مع الحزن الشديد و الالم من جراء الكارثة التي ألمت بمدينة بيروت جراء الانفجار الرهيب الذي اصابها وكأن لعنة قنبلة هيروشيما وناكازاكي قد حلت عليها .فلم توفر الحجر والبشر
قبل هذه الكارثة كنا نطالب الجهات المعنية الرسمية ان تقوم بمسح فعلي للابنية ومعاينتها على جميع الاراضي اللبنانية ووضعها ضمن جداول تصنف مبنى بحسب درجة خطورتها ،وخصوصا من المعلوم ان لبنان من البلدان التي مرت بحروب طويلة الامد وان موقعه الجعرافي عرضة للهزات الزلازل،
ناهيك ان معظم تلك الابنية تم اهمالها وتركها اما بسبب هجرة اصحابها اما بسبب الاستملاكات لمصلحة المرافق العامة التي لم ينفذ منها حتى تاريخها، اما بسبب تصنيف تلك الابنية تراثية وتجميد صلاحية مالكيها ووضع شروط مقيدة، اما بسبب قوانيين استثنائية كالايجارات القديمة اذ ان بدلات اشغالها لا تكفِ لشراء علبة غراء.
نعرض هذا المصور الذي يظهر اعداد الابنية المهددة بالسقوط على جميع الاراضي اللبنانية ، كما نجد ان بيروت المنطقة الاعلى نسبة يليها طرابلس 4000 مبنى ويليها المحافظات والمناطق الاخرى( وهذه الاعداد قبل الانفجار).
فلطالما حذرت الهيئة اللبنانية للعقارات وما زالت عن خطور تلك الابنية " القنابل الموقوتة " وضرورة اخذ الموضوع بجدية مطلقة نظرا لخطورة حالتها وتهالك في ترسانتها. فبيروت المعروف عن ابنيتها 50% بنيت قبل 80 و التي قدرت ابنيتها القديمة المتصدعة بحوالي 10460 مبنى .
بعد الانفجار اختلف الوضع فاصبحنا امام تحدي جديد لاعادة تقييم تلك الابنية اذ ان هناك ابينة سويت بالارض واخرى اصبحت غير صالحة للسكن واخرى قابلة للترميم والصيانة والتدعيم وقد دخلت الابنية الجديدة ضمن الابنية المتصدعة ويجري حاليا الكشف علييها ومعاينتها لتحديد نسبة الضرر في اساساتها وترسانتها .
وفي الاحصاءات الاولية بحسب الهيئة العليا للاغاثة وجاري المسح فان اكثر من 8000 وحدة سكنية تضررت بالكامل وان الابنية المحطية بالمرفأ المتضررة بلغت كمسح اولي حوالي 3972 مبنى، ناهيك ان الابنية المحطية بالمرفأ تقع في منطقة ناشطة سياحيا ومكتظة سكانيا ليلا نهارا وتتواجد فيها ابنية تراثية تحكي عن هوية وتعددية بيروت وتجاوز عدد تلك الابنية التراثية المتضررة اكثر من 640 مبنى 60 منها معرضة للانهيار بين الحين والاخر. بالاضافة اللا المنشآت الصحية والمستشفيات المتضررة في تلك الدائرة تعطلت واصبحت خارج الخدمة وبلغت نسبتها 50%.
كما تثني على المبادرات الفردية والجمعيات التي بادرت ومنذ اللحظة الاولى للكارثة الى النزول لمساعدة المتضررين من فاجعة العصر
وذهلت لتعاطف الدول والمبادرة الى مساعدة لدعم بيروت التي لطالما كانت منارة الثقافة والحضارة و بيت الضيافة
وتمنت رئيسة الهيئة اللبنانية للعقارات انديرا الزهيري ان يتخطى لبنان هذه المحنة وان يستجمع قواه بدعم ابنائه وبدعم من الدول الصديقة تحت شعار السلام والمحبة للجميع، كما طالبت الاسراع في اجراء تحقيق شفاف يظهر حقيقة المصاب الاليم وملاحقة كل من يظهره التحقيق وكل من يثبت تورطه في فاجعة العصر حرصا على السلم وصونا للحريات وحفاظا على الانسان والبيئة وعلى هوية وطبيعة لبنان.
ونبهت الزهيري وحرصا على سلامة الجميع عدم الاقتراب من المباني المتصدعة ،كما تمنت على اصحاب الابنية بالرغم من الظروف الصعبة التمسك بملكيتهم وعدم بيعها من الغير..بتعاضدنا واتحادنا نتخطى تلك المرحلة الصعبة والسوداء بتاريخ لبنان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق