أطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله متحدثا عن آخر التطورات والأوضاع السياسية، وقال ان مناسبة الحديث هو أننا على أبواب حرب تموز والفشل الاميركي -الاسرائيلي ومشروع الشرق الاوسط الجديد، واعدا بالتحدث عن هذه الحرب في موعدها ما بين 12 تموز و14 آب.
اضاف: "في هذه الايام نستذكر تحرير الجرود من الارهابيين وكانت احدى مراحلها في مثل هذه الايام، اضافة الى ذكرى رحيل السيد محمد حسين فضل لله الذي ما نزال نشعر ان روحه الزكية وسيرته العطرة ومواقفه الصلبة بقيت فينا، معربا عن تقدير حزب الله واحترامه ومحبته ومواساته لعائلته ولجميع محبيه ولكل المؤمنين والمسلمين بهذه الذكرى الأليمة.
كما أشار الى رحيل العلامة محمد جعفر شمس الدين الذي قدم للاسلام والشباب والحوزات العلمية وكان سندا وظهرا للمقاومة، وبذل جهودا خطيرة للتقريب ونبذ الفرقة".
واعلن انه سيتحدث عن العنوان الاقتصادي وهو الهم اليومي، وشق سياسي يرتبط بلبنان وشق يرتبط بالمنطقة.
واعرب السيد نصرالله عن رفضه الدخول في سجال حول القضايا التي سيعرضها، مركزا على مقاربة هذا الهم من خلال انها قضية وطنية، لأننا بحاجة الى جهد متواصل، وهو ما يعني اللبنانيين وكل المقيمين على الساحة اللبنانية من فلسطينيين وسوريين وغيرهم.
وأضاف: "ان منطلق هذا الأمر انساني واخلاقي"، متوقفا عند مسألة التوجه شرقا وقال: "هذا لا يعني ان ندير ظهرنا للغرب، وقلت انه يجب الانفتاح على العالم باستثناء اسرائيل، وكان لدي الشجاعة انني قلت ان تأتي اميركا رغم موقفنا من سياستها، وان أي دولة لديها استعداد ان تأتي وتستثمر في لبنان فلا مانع"، مبديا استغرابه من تفسيرات البعض الذين رفضوا الفكرة.
وتابع :" ليكن لبنان منفتحا على الجميع كي نخلص من هذه الازمة"، مستغربا ما قاله البعض ان التوجه شرقا هو بمثابة تغيير وجه لبنان الحضاري وقال: "انه كلام للتشكيك والتعطيل، فهل نحن في اميركا اللاتينية".
وعن ايران قال: "لم نقل اننا نريد تحويل لبنان الى النموذج الايراني، بل ما قلناه ان نستفيد من المشتقات النفطية بأن ندفع بالعملة اللبنانية، مجددا دعوته الآخرين بالذهاب الى اصدقائهم وجلب النفط والمواد الغذائية وبالعملة الوطنية فلا نمانع، مشيرا الى ان النموذج الايراني استطاع الصمود خلال اربعين عاما من الحصار، اضافة الى انها تأكل مما تزرع، وصناعتها متقدمة، وعندهم اكتفاء ذاتي بالكهرباء ويبيعون لدول الجوار، في حين ان لبنان لا يملك مقومات النموذج الايراني، لافتا الى وجود مشكلة لديهم بالعملة الصعبة، ومع ذلك صمدوا اربعين عاما، غامزا من قناة ممن يستعجلون الاستسلام بمجرد حصول ازمة في لبنان.
ثم تطرق الى الوضع الاقتصادي في لبنان، وقال أنه تحد وعلى الجميع تحمل المسؤولية، متوقفا عند مسألة كيفية منع الانهيار ومنع الجوع، معتبرا انه اذا استطعنا وقف الانهيار يكون البلد قد صمد، وهذا يؤدي الى طريقة كيفية الخروج من الازمة حسب العنوان الاول.
ورأى انه لا يجب تعطيل مسار التفاوض مع صندوق النقد الدولي ولكن علينا الا ننتظر التفاوض وإنما البدء بمعالجة منع الانهيار ومنع الجوع، مكررا دعوته الشعب اللبناني الى المشاركة في منع الانهيار، لأن هذا الانهيار هو اخطر تهديد يواجهه الشعب، كاشفا عن ان الدولة والشعب يمكنهما منع الانهيار وتحويل التهديد الى فرصة، بل والخروج من تراكم سياسات سابقة خاطئة، داعيا الى عدم اليأس والخضوع والخنوع.
وتحدث عن خيارات لجهة تحريك عجلة الاقتصاد وقال:"ان الشركات الصينية عرضت ان تستثمر في لبنان بمليارات الدولارات"، موجها شكره الى رئيس الحكومة الذي بادر الى الاتصال بالصينيين لهذا الامر، نافيا ان يكون حزب الله هو الوسيط في هذا الامر، لافتا الى ردة فعل المسؤولين الاميركيين من بومبيو الى سفيرتهم هنا، مما يعني ان الخيار الصيني صحيح، كما انه باب يمكن فتحه مع الصين.
كما تطرق الى العلاقة مع العراق وأشاد بزيارة وفدهم، معتبرا ان العراق بلد مفتوح وكبير ومقتدر على المستوى الاقتصادي، والعلاقة بين الشعبين جيدة، مشددا على متابعة هذا الامر بين البلدين، كاشفا عن ان الخيار الايراني بشراء المشتقات النفطية منها بالليرة الوطنية فيه بركات كثيرة لأنه يوفر العملة الصعبة على البنك المركزي، وبالتالي يمكن له ان يحل مشكلة المصارف وودائع الناس، لأنه خيار يمكن ان يخفف عن كاهل اللبنانيين.
وتمنى على الحكومة اللبنانية المبادرة، لافتا الى وجود شيء من هذا القيبل ولكن لم يفصح اكثر.
وتابع: "عندما ينفتح الباب الصيني والايراني والسوري وعدم الاستسلام لقانون قيصر فإن ذلك يدل على وجود حراك واننا غير مستسلمين وترسل رسالة قوية للاميركي من ان لبنان لديه خيارات عديدة".
ثم انتقل الى تشريح السياسة الاقتصادية اللبنانية بكون لبنان بلد خدمات، مما أدى الى ضرب قطاعي الزراعة والصناعة بالرغم من صمودهما الى ما قبل التسعينات.
وانتقد هذه السياسة التي ضربت هذين القطاعين والتي أوصلتنا الى ان نكون بلدا مستهلكا، متوقفا امام تحويل هذا التهديد الى فرصة، مؤكدا انه من بديهيات الحياة ان نكون منتجين، محملا الدولة جزء من المسؤولية والجزء الآخر على الناس، من خلال العمل على إحياء هذين القطاعيةن منعا للجوع.
وشدد على تحميل الناس مسؤولية ان يبادروا الى العمل في الزراعة، مقابل مساعدتهم في تصريف الانتاج وتخفيف كلفة الانتاج عنهم.
ودعا باسم حزب الله اللبنانيين الى مواجهة الجوع بكرامة، معتبرا انها معركة تشبه مواجهة الارهاب، كاشفا عن ان حزب الله اتخذ قرارا انه سيكون في قلب هذه المواجهة وسيتعاون مع الجميع، متوجها الى جمهور المقاومة، خصوصا من أنه حيث يجب ان نكون سنكون، وقد حققنا وانجزنا وكنا الاعلى فس وجه المشاريع والتحديات، وكلنا سنكون مزارعين، ولنا في الانبياء والرسل قدوة فقد كانوا رعاة ومزارعون، ونحن نفكر بكل الشعب اللبناني وهذا من همومنا لأن لدينا دينا واخلاقا وانسانيون.
وكشف عن وجود تصور كامل لدى حزب الله في مجال الزراعة.
واوضح سبب اختياره ليوم الثلاثاء في 7/7/2020 بأنه يوم سهل الحفظ، معلنا انه يوم الجهاد الصناعي والزراعي، وسيكون هذا اليوم تاريخ للمبادرات الفردية والعمل المنظم، للتأسيس لكيفية الخروج من هذه الازمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق