدون، يرى المجلس العالمي لثورة الأرز ما يلي:

- إن السياسة التي اعتمدها منذ ثورة الأرز من نصب وا أنفسهم قادة للجماهير الغاضبة من الاحتلال وأعوانه وخاصة افرازاته الأساسية المتمثلة بحزب الله (وللتذكير فقط فإن المظاهرة المليونية كانت ردا مباشرا على هذا الذي يسمي نفسه حزب الله عندما قام بمظاهرة شكرا سوريا ليقول له كل اللبنانيون لا نريدك انت ولا سوريا). هذه السياسة التي تغطت بمقولة استيعاب هذا الحزب (متنكرة للقرار 1559 الذي طالب بحله) وشاركته في الحلف الرباعي، هي المسؤولة عن سقوط أحلام اللبنانيين واطالة أمد معاناتهم وتخريب مؤسسات الدولة وتشريع الفساد القائم والذي نعرفه عند كل محتل لشراء المستفيدين وظلم بقية المواطنين (من دهنه سقي له).
- إن التعايش مع هذا الحزب المأمور والممول من طهران كان الخطيئة الأعظم التي جرت الويلات المتتالية على لبنان من حرب (لو كنت أعلم) إلى غزوة "ساحة المخيمات" التي عاقبت من رفض مرة ثانية الانتهاء من هذا الحزب بوضع القرار 1701 تحت البد السابع فطرد نهائيا من العمل السياسي ولكن ذيول قراراته هدمت الوطن وأبعدت كل من حلم بمساعدته على النهوض فكانت هجمة الثامن من أيار (المجيدة) والتي فكت الطوق الوطني عن العملاء وأتت بتسوية الدوحة كمقدمة لعودة اعلام الامبراطورية لتستقر على شاطيء المتوسط كما حلم "ارتشتحتا" العظيم.

- إن سياسة قضم الأسس الديمقراطية التي تمثلت بالثلث المعطل ومن ثم اسقاط الحكومات والفراغ الذي يتبعها إلى منع اجراء الانتخابات للرئاسة الأولى أو مجلس النواب طالما لم تكن النتائج لصالح سياسة طهران في اكمال الطوق حول لبنان الذي كان لا يزال بلدا ديمقراطيا بسبب طبيعة تكوينه، ها هي تظهر اليوم بحكومة تعترف سلفا بأنها ستفشل بادارة إي ملف لا يوافق عليه "الجنرال قاسم سليماني" (داخليا) أما في السياسة الخارجية وخاصة اعلان الحرب وتخريب البلاد فبالطبع لا راي لها.

- رحم الله الشهداء ومن حلموا بلبنان وطنا سيدا حرا مستقلا ودفعوا من دمائهم ليبقى وهم اليوم لا يذكرون حتى، وقد تكون زيارة الرئيس سعد الحريري لقبر والده للأعتذار مسبقا عما سيصدر لاحقا من نسيان قضيته وطوي ملف المحكمة الدولية التي ربما كانت ستشير إلى قاتليه وقاتلي بقية شهداء ثورة الأرز.
- إن المجلس العالمي لثورة الأرز يريد من هذا البيان أن يوضح للبنانيين واصدقاء لبنان بأن البلد محتل من قبل إيران وأعوانها رسميا الأن بدون معارضة تذكر، فالكل قد تنازل عن أحلامه ومبادئه في سبيل المشاركة بما يسمونه "حكومة وحدة وطنية" هي بالفعل "حكومة إيران الأولى" والتي سيعلن عنها في البيان الوزاري، ومن ثم فيما سيتبع من اعلان الحرب بالنيابة ّت الأسد، فإن عن طهران. ّ فإذا كانت سوريا قد سقطت وتهجر شعبها بفعل التسلط الإيراني وتعن لبنان يسير على نفس الطريق بسبب تسلم حزب الله وأعوانه سدة الحكم رسميا هذه المرة بدون معارضة تذكر.

- إن المجلس العالمي لثورة الأرز يؤمن بأن لبنان سيعود ويقف ويطرد الساسة المتاجرين ومعهم أزلام إيران وسوريا. ّ ولن يقبل بأقل من أن يكون هناك دولة حرة سيدة مستقلة صاحبة قرارها قادرة وحدها على فرض الأمن والنظام، لا يشاركها عميل أو خائن ولا هي بحاجة لأن تستجدي الأمن من أحد ولا القوت. وستحافظ على كرامة مواطنيها وتشاركهم الأحلام ببناء دولة عصرية تسعى لتقدمهم لا لإعادتهم إلى القرون الغابرة وزمن الموت عن الآخرين.

جوزيف بعيني ، رئيس المجلس العالمي لثورة الارز