وصل رئيس حكومة تصريف العمال نجيب ميقاتي الى الديمان عند الساعة الثانية عشر والربع من بعد الظهر يرافقه الوزراء أحمد كرامي نقولا نحاس وليد الداعوق حسان دياب ورئيس مجلس الإنماء والإعمار نبيل الجسر وكان في إستقباله في الباحة الخارجية المطارنة مارون العمار ، فرنسيس البيسري ، وشكر الله الحاج وتوجه الرئيس ميقاتي فور وصوله الى الصالون الكبير حيث إجتماع مجلس المطارنة الموارنة وكان في استقباله البطريرك مار بشارة بطرس الراعي والبطريرك مار نصر الله بطرس صفير والسفير البابوي في لبنان المونسنيور غابريال كاتشيا ومستشار رئيس الجمهورية النائب السابق خليل الهراوي وقد رحب البطريرك الراعي بالرئيس ميقاتي في مستهل اللقاء شاكراً له التقليد السنوي في زيارة الصرح البطريركي الصيفي في الديمان ولقائه المطارنة الموارنة للإستماع الى ما عندهم من مطالب وشكاوى والعمل قدر الإمكان على المساعدة في حلها وقال له : "نحن نشعر معك بالمهام الجسام التي تتحملها ، ونحيي صبرك الطويل وجهدك ، اننا قلقون معك على مصير الوطن في هذه الظروف الصعبة ولعدم تشكيل حكومة تواكب التطورات ".
بدوره ، عبر الرئيس ميقاتي عن سروره ان يكون مع السادة الوزراء في الديمان وشكر البطريرك الراعي على زيارته الى طرابلس والتي اكدت ان اللبنانيين جميعا مصيرهم واحد وما يصيب فئة من اللبنانيين يصيبهم جميعا ، والطرابلسيون قدروا جدا هذه الزيارة، وقال : "اننا نمر في ظروف صعبة في المنطقة، ولكن يمكننا حتما مواجهتها والتصدي لمضاعفاتها بتحصين جبهتها الداخلية واعادة الاعتبار لسياسة النأي بالنفس التي اعتمدناها وتكرست لاحقا باعلان بعبدا ".
اضاف : "الحوار بين اللبنانيين اساسي لحل القضايا الخلافية ، ولكي نترك لابنائنا واحفادنا وطنا مسالما لا يتعرض للحروب كل عشرات السنين ".
كما تحدث السفير البابوي ، فاشار الى الرسالة التي وجهها قداسة البابا ودعا فيها الى الصلاة والصوم السبت المقبل من اجل السلام في سوريا والشرق الاوسط . وقال : "ان قداسة البابا متأثر جدا بما يراه من مشاهد القتل والعنف الذي يصيب الابرياء ويجب ان تتضافر كل الجهود من اجل ايجاد حل سلمي في سوريا".
وكانت مداخلات لعدد من المطارنة ، اثنى على مواقف الرئيس ميقاتي وجهوده .
بعد ذلك بدأ الإجتماع المغلق الذي ضم الرئيس ميقاتي والوزراء ومجلس المطارنة الموارنة والرؤساء العامين للرهبانيات والسفير البابوي لينتقل بعدها الجميع الى تناول الغداء الى المائدة البطريركية .
وبعد الغداء عقدت خلوة على شرفة الجناح البطريركي في الديمان بين البطريرك الراعي والرئيس نجيب ميقاتي تحدث بعدها الرئيس ميقاتي عن مضمون الزيارة وقال : تشرفنا بزايرة الصرح البطريركي في الديمان واجتماعي مع غبطة البطريرك الراعي وسيادة المطارنة الكرام وكان حديث مستفيض يدأته بشكر صاحب الغبطة وزيارته لمدينة طرابلس وما تركته من اثر طيب عند المواطنين والأهالي وخاصةً أنها جسدت معنى الإخوة والتسامح والتضامن بيننا نحن اللبنانين وبنفس الوقت ثمرنا كثيراً الموقف للمواطنين والأهل في طرابلس على موقفهم بعد الإنفجار حيث أيضاً كرسوا وجسدوا إيمانهم بالدولة وتمسكهم بها وتمسكهم بالشرعية . ومن الطبيعي تحدثنا أيضاً بأمور المنطقة بشكل عام وما تمر به من صعوبات واضطرابات في الوقت الحاضر وكان الرأي منسجماً أن الأمور ليست بيدنا كلبنانيين ولكن نحن لدينا الكثير في أن نتكاتف ونضع أيدينا بأيدي بعضنا البعض وان نتكاتف امام هذا الإعصار الحاصل في المنطقة والعواصف الآتية من كل حدب وصوب وكان لنا أيضاً حديث في أمور متفرقة ومنها العام الدراسي والأمور اليومية التي تهم كل اللبنانيين . وعندما تطرقنا الى امور المنطقة كان الإتفاق على ما انتهجته حكومتي خلال السنتين الماضيتين وهي سياسة النأي بالنفس إضافةً الى تضامن اللبنانيين وتكاتفهم كان علينا ان نتمسك بسياسة النأي بالنفس وأن لا نتعاطى في الأمور التي لا تعني اللبنانيين مباشرةً لأننا لا يمكن ان نقدم أو نؤخر شيئاً بالنسبة لها وكانت الأفكار منسجمة ومتفقة كما اتفقنا على كل الأمور التي بحثناها .
ورداً على سؤال حول خشيته من تعرض لبنان لأي تداعيات جراء تدخل أي فريق لبناني أجاب: كنت ضامناً للأمور خلال ممارستي المسؤولية في السنتين الماضيتين بأن لا تدخل في أي أمر لا يعنينا وفي شؤون خارجية لا تتعلق بالشأن اللبناني ، وكان حرصي دائماً على التمسك بالوحدة الوطنية وعدم التعاطي بالأمور الخارجة عن هذا الإطار . أخشى ! نعم لقد تعاطى البعض بالأمور الخارجية ولكن لا يزال ندائي للجميع بأن نحيد انفسنا عن الصراع في المنطقة .
وعن طرح المبادرة الحوارية قال : إن المبادرة الحوارية التي اطلقتها منذ أكثر من شهر وتقدمت بها خلال زياراتي لفخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس مجلس النواب وأطلعتهم على خطوطها العريضة أصبحت فيها الأمور عبارة عن مجلد مصغر يتحدث عن كل النقاط الأساسية التي يجب أن يتحاور عليها اللبنانيين وبنفس الوقت تشكل خارطة طريق للحلول المطروحة وإنني بصدد قرائتي الأخيرة لهذه الورقة وسأطرحها من خلال مؤتمر صحفي وأضعها بعهدة كل اللبنانيين وبخاصة اعضاء طاولة الحوار لكي نصل الى الحل المنشود بإذن الله .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق