بي بي سي
أكد علماء سويسريون أن اختبارات طبية أجريت على عينات من رفاة الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات أظهرت وجود معدلات مرتفعة من مادة البولونيوم المشعة في جسده.
لكن العلماء أوضحوا أنه لم يمكنهم الجزم بأن البولونيوم كان سبب وفاته عام 2004.
وخلص تقرير الفريق السويسري إلى أن رفات عرفات به معدلات من مادة البولونيوم تفوق المعدلات المعتادة بـ18 مرة.
وقالت أرملة الزعيم الفلسطيني سها عرفات لـ"بي بي سي" إن التقرير - الذي أعد بناء على تكليف من شبكة الجزيرة الفضائية - يثبت تعرضه للاغتيال.
"حقيقة الوفاة"
وفي مؤتمر صحفي الخميس قال العلماء إنهم لا يمكنهم إثبات أو نفي تسبب مادة البولونيوم في وفاة عرفات.
وقال الاستاذ الجامعي فرانسوا بوتشود في المؤتمر: "هل يمكن استبعاد أن مادة البولونيوم سبب الوفاة؟ الإجابة هي بالنفي. لكن، هل البولونيوم السبب الأكيد في الوفاة ؟ الإجابة أيضا بالنفي. لا يمكننا التأكيد بشكل قاطع على فرضية أن التسمم كان السبب وراء هذا أو ذاك."
وتشير سجلات عرفات الطبية إلى أنه توفي جراء إصابته بجلطة ناجمة عن اضطراب في الدم.
لكن رفاته استخرج العام الماضي وسط مزاعم حول تعرضه للاغتيال.
ويجري خبراء فرنسيون وروس وفلسطينيون تحقيقات أخرى حاليا في سبب وفاة عرفات. وقال مسؤول روسي الشهر الماضي إنه لم يتم العثور على أي آثار لمادة البولونيوم.
وأكدت حركة فتح الفلسطينية أنها ستواصل جهدها مع كل الأطراف الدولية والفلسطينية للوصول إلى "حقيقة وفاة زعيم الحركة السابق أبو عمار."
وجاء في التقرير، الذي نشرت نتائجه قناة "الجزيرة" وصحيفة "الغارديان" البريطانية، أنه عثر على "معدلات مرتفعة بصورة غير متوقعة" من البولونيوم المشع، مما يؤيد "بصورة معقولة" فرضية أنه "مات مسموما".
رفات عرفات
وأجرى فريق علماء – من المركز الطبي بجامعة فودوا – بمدينة لوزان السويسرية فحوصات مفصلة لسجلات عرفات الطبية واستخرجوا عينات من رفاته وأدوات استخدمها في مستشفى كان يعالج بها في باريس قبل وفاته.
وتضمنت العينات أجزاء من عظام عرفات وعينات من التربة المحيطة برفاته.
وخلص العلماء إلى أن نتائجهم "تدعم بصورة معقولة فرضية أن وفاته كانت نتيجة تسممه بمادة بولونيوم-210."
توفي الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات عام 2004
وأوضح فريق الخبراء أنهم لم يتمكنوا من الوصول إلى نتائج أكثر دقة بسبب المدة الزمنية التي مرت على وفاة عرفات وقلة العينات المتاحة.
وتعتبر مادة بولونيوم-210 من المواد المشعة بدرجة عالية. وعادة ما يعثر عليها بمعدلات منخفضة في الطعام وجسم الإنسان، لكن يمكن أن تتسبب في الوفاة إذا حقن الشخص بها بجرعات عالية.
وتوفي عرفات عن 75 عاما في نوفمبر/تشرين الثاني 2004 في مستشفى بيرسي دو كلامار العسكري قرب باريس بعد أن نقل إليه نهاية أكتوبر/تشرين الأول من العام ذاته بسبب معاناته من آلام في الأمعاء.
وكان الجيش الإسرائيلي يحاصر عرفات في مقره العام برام الله منذ ديسمبر/كانون الأول 2001.
**
ريبيكا موريل، محررة الشؤون العلمية - بي بي سي
اتسم إعلان العلماء السويسريين عن نتائج الفحوص المتعلقة بأسباب وفاة الزعيم الفلسطيني الراحل، ياسر عرفات، بالحذر الشديد وذلك بسبب أن إجراء اختبارات بشأن وجود مادة البولونيوم 210 بعد مرور سنوات طويلة على وفاة عرفات مليء بالصعوبات.
هذه المادة تتسم بعدم الاستقرار الشديد إذ ان نصف عمرها الافتراضي هو 138 يوما.
ويعني هذا أنه بعد مرور أربعة أشهر، تنخفض كمية البولونيوم في العينة إلى النصف. وبعد مرور سنة، تقل كمية البلونيوم إلى الثمن من الكمية الأصلية.
وبعد مرور ثمان سنوات على وفاة عرفات، فإن كمية البولونيوم المتبقية في عظامه ضئيلة.
ومن ثم، فإن هذه المعطيات تضفي قدرا كبيرا من عدم اليقين على نتائج البحث أخذا في الاعتبار أن مادة البولونيوم يمكن العثور عليها بشكل طبيعي في التربة والهواء.
لكن العلماء السويسريين قالوا إن أعراض عرفات قبل أن يموت تتفق بشكل كبير مع أعراض التسمم بمادة البولونيوم.
وكذلك، وجد العلماء بعض الأدلة التي تفيد بوجود البلونيوم في ملابسه وأمتعته الشخصية التي حفظت منذ وفاته، وفي عينات أخذت من رفاته.
ويقول الباحثون إن هذه النتائج تتسق مع أعراض التسمم بمادة البولونيوم.
ومن ثم، فإنهم "متأكدون باعتدال" من أن ذلك ربما تسبب في موته.
وهكذا، فإن في ظل حالات عدم اليقين الكثيرة التي تحيط بموت عرفات، لم يكن بإمكانهم استبعاد فرضية أن عرفات ربما تعرض للتسمم.
وأشارت سها إلى أنه لا يمكنها توجيه أصابع الاتهام لطرف محدد لأن عرفات كان له الكثير من الأعداء حول العالم.
ويعتقد الكثير من الفلسطينيين أن إسرائيل قامت بتسميم عرفات. وتوجد مزاعم حول إصابته بالإيدز أو السرطان.
لكن إسرائيل نفت أكثر من مرة ضلوعها في وفاة عرفات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق