كتب شاكر فريد حسن ـ
تتجه الانظار إلى القاهرة، والتي تحاول استعادة دورها المفقود في السنوات الأخيرة بعد تسلم السيسي مقاليد الحكم، حيث دعت إلى لقاء بين الفصائل الفلسطينية يوم السبت الوشيك، لبحث الشؤون الداخلية الفلسطينية، بعد معركة القدس التي وحدت شعبنا في أحدى معاركه الكفاحية التاريخية، والتصدي للعدوان العسكري الغاشم على قطاع غزة، وأعادت القضية الوطنية الفلسطينية لموقع الصدارة والواجهة الكونية بعد سنوات من التغييب والغياب.
ويجيء هذا اللقاء بالقاهرة في وقت يتصاعد فيه التوتر بمدينة القدس، حيث تتأهب جماهير شعبنا التصدي لقطعان المستوطنين، الذين يصرون على اقتحام الأقصى وتنظيم مسيرة الاعلام الاستفزازية يوم الثلاثاء القادم بقرار من الكابينيت الاسرائيلي، بعد أن منعتها الشرطة هذا الأسبوع.
فالقاهرة التي تعمل على محو آثار العدوان بآلياتها الضخمة وإعادة إعمار غزة، التي طالتها صواريخ دولة الاحتلال، ودمرت بناياتها وأبراجها السكنية وشوارعها والبنى الداخلية فيها، تسعى من وراء انعقاد هذا اللقاء بين الفصائل الفلسطينية إنهاء الانقسام في الوطن واستعادة الوحدة الوطنية، وهذا ما يتطلع إليه أبناء شعبنا ويتمناه منذ سنوات طويلة، لما للحالة الانقسامية من آثار سلبية مدمرة على قضية الاستقلال والتحرر الوطني والكفاح الفلسطيني المقنن.
وكلنا أمل ورجاء أن تفلح القاهرة في جهودها لتوحيد الصف الوطني الفلسطيني بين شطري الوطن، وإيجاد حلول عملية لمشاكل قطاع غزة المتراكمة منذ فرض الطوق والحصار التجويعي الاحتلالي، وكل ذلك تحت راية ومظلة منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني.
آن الأوان أن تنتهي صفحة الانقسام ووقف المناكفات السياسية في الساحة الفلسطينية، وتحقيق المصالحة، وتكريس الوحدة الوطنية لمواجهة كل التحديات والمخططات الاحتلالية والاستعمارية الكوليونالية التي تستهدف شعبنا وقضيته المقدسة، خصوصًا بعد أن توحد الكل الفلسطيني في جميع أماكن تواجده، في الداخل والخارج، بمعركة الدفاع عن القدس والاقصى والشيخ جراح، والمنازلة الشرسة بين فصائل المقاومة ودولة الاحتلال.
يجب التوصل إلى اتفاق بين الفصائل الفلسطينية بكل مسمياتها، على أساس برنامج وطني كفاحي توافقي يشكل خريطة طريق في المجالين الكفاحي والسياسي والمقاومة الشعبية المشروعة، فضلًا عن تشكيل حكومة وحدة وطنية تدير أمور شعبنا اليومية بكل الشفافية لحين يتسنى إجراء الانتخابات التشريعية الفلسطينية، التي تم تعطيلها واجهاضها خدمة لأهداف سياسية وفئوية حزبية وشخصية. والأمل لدينا كبير أن تتمكن القاهرة وتنجح، مثلما أفلحت بوقف العدوان والتوصل لهدنة والبدء بإعمار غزة، في تحقيق الهدف المرتجى من هذا اللقاء بإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، التي طال انتظارها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق