العرب اللندنية ـ
أظهرت مواقف رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري وتصريحاته الثلاثاء نفاد صبر من سلوكيات وزير الخارجية ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، الذي كاد يتسبب في حصول فتنة في جبل لبنان، بعد إصراره على زيارة منطقة كفرمتى في المحافظة الواقعة غرب لبنان متحديا بذلك معارضة أهالي المحافظة.
وانتهت زيارة باسيل قبل أن تبدأ الأحد حينما واجه موكب لوزير المهجرين صالح الغريب الذي كان سيرافق باسيل إلى منطقة كفرمتى من قضاء الشوف مجموعة من الغاضبين من أنصار الزعيم الدرزي وليد جنبلاط في منطقة قبرشمون ما أدى إلى تبادل إطلاق نار بين مرافقي الغريب وتلك المجموعة أسفر عن مقتل شخصين من أتباع الحزب الديمقراطي الذي يرأسه طلال أرسلان (خصم جنبلاط).
ولم يكتف باسيل بما كاد يتسبب فيه وبدلا من السعي لاحتواء الأزمة ذهب بعيدا بإصراره على إحالة جريمة مقتل مرافق الغريب على المجلس العدلي، حتى أنه قاطع جلسة لمجلس الوزراء الثلاثاء ملوحا بأنه لن يكون هناك انعقاد للمجلس بعد الآن، الأمر الذي أثار غضب الحريري الذي قرر تأجيل الجلسة إلى حين الانتهاء من أزمة قبرشمون.
وقال رئيس الوزراء اللبناني عقب تأجيل الاجتماع الوزاري "قررت أن أكون رئيسا لحكومة وحدة وطنية لا حكومة خلاف وطني وأجلت الجلسة لنعطي وقتا لأنفسنا وننفس الاحتقان".
وفي سؤال بدا موجها لباسيل "هل نفجر الوضع بعدما حدث أم نعمل على تسوية الخلاف وإعطاء القضاء الفرصة للعمل؟ يهمنا النتيجة والكشف عن مرتكب الجريمة وأرى تجاوبا من الجميع".
وتابع "فلتخبرونا بما حل بقضايا المجلس العدلي وبعدها نتحدث في هذا الأمر، والقضاء سيقوم بعمله على أكمل وجه". واعتبر الحريري أن "من يزور منطقة لديه مشكلة معها عليه تحمل ردة فعل الأهالي، والأمن خط أحمر". وشدد الحريري على أن "من ارتكب الجريمة (في عاليه) سيحال على القضاء الذي سيأخذ مجراه وسيكون حاسمًا".
وعقب ذلك توجه رئيس الوزراء إلى دار الطائفة الدرزية في بيروت، وقدم التعازي إلى شيخ عقل الطائفة الشيخ نعيم حسن بوفاة الشيخ علي زين الدين، في حضور رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ونجله رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط.
وبعد ذلك، اجتمع الرئيس الحريري بجنبلاط، في حضور نجله، حيث تم عرض آخر المستجدات والأوضاع العامة.
وكانت العلاقة بين الحريري وجنبلاط قد شهدت في الفترة الأخيرة هزات كبيرة، على خلفية شعور جنبلاط بوجود نوايا لتهميشه سياسيا وطائفيا، ويرجح مراقبون أن يشكل ما حدث في جبل لبنان بداية لإعادة العلاقة بين الطرفين إلى سالف عهدها، خاصة وأن الطرفين على قناعة بأن الخلاف بينهما من شأنه أن يصب في صالح الأطراف المقابلة ومنها باسيل الذي بدا واضحا أنه يحاول ضرب التوازنات القائمة من خلال تحجيم صلاحيات رئاسة الحكومة ومحاصرة نفوذ الزعيم الدرزي جنبلاط وتهديده في بيئته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق