الخميس، 26 مارس 2020

​الكون الصامت في إجازة.. والبشر إلى الخوف من الأسوأ

اختيار واعداد عادل محمد
27 مارس 2020

كيف أدى الكون الصامت البشر إلى الخوف من الأسوأ
كتبه توماس موينيهان
إنه 1950 ومجموعة من العلماء يسيرون لتناول الغداء على خلفية مهيب من جبال روكي. إنهم على وشك إجراء محادثة ستصبح أسطورة علمية. العلماء في مدرسة لوس ألاموس مزرعة ، موقع ل مشروع مانهاتن، حيث لعبت كل مجموعة في الآونة الأخيرة دورها في الدخول في العصر الذري.

انهم يضحكون حول الرسوم المتحركة الأخيرة في مجلة New Yorker تقدم تفسيرا غير مرجح لعدد كبير من علب القمامة العامة المفقودة في مدينة نيويورك. صورت الرسوم الكاريكاتورية "رجالًا أخضر صغارًا" (مكتملًا بهوائي وابتسامات مذنبة) قاموا بسرقة الصناديق ، وقاموا بتفريغها بجد من الصحن الطائر.

بحلول الوقت الذي يجلس فيه فريق العلماء النوويين لتناول طعام الغداء ، داخل قاعة الفوضى في مقصورة السجل الكبرى ، يقوم أحدهم بتحويل المحادثة إلى أمور أكثر خطورة. "أين ، إذن ، الجميع؟" يعلمون جميعًا أنه يتحدث بصدق عن كائنات فضائية.

السؤال الذي طرحه إنريكو فيرمي ومن المعروف الآن باسم مفارقة فيرمي، له آثار مخيفة.

بالرغم من سرقة الأجسام الغريبة ، لم تجد البشرية أي دليل على وجود نشاط ذكي بين النجوم. ليس إنجازًا وحيدًا لـ "الفلكية الهندسة"، لا هياكل فائقة مرئية ، ولا إمبراطورية ترتاد الفضاء ، ولا حتى إرسال راديو. هذا وكان جادل أن الصمت الغريب من السماء أعلاه قد يخبرنا شيئًا ما ينذر بالسوء بشأن المسار المستقبلي لحضارتنا.

هذه المخاوف تتصاعد. في العام الماضي ، طالب عالم الفيزياء الفلكية آدم فرانك جمهور في جوجل أن نرى تغير المناخ - والعصر الجيولوجي المعتمد حديثا لل الأنثروبوسين - ضد هذه الخلفية الكونية. يشير الأنثروبوسين إلى آثار أنشطة الإنسان كثيفة الاستهلاك للطاقة على الأرض. هل من الممكن ألا نرى أدلة على وجود حضارات مجرة ​​ترتاد الفضاء لأنه بسبب استنفاد الموارد والانهيار المناخي اللاحق ، لم يصل أي منها إلى هذا الحد؟ إذا كان الأمر كذلك ، لماذا يجب أن نكون مختلفين؟

بعد بضعة أشهر من حديث فرانك ، في أكتوبر 2018 ، الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ تحديث على ظاهرة الاحتباس الحراري تسبب ضجة. تنبأ بمستقبل كئيب إذا لم ننزع الكربون. وفي شهر مايو ، وسط احتجاجات انقراض التمرد ، أ تقرير المناخ الجديد رفعت الرهان ، تحذير: "قد تكون الحياة البشرية على الأرض في طريقها إلى الانقراض." وفي الوقت نفسه ، كانت ناسا نشر البيانات الصحفية حول كويكب من المقرر أن يضرب نيويورك في غضون شهر. هذا ، بالطبع ، بروفة لباس: جزء من "اختبار الإجهاد" المصمم لمحاكاة الاستجابات لمثل هذه الكارثة. من الواضح أن ناسا تشعر بالقلق إلى حد ما من احتمال وقوع مثل هذا الحدث الكارثي - مثل هذه المحاكاة مكلفة.

(الكون في اجازة)
للكاتب مازن الحساسنة 

لربما تحتاج الأرض إلى أيام من السكينة و الهدوء بعد مئات السنوات من الضوضاء ، لربما تحتاج الشوارع إلى خلع ثيابها والاستجمام تحت أشعة الشمس بعد أن اقلقتها العربات والمارة والبائعون والمتجولون والصارخون والمنادون..
نعم تحتاج جبهات الحروب إلى إيقاف القتل والذبح والقصف كي نتأمل السلام والأمان ونترك فرصة للنوم دون ارتعاش

تحتاج المدارس والجامعات والمعاهد إلى لحظة هروب ، واستعادة الصمت علها تتجدد مرة أخرى بروح مختلفة بمنهاج يحاكي الإنسانية روحاً وشعوراً

ولا ضير أن تغلق أبواب مباني الأمم المتحدة وتوصد شيئاً من الاشهر لتكون الطاولة المستديرة في قاعة مجلس الامن خاوية ومقاعدها دون أصنامها فيتوقف القرار الذي هدد الدول واستنزف المقدرات وأطاح بالسلم وعزز الفرقة وداس على العدالة

نعم ... يحتاج الفقير أن يملك مسافة زمن كي يسترخي أمام مشهدية كهذه يتساوى فيها الناس أمامه ، جميعهم خلف جدران الذعر والهلع وهو الوحيد اللا خائف لأنه لا يملك ما يملكون.

يحتاج المغدور خلف قضبان الظلم أن تدمع عيناه وهو يرى ظلامه محبوسين في غرف ضيقة جدرانها ليست محصنة
لا بأس أن منصات الخطابة ذاهبة إلى فراغ ، بعد أن تكدست بكلام زعماء أهملت شعوبها وتجاوزت خطوطها واختطفت مقدارتها واحتجزت أخيارها وانتهكت حدودها وارتدت اليوم كمامات بيضاء كي تحمي أفواهها.

نعم قد احتاجت المساجد والمعابد والكنائس في أيام معدودات إلى طرد روادها لتعقيم قلوبهم وأرواحهم من الكذب والدجل والنفاق والاتجار بالدين والهرج وقلة صلة الرحم والفجور وآكل الحقوق والزيف والبهتان والرجس والانكار ، فأغلقت بابها حتى ترتدي الأجساد أثواب الطهر والنقاء.

تحتاج البحار إلى ركود مياهها بعض الزمن بعد أن اتعبتها السفن المبحرة والبارجات العملاقة والقوارب السيارة ، لعل أسماكها تسبح بحرية دون انتظار صنارة صيادها.

تحتاج السماء إلى فضاء أكثر صفاء دونما آلاف الطائرات التي تحلق وتنفث العوادم ، لعل الطيور تفرد أجنحتها غير أبهة بالمعادن الطيارة ، وتعلن تحرير السماء من الاحتلال البشري.

يحتاج الحب إلى زمن طويل ، لتتم محاكمة مستخدميه ، هل أنتم محبون ؟ هل انتم تعيشون معاني الحب ؟ كيف أحببت ومنحت وآثرت ؟ كيف قلبت الوهج إلى ظلام؟ والمسامحة إلى كره ؟ والوفاء إلى غدر ؟ والروح إلى مادة ؟ والإحساس إلى فولاذ ؟

تحتاج البنوك والبورصات إلى راحة ما ، تسكت خلالها ماكينات عد النقود التي باتت معيار البشرية ومقياسها وهدفها وعقلها وروحها ، والتي صارت نظرية لها أنصارها واتباعها وجيشها وحماتها من الجشعين والطماعين والبخلاء والمرابين .

يحتاج الساعي وراء المال إلى صفعة على خده ، ليستيقظ من غلوه ، من اختلاف أولوياته ، من هرولته ليزداد رصيده ، من إصراره على تحطيم الأرقام ، من شرب نخب انتصاره في صفقة ما ، من اطاحته بمنافسه بأدوات الشيطان ، من احتكاره ، من تهميشه لمربعه الأول ، من تحوله إلى روبوت منزوع المشاعر . من قسوته ، من تحجره ، يحتاج ذاك الساعي إلى أن يتيقن أن صرخة ابنك وهو يريدك لا يتم تلبيتها بالمال ، إن انتظار حبيبتك لك لا يوازيه أيضاً المال ، عليك أن تتيقن أن قيمة الاشياء الجميلة لا تتحق بعمليات البيع أو الشراء

نعم أيها البشر أينما كنتم ...يحتاج المرء خلال إجازته أن يقف أمام ذاته ويراجعها وتراجعه لاستصدار كشف حساب ماذا قدمت وماذا فعلت ومن ظلمت ومن حاربت ومن خدعت ومن سرقت ومن هاجمت ومن طعنت ومن شتمت ، من خنت ،؟؟

نحتاج أن نصارح ذاتنا بأمور لا يمكن أن يعلمها إلا نحن ، نحتاج أن نتعلم ونتدبر ونتعظ ونفهم علنا نصير أكثر بشراً ، علنا ندافغ عن آخر معاركنا ونعيد الأخلاق التي غادرتنا.


​المصادر: وكالات الانباء والمواقع العربية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق