أسف الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله، في الاحتفال الذي أقامه الحزب في الذكرى السنوية الثالثة لمصطفى بدر الدين "لأننا وصلنا في لبنان إلى مرحلة ان تحمل هم وطنك أصبح أمر مستغرب ومدان. تعرفون ما حدود المسموح به في لبنان؟ ان تحمل هم حزبك أو حركتك أو تيارك أو منطقتك، منطقة داخل لبنان، أو في أحسن الأحوال هم طائفتك، أما أن تحمل هم بقية الطوائف، ونحن شعب واحد مشتركون في المصير، في الفقر العابر للطوائف، في البطالة العابرة للطوائف، بالحرمان العابر لطوائف، بالحرمان العابر للمناطق، إذا تحمل هم الكل، هذا تدخل في شؤون الطوائف الأخرى. كيف عندنا تدخل في شؤون الدول الأخرى، هناك عنوان موجود في لبنان اسمه التدخل في شؤون الطوائف الأخرى، أنت "شو خصك"؟ كيف تتدخل؟ انت مثلا شيعي "ما خصك" أن تتدخل بالسنة، هذا شأن داخلي "شو خصك" بالدروز هذا شأن داخلي، و"ما خصك بالمسيحيين" هذا شأن داخلي، اليست هذه الحقيقة الآن في لبنان؟ هذا المستوى الثقافي والفكري والوعي السياسي الذي أوصلونا له. لكن ميزة المقاومة، ميزة السيد مصطفى بدر الدين وإخوانه الذين مضوا وقضوا والذين مازالوا على قيد الحياة انهم يرفضون بشدة هذه اثقافة، والشهيد السيد عباس رحمة الله عليه ذهب إلى افغانستان وإلى باكستان وكشمير، إلى الحدود الإيرانية العراقية في حرب السنوات الثمانية، كان يحمل هم فلسطين وشعب فلسطين والمخيمات الفلسطينية في قلبه وفي وجدانه، ومازال إخوة وأبناء وتلامذة هؤلاء، هؤلاء القادة يحملون هذه الثقافة".
وقال: "توجد فجوة موجودة في البلد يحاول الأميركيون ان يشغلوها في العلن وفي السر، وبعض الدول الاروروبية وأيضا بعض الدول الخليجية، وفي الاعلام وبعض الاعلام العربي والخليجي وهو الكلام المتواصل، مرة ينسبونه الي وانا أنفي، وبعض الصحف والاعلام والتسريبات والتحليلات، التهويل الدائم بالحرب على لبنان، اسرائيل أتية لتشن حربا على لبنان، واسرائيل ستدمر البلد، وإنتبهوا أيها اللبنانيون، يعني ماذا؟ يعني عليكم ان تزيلوا الاسباب التي يمكن أن تدفع إسرئيل الى حرب. هذا ليس مجرد كلام إعلامي أو سياسي أو دبلوماسي أو مجرد حرب نفسية بالهواء، أنا أريد أن أقول للبنانيين اليوم أن الكل مهتمين بالشأن اللبناني في الموضوع الاسرائيلي؟ كلا، هذا له هدف، وأريد أن أشير الى هذا الهدف، هذا التهويل هو ممارسة لحرب نفسية واسعة سياسية ودبلوماسية عبر دول وسفارات ووسائل اعلامية من أجل الضغط على الدولة اللبنانية وعلى المسؤولين اللبنانيين وعلى الشعب اللبناني للخضوع ولتقديم التنازلات".
وأضاف: "كما تعلمون عندما أتى بومبيو وقبله ساترفيلد وقبله جاء دايفيد هيل وقبله هوك ولا أعرف من، يوجد بحث اسمه الحدود البرية، وهناك مناطق حساسة جدا في الحدود البرية بالمعنى الاستراتيجي، هناك نقاش حول الحدود البحرية، موضوع الحدود البحرية ليس فقط موضوع مياه ومساحة جغرافية وانما يرتبط بالثروة النفطية والغازية المفترضة الموجودة هناك. حسنا لدينا الحدود البرية التي يجب ان يجدوا لها حلا، طبعا عن طريق التفاوض، الحدود البحرية وتبعا لها الغاز والنفط يجب ان يجدوا لها حلا بين لبنان واسرائيل".
وتحدث نصرالله عن موضوع مزارع شبعا، وردّ على موقف رئيس "الحزب التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط من دون أن يسمّيه قائلاً: "بعد ان وهب السيد ترامب ما لا يملك وهو الجولان لمن لا يستحق وهو اسرائيل، يوجد موضوع المزارع"، مضيفاً: "هناك شيء محسوم ومنتهٍ، الدولة اللبنانية تعتبر مزارع شبعا أرضاً لبنانية، وهذا الموضوع محسوم، وبالتالي أي شخص "بيطلع برأيه، بيكون مؤمن بأنها لبنانية وبيبطل، أو بيكون مبطل وبيؤمن" لا يقدم ولا يؤخر شيئا، وليس له أي قيمة على الإطلاق، كلام يقال في الهواء، فليقل أي كلام في الهواء، هذا لن يقدم ولن يؤخر شيئا، وبالتالي مزارع شبعا بالنسبة إلينا لأن الدولة لبنانية تقول هي أرض لبنان فهي أرض لبنانية، وإلا هي أرض لبنانية أو سوريا، سوريا ولبنان وفلسطين كلها هذه أراضي شعوبنا وأمتنا وأهلنا، لكن حاليا نتيجة الوضع القائم في العقود الماضية وترسيم الحدود، الدولة اللبنانية تقول مزارع شبعا لبنانية، إذا مزارع شبعا لبنانية، والمقاومة تتحمل مسؤولية إلى جانب الدولة والشعب اللبناني عن تحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من الغجر، وإذا أحببتم لا مشكلة لدينا أن نعود ونناقش القرى السبع وعشرات آلاف الدونمات التي تحتلها إسرائيل لأهلنا في القرى الأمامية".
وتحدث نصرالله عن الموازنة، مؤكداً أنّ "الموجود في الموازنة أمام مجلس الوزراء اليوم والذي يناقشه الوزراء كثيرا مما قيل في وسائل الإعلام ليس موجودا فيه، يعني أصلا لا يحتاج إلى معركة لأنه ليس مطروحا لا للنقاش ولا للتصويت ولا للإقرار، هذا يجب أن يُخفف من بعض المخاوف".
وتوجه نصرالله إلى المصارف بالسؤال: "إذا أنتم لا تريدون أن تساعدوا ولا تريدون أن تتعاونوا، لا أتكلم هنا بلغة القرار والإلزام، بل بلغة أننا أهل بلد واحد وفي سفينة واحدة وتحت سقف واحد، يا أصحاب المصارف في لبنان إذا أنتم لم تتعاونوا وكان لكم سهمكم في المعالجة وإنهار الوضع الإقتصادي والمالي في البلد، أنتم على ماذا تحصلون؟ أنتم ما هو مصيركم؟ وما هو مصير بنوككم؟ وما هو مصير استثماراتكم؟ إذا إنهار الوضع المالي والإقتصادي في البلد، حتى رؤوس الأموال التي لديكم لن ترجع لكم، لأن البلد ذاهب إلى إنهيار، ليس من أجل الناس بل أيضا نمن أجلكم أنتم أيضا، من أجل مصارفكم ومن أجل أموالكم ومن أجلا استثماراتكم"، مضيفاً: "أنتم معنيون، لستم معنيون أن تقفوا وتواجهوا بل أنتم معنيون أن تبادلرا، وأنا اليوم أدعوكم إلى المبادرة، أنتم يجب أن تبادروا وتتوجهوا إلى فخامة رئيس الجمهورية أو إلى دولة رئيس مجلس الوزراء أو دولة رئيس مجلس النواب، وتقولوا نحن متفهمون لوضع البلد وصعوبات البلد، ونحن متفهمون لدين البلد، خدمة الدين أو الفائدة التي نأخذها من الدولة عن المال الذي ديناكم إياه، نريد أن ننزل الفائدة مثلا بنسبة مئوية معينة، هذا أقل الواجب الوطني وأقل الواجب أيضا الأخلاقي، وأقل الواجب المصلحي. وفي المقابل، إذا كانت المصارف لا تريد أن تتصرف بهذه الروح الوطنية المسؤولة، نعم الدولة معنية والحكومة معنية ومجلس النواب معني في مكان ما أن يتحمل المسؤولية في هذا الموضوع، وإما يوجد إجماع لدى كل الخبراء الماليين والإقتصاديين في البلد أن ما لدينا من عجز لا يمكن أن يعالج فقط بالإجراءات المطروحة أمام الحكومة، إذا لم يكن للمصارف دور أساسي وكبير في هذه المعالجة".
وتطرّق نصرالله إلى قضية "داعش"، مشيراً إلى أنّه "لا يجب التعاطي مع الأمر وكأن داعش انتهت، نعم خلافة داعش، الخلافة المزعومة انتهت، الدولة انتهت، الجيش العسكري الذي يسيطر على جزء كبير من مساحة العراق وعلى جزء كبير من مساحة سوريا انتهى، لكن داعش الفكر، داعش القيادة التي أطلت على التلفزيون منذ يومين، داعش الذئاب المنفردة، داعش الخلايا الانتحارية والانغماسية، داعش ما زالت موجودة وسيتم تفعيلها في سوريا، أنا لا أهبط جدرانا على أحد، أنا أقول معطيات ومعلومات، وسيتم تفعيلها في العراق، ولذلك ما يجري اليوم على الحدود العراقية السورية من تعاون عراقي سوري هذا أمر واجب وضروري وأكيد، لأن داعش تشكل تهديدا لكلا الشعبين وكلا الجيشين وكلا البلدين. داعش اليوم لها وظيفة في أفغانستان لقتل الشعب الأفغاني وللمزيد من الاحتراب والقتال في أفغانستان، واعتماد أفغانستان قاعدة لانطلاق داعش إلى دول آسيا الوسطى، ولذلك اليوم وزير خارجية روسيا أمس واليوم علا صوته، وزير الدفاع الروسي علا صوته، من أخذ داعش إلى أفغانستان؟ وصولا إلى سريلانكا، أمام المجزرة المهولة في سريلانكا، وخرجت دول في العالم ليدينوها، الاتحاد الأوروبي أدانها، المفوضية الأوروبية أدانتها، الأمم المتحدة أدانتها، أميركا أدانتها، هل أحد منهم سأل هذا الفكر الذي نفذ هذه العمليات الانتحارية وهذه المذبحة في سريلانكا بحق الرجال والنساء والأطفال في الكنائس والأوتيلات من الذي يقف خلف هذا الفكر؟ من يدعمه؟ من يموله؟ من يحميه؟ من يدافع عنه؟ أليست هي المملكة العربية السعودية؟!! لماذا تدينون الأدوات وتتركون السبب الحقيقي والرئيسي".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق