الجمعة، 1 نوفمبر 2019

نصرالله يتحدّث عن "إنقلاب"... وهذا المطلوب من الحكومة الجديدة

اعتبر الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ان "ما يحصل اليوم يُبيّن لنا أنّ قراءة التاريخ واكتشاف حقائقه ليس أمراً سهلاً ولا يجوز إطلاق الأحكام بسرعة فيه بل نحتاج إلى تتبع كلّ المصادر حتى نصل إلى نتيجة".
وقال نصرالله: "بعد مضي أسبوعين على بدء الإحتجاجات والتظاهرات وما حصل فيها من أحداث يجب تسليط الضوء على بعض الإيجابيات والبناء عليها، وبفعل الكثير من الوعي والصبر والإنضباط تمكن اللبنانيون من تجنب الوقوع في ما كان يخطط له البعض من الذهاب إلى الفوضى أو الصدام الكبير في الشارع وصولاً إلى الإقتتال الداخلي وهناك من كان يدفع في هذا الإتجاه".
واضاف "كمّ الشتائم والسباب الذي كان موجوداً في الحراك لم نشهد مثله من قبل وأؤكد أنّ هذا لم يكن عفوياً بل موجّهاً وبعض الذين دفعوا باتجاه الشتم كانوا يريدون استدعاء الشوارع الأخرى من أجل الفوضى والصدام والإقتتال الداخلي و"كلّ العالم عندا سلاح وقبضايات"، مستطردا "كلّ ما سمعناه لا يليق بثورة ولا بحراك ناس طيّبين وصادقين وهم لا علاقة لهم بكلّ ما حصل من شتائم وسباب في الشارع، وقطع الطرقات وإذلال المواطنين والتعرّض لهم وأخذ الخوات والتعرّض للمراسلين نقطة لا بدّ من الإضاءة عليها أيضاً".
وتابع "كان واضحاً أن المطلوب كان تنفيذ إنقلاب سياسي والذهاب بالبلد إلى الفراغ وكلّ هذا الأمر أوجد حالة من التوتر النفسي والعاطفي والغضب في عدد من الشوارع، وما منع الذهاب إلى الفوضى والصدام هو مستوى الوعي والإنضباط والسيطرة على الأعصاب والبصيرة التي تحلّى بها الكثير من اللبنانيين في عدد من المناطق".
واردف "مَن يريد أن يواصل العمل الإحتجاجي هذا حقه الطبيعي ونقدّر ونحترم أهدافه ودوافعه الوطنية غير راكبي موجة الحراك ولكن لا بدّ من تنزيه الإحتجاجات وعلى وسائل الإعلام أن ترفض نقل الشتائم وإهانة الأعراض "فهذا ليس صوت الناس" وأدعو إلى عدم الذهاب حيث يريد المتآمرون بالبلد فكل من يريد الفوضى والصدام بين الشوارع والقوى السياسية يجب أن نواجهه بالصبر ولا نحقق لع رغبته مهما كانت الضغوط علينا".
وقال نصرالله: "كان وما زال همّنا العمل لمنع إسقاط البلد في الفراغ والفوضى خصوصاً أمام الذين ركبوا موجة الإحتجاجات"، موضحا ان "حكومة ميقاتي وبعدها حكومة سلام وحكومتا الحريري كلّها حكومات لم تكن "حكومات حزب الله" كما كان يصرّ البعض على تسميتها فالحزب لم يتولّ أي وزارة مهمّة لا في الشأن السيادي ولا الإقتصادي ولا الحياتي"، مستطردا "كانت تؤخذ قرارات في كلّ الحكومات المتعاقبة لم يوافق "حزب الله" عليها ولكن لطالما كانت هناك محاولة لتحميل الحزب مسؤولية الفساد أو التقصير".
وشدد على اننا "لسنا قلقين على المقاومة لأننا أقوياء جداً ولم يأتِ زمان عليها في لبنان كانت فيها بهذه القوة الشعبية والجماهرية والسياسية واحتضان الناس لها وفي عتيدها وعتادها وموقعها الإقليمي وقوة محورها".
ولفت الى ان "الصدمة الإيجابية التي كان يجب أن تُقدّم للناس هي أن تجتمع الحكومة في وضع طارئ ليلاً نهاراً وتحيل مشروع قانون استعادة الأموال المنهوبة إلى مجلس النواب الذي يجتمع سريعا ويقرّه، وأي تعديل حكومي يزيد من مشاعر الغضب والإحباط ولن يقوم بأيّ صدمة إيجابيّة بمعزل عمن هو مستهدف في التعديل الحكومي، وقلنا إنّ استقالة الحكومة ستأخذها إلى فترة طويلة من تصريف الأعمال وليس من منطلق أنّنا متمسكون بالحكومة أو لأنّها "حكومة حزب الله" كما يُقال".
وقال: "بعض تداعيات استقالة الحكومة تجميد ورقة الإصلاحات لأنّ لا حكومة الآن لمشاريع القوانين التي تتضمّنها الورقة ولا معالجات اقتصادية واجتماعيّة بانتظار الحكومة الجديدة"، مضيفا "لم نكن نؤيّد استقالة الحكومة وللحريري أسبابه التي لا أريد أن أناقش فيها ويجب أن يتعاون اللبنانيون بعد التكليف من أجل التأليف وتضييق مرحلة تصريف الأعمال لأنّها إذا طالت فيكون الفراغ الذي تكلمنا عنه".
وتابع "الحكومة الجديدة نطالبها من الآن أن تنطلق من الإستماع والإصغاء إلى مطالب الناس الذين نزلوا إلى الشوارع وتأتي بجميع الفيديوهات وتُصغي لِما قاله المواطنون ووضع برنامج للإستجابة للمطالب ويجب أن يكون هدف الحكومة الجديدة بالدرجة الأولى استعادة ثقة الشعب لأنّها من دون ذلك لن تستطيع أن تقوم بأيّ إنجازات مهمّة وستبقى في دائرة الشبهة والإتهام، والمطلوب من الحكومة العمل الدؤوب وإعطاء الأولوية للعمل الحكومي بوضوح وشفافيّة مع نقد ذاتي".
واضاف "ندعو إلى الحوار والتواصل بين جميع القوى السياسية وممثلي الحراك فالمصلحة الوطنية تقتضي أن يتجاوز الجميع هذه الجروح والبلد يحتاج إلى الجميع وأن يتحمل الجميع المسؤولية".
واعتبر نصرالله ان "هناك دور أميركي في لبنان يمنع اللبنانيين من الخروج من مشاكلهم المالية والإقتصادية وسدّ آفاق الحلول على اللبنانيين التي يمكن أن تطلق إنتاجهم الصناعي والزراعي والضغوط التي يمارسها الأميركيون على لبنان، ونطالب بحكومة سيادة حقيقية وكلّ من فيها ومن في المؤسسات يكون قرارهم لبناني بامتياز ولا يعود إلى السفارة الأميركية أو بعض السفارات الأخرى".
واشار الى ان "تصدّي المقاومة الإسلامية لإحدى المسيّرات الإسرائيلية في الجنوب أمر طبيعي والهدف الأساس وراء إسقاط المسيرات هو تنظيف الأجواء اللبنانية من الخروقات الإسرائيلية".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق