طالب الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، "أهل السلطة ومن هم خارجها بتحمل المسؤولية أمام الوضع الخطير جدا"، وذلك خلال احتفال أقيم في بعلبك لمناسبة إحياء مراسم أربعين الإمام الحسين.
وتحدث عن "الاستقالة او الانسحاب من الحكومة او ركوب الموجة او كما يفعل البعض كما اعتادوا بالوقوف على التل منتظرا نتائج الأحداث". وقال: "بعض القيادات السياسية في لبنان تفعل هكذا، إما تتنصل او تلقي التبعات على الآخرين، وهذا الأمر غير مسؤول وبلا أخلاق".
وأشار الى "ما حصل من حرائق قبل فترة، إذ دان الكل بعضهم بعضا وكانت النتيجة لا شيء". وقال: "انتهى مفعول الإدانات في لبنان خلال 24 ساعة يوم حصول الحرائق".
ورأى ان "الوضع المالي والاقتصادي ليس وليد ثلاث سنوات او الحكومة الحالية او هذا العهد، بل انه تراكم سياسات ثلاثين سنة مرت، ولكن الأمر أمامنا، وعلى الجميع ان يتحمل المسؤولية بما فيها نحن مع تفاوت النسبة المئوية، وعلينا قبول المسؤولية. ومن يريد التنصل من المسؤولية معيب وبخاصة أولئك الذين كانوا في السلطة في العهود الماضية ويحاولون اليوم ركوب الموجة في اعتراض الناس".
وشدد على أن "من يهرب او يتخلى لا أريد ان أطلق عليه الأحكام لان على الناس ان تحكم عليه، ولان من حكم في الثلاثين سنة الماضية واستفاد منها ويأتي اليوم ليقول انه سيستقيل منتظرا على التل، هذا غير مقبول".
ورأى ان "البعض في السلطة كان يتصور أن الضرائب ستمر.. رسالة هذين اليومين مهمة جداً ويجب أن يستوعبها كل المسؤولين في كل المناصب ان الشعب اللبناني لم يعد يستطيع تحمل ضرائب جديدة.. من يأخذا القرار في الحكومة هي القوى السياسية".
ورأى أنّ "حكومة التكنوقراط لا تستطيع ان تصمد اسبوعين والقوى السياسية التي تطالب حكومة التكنوقراط هي أول من سيطالب بإسقاطها ويجب أن نستمر بهذه الحكومة بروح جديدة".
واكد "عدم تأييده استقالة الحكومة الحالية لان ذلك سيعني ان لا حكومة ستتشكل قريبا".
ورأى أن "انتخابات نيابية جديدة ستقود الى المجلس النيابي نفسه لذلك يجب عدم اضاعة الوقت بهذه الطروحات".
وتوقف نصرالله أمام "خطرين كبيرين في البلد، الاول الانهيار المالي ونصبح عندئذ مثل اليونان، والثاني الانفجار الشعبي نتيجة المعالجات الخاطئة".
وقال: "نحن لا نحكي عن كل الضرائب، إنما الضرائب التي ترهق الناس. يضعوننا أمام الخيارين السابقين، وهذا الأمر مقاربة خاطئة، وإذا ما تصرفنا بمسؤولية لا نبقي الناس في الشارع. الأمر يحتاج الى مسؤولية وصدق في المعالجة".
وعن اليومين الماضيين قال: "الحكومة لم تتخذ قرارا بفرض ضرائب جديدة، وهي لا تزال قيد النقاش".
وسأل عن سبل التصرف حيال الوضع، وقال: "أهم نتيجة يجب الإستفادة منها ان على المسؤولين ان يدركوا ان الناس وبخاصة الطبقات الفقيرة وأصحاب الدخل المحدود غير قادرين على تحمل ضرائب جديدة. رسالة هذين اليومين يجب على المسؤولين الاستفادة منها، وهي عدم تحمل الناس ضرائب جديدة".
وانتقد "رؤية البعض أن الإصلاحات بمفهومهم هي ضرائيبية"، معتبرا ان "هذا الأمر يأخذ البلد الى مأزق جديد"، مشيرا الى "خيارات كثيرة أمام اللبنانيين". وقال: "لسنا بلدا مفلسا إنما نحتاج الى إدارة جيدة".
وقال: "ليس صحيحا ان لا خيار أمام الحكومة سوى فرض ضرائب، ولكن هناك حاجة الى شجاعة وجرأة وإعطاء الأولوية، وبذلك نستطيع ان ننقذ بلدنا ونضعه على طريق التطور. المشكلة ليست في ما هي الحكومة إنما في المنهجية. ومن أجل ان ننقذ البلد على الجميع تقديم تضحيات، ولكن ما نراه الى اليوم هو ان الفقراء فقط مطلوب منهم تقديم التضحيات".
واعتبر ان "حزب الله إذا نزل الى الشارع لن يخرج منه بيوم أو يومين بل سيبقى حتى تحقيق المطالب"، ولفت إلى أنّ "كل ما قيل عن تخطيطنا لتظاهرات ضد المصارف غير صحيح ولم يخطر في بالنا."
ولفت الى ان "الناس تتبرع باموالها للمقاومة لانها تثق بها وهذه الثقة مفقودة بين الشعب والدولة بكل مكوناتها".
واكد ان "من يهرب من المسؤولية يجب ان يحاكم واليوم ندعو الى التعاون والتضامن".
وقال:"لمن يريد اسقاط العهد: تضيّعون وقتكم وانتم لا تستطيعون اسقاطه"، ويجب ان نتصرف بمسؤولية حتى نمرر هذه المرحلة الصعبة ولن نسمح باغراق هذا البلد او ان يدفع به الى الهلاك".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق