الجمعة، 6 مايو 2022

هل تفكك عملية"العاد" واقتحامات الأقصى حكومة بينت؟


كتب راسم عبيدات ـ

العملية  التي نفذت في مستوطنة" العاد" بالأمس من قبل م ق ا و م ي ن فلسطينيين التي يسكنها اليهود الحريديم المتشددين،والذين هم جزء من عمليات التحريض على اقتحامات المسجد الأقصى بشكل مستمر وهدم مسجده القبلي من أجل اقامة ما يسمى بالهيكل المزعوم،ناهيك عن أنهم عراب الإستيطان والطرد والتهجير والتطهير العرقي والإستيلاء على المنازل الفلسطينية في البلدة القديمة من القدس وسلوان والشيخ جراح. مستوطنة " العاد" مقامة على قرية المزيرعة المهجرة والتي تتبع ادارياً لمدينة الرملة ..هذه العملية جاءت في ذروة احتفالات دولة الإحتلال بما يسمى عيد استقلالها،نكبة شعبنا الفلسطيني،وفي ظل حالة غير مسبوقة من الإستنفار الأمني وعمليات الحصار والإغلاق المفروضة على الضفة الغربية...وهذه العملية التي لم تستطع اجهزة امن دولة الإحتلال الوصول الى منفذيها او حتى معرفة هويتهم حتى الان،مؤشر على أن منظومة امن دولة الإحتلال،قد أصيبت بعطب في عصبها المركزي،وأن مواطني دولة الإحتلال تتعمق حالة فقدانهم لأمنهم الشخصي ..وباتوا لا يثقون لا بحكومة بنيت ولا بأجهزة امن دولتهم. وتلك العملية" ليس فقط أفسدت على المحتفلين بنكبة شعبنا الفلسطيني "إستقلال" دولة الإحتلال فرحتهم بهذا الإحتفال،بل جاءت لتقول بأن شعبنا الفلسطيني استعاد وعيه،وبات على قناعة تامة بأنه قادر على مواجهة الإحتلال ومجابهته وقادر على تحقيق إنتصار عليه،وان حقوقه المغتصبة،لن ينجح رسم ونسج وإقامة التحالفات الأمنية والعسكرية الإستراتيجية بين دولة الإحتلال والعديد من دول النظام الرسمي العربي المنهار والمتعفن في شطبها وتجاوزها ...هذه العملية التي يصنفها المحتل تحت بند عمليات الذئب المنفرد،يصعب كشفها في مراحل الإعداد والتخطيط والتهيئة والتنفيذ،تلك العمليات التي يحاول المحتل تقليل ومنع وقوعها،من خلال عمليات استباقية يسميها ب" جز العشب" تقوم على اغتيالات وتصفيات استباقية بحق من يعتقد المحتل أنهم قنابل موقوته،وكذلك الملاحقة والمطاردة المستمرة،والإعتقالات الإدارية،ناهيك عن تشديد الإجراءات الأمنية والحصار والإغلاق والتجويع ...هذه العملية السابعة التي تحدث خلال ما لا يزيد على شهرين،وواضح بأن المواجهة والمجابهة مع المحتل تمتد على طول وعرض مساحة فلسطين التاريخية،وتتوحد فيها الساحات الفلسطينية ،- 48 -،ضفة،قدس وقطاع غزة،وهذه العملية أتت في ذروة الإقتحامات للسمجد الأقصى،والتي خططت لها الجماعات التلمودية والتوراتية،بأن تكون غير مسبوقة لعدد المقتحمين،ولممارسة الطقوس والصلوات  التلمودية والتوراتية بشكل علني في ساحات الأقصى،ورفع اعلام دولة الإحتلال في ساحاته وعلى قبة صخرته،وكذلك غناء ما يعرف بالنشيد الوطني لدولة الإحتلال،ولكن تصدي المرابطين والمعتكفين والمصلين لتلك الجماعات التي لم تستطع ان تحشد الأعداد الكبيرة التي تحدثت عنها،وعدم تمكنها من رفع اعلام دولة الإحتلال،جاء كنتيجة لحالة القلق والخوف التي يشعرون بها،وكذلك حكومة الإحتلال واجهزة امنها،تدرك بأن  قوى وفصائل ا ل م ق ا و م ة الفلسطينية في قطاع غزة لن تترك القدس ولا الأقصى،ولن تتخلى عن معادلات ردعها ولا ربطها للساحات الفلسطينية مع بعضها البعض،ولذلك منعت المتطرفين من رفع اعلامهم في ساحات الأقصى.....ولتأتي بعد ذلك عملية مستوطنة " العاد" في إطار وسياق الرد الطبيعي على جرائم الإحتلال وما يحدث من عمليات اغتيال واعتقالات وحصار واغلاق وتجويع وهدم منازل،وخاصة ما تتعرض له مدينة جنين ومخيمها،وكذلك رداً على محاولة العبث بوضع المسجد الأقصى وفرض وقائع جديدة فيه لجهة تكريس تقسيمه زمانياً ومكانياً،وتغيير طابعه القانوني والديني والتاريخي،تمهيداً لإقامة الهيكل المزعوم.


من الواضح بأن عملية مستوطنة " العاد" سيكون لها تداعياتها،على صعيد الوضع الداخلي الإسرائيلي، المزيد من الخوف وعدم الأمان في جبهة الإحتلال الداخلية،ومخاطر تفكك حكومة بينت،حيث المعارضة بقيادة نتنياهو والأحزاب الدينية وقوى اليمين المتطرف،ستوجه وتقود حملة شرسة ضده وضد حكومته من أجل إسقاطها بإتهامه بالضعف والخنوع لقوى "الإرهاب" ا ل م ق ا  و م ة الفلسطينية،وكذلك الرضوخ لمطالبها بعدم السماح للجماعات التلمودية والتوراتية بتنفيذ مخططاتها التهويدية في الأقصى،والتي يدرك بينت بأن استمرارها،من شأنه زيادة الضغوط الشعبية على القائمة العربية الموحدة بقيادة منصور عباس للإنسحاب من الحكومة الإسرائيلية وإسقاطها،وكذلك حدوث انسحابات للعديد من اعضاء الكنيست ، اعضاء يمينيين متطرفين من شأنه أن يسقط تلك الحكومة،ويذهب بدولة الإحتلال نحو انتخابات مبكرة خامسة خلال ثلاث سنوات.

حكومة بينت تتزايد عليها الضغوط وتتعمق أزمتها الداخلية،والأمور ذاهبة نحو التصعيد ومطالبات بالعودة الى سياسة الإغتيالات بحق قادة  ا ل م ق ا و م ة الفلسطينية في قطاع غزة،وعلى رأسهم قائد حركة ح م ا س في قطاع غزة  يحيى السنوار،الذي شاركت كل أجهزة دولة الإحتلال،بما في ذلك صحفيين ومحللين عسكريين وسياسيين،على تحميله المسؤولية عن هذه العملية،لكونه في خطابه الأخير في ذكرى يوم القدس العالمي، دعى الى تصعيد اعمال ا ل م ق ا و م ة ضد دولة الإحتلال،بكل الطرق والوسائل بالسلاح الناري والسواطير والسكاكين وغيرها من أشكال ا ل م ق ا و م ة الأخرى.

فهل ستقود عملية مستوطنة " العاد" الى سقوط حكومة بينت من بوابتي  الأقصى وفقدان الأمن،أم أن بينت سيهرب الى الأمام ويعيد خلط الأوراق،ويقدم على عمليات اغتيال  وتصفيات بحق قادة فصائل ا ل م ق ا و م ة الفلسطينية في القطاع،ويذهب نحو مواجهة مفتوحة قد تقود الى إندلاع حرب إقليمية..؟؟.أم انه لن يجازف بذلك لأن الجبهة الداخلية لدولة الإحتلال غير قادرة وجاهزة لمثل هذه الحرب الإقليمية وبالتالي يجازف بسقوط حكومته والذهاب الى انتخابات مبكرة خامسة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق