أكد الكاتب والمحلل السياسي المحامي جوزيف أبو فاضل أنّ حكومة بصيغة 9-9-6 لن تُوفّق ولن يُكتب لها النجاح، قارئاً فيها نوعًا من التنازل، مشدّداً على أنّ فريق 8 آذار، فريق الممانعة والمقاومة في لبنان، هو الذي يضع الشروط وليس فريق 14 آذار، مشيراً إلى أنّه "لا يمكن لقوى 8 آذار بعد اليوم أن تتساهل وتتنازل لقوى 14 آذار".
وفي حديث إلى تلفزيون "المنار" ضمن برنامج "مع الحدث" أداره الإعلامي علي قصير، أبدى أبو فاضل تأييده لفكرة تعويم حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، واعتبر أنّ الأخير بدأ يغيّر في سياسته وعرف خطأه، ملاحظاً أنّه بعد زيارته الأخيرة لقطر وخلوته مع أمير قطر أصبح يطرح فكرة عقد جلسة لمجلس الوزراء ولو كان يحيّد موضوع النفط.
وجدّد أبو فاضل القول أنّ "من يدّعون أنهم يوزّعون الحليب والبطانيات في تركيا هم الذين خططوا لخطف الراهبات لتركيع المسيحيين في لبنان"، مكرّراً دعوته أيضاً لمسيحيي لبنان وسوريا لحمل السلاح للدفاع عن نفسهم وأرضهم وعزّتهم وكرامتهم.
من جهةٍ ثانية، قلل أبو فاضل من شأن المزاعم التي تحدّثت عن إرسال رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون لثلاث مجموعات للقتال في سوريا، مشدّداً على أنّ الأخير رجل مؤسساتي وليس لديه سلاح، متحدّثاً عن حملات تسعى لتشويه صورته وصورة التيار الوطني الحر، مجدّداً القول أنّ عون هو المرشح الأقوى لرئاسة الجمهورية، معرباً عن اعتقاده بأنّ قوى 8 آذار بكافة مكوّناته سترشّحه في حين أنّ قوى 14 آذار لن تتوحّد على مرشح واحد.
حكومة 9-9-6 لن يُكتَب لها النجاح
أبو فاضل اعتبر أنّ البلاد تسير على العكازات أو على كرسي نصف مشلولة أو كرسي للعجزة، ورأى أنّ هذه الحكومة عاجزة عن القيام بأيّ شيء وهذه الدولة فشلت في كل شيء، لافتاً إلى الحكومة التي يُحكى عنها حتى بصيغة 9-9-6 هي حكومة لن تُوفّق ولن يُكتب لها النجاح، معتبرًا أنّ فيها نوع من التنازل، خصوصاً في ظلّ الكمّ الهائل من المؤامرات التي تستهدف المقاومة، مستغرباً القبول بالجلوس مع أصحاب هذه المؤامرات على الطاولة.
ورداً على سؤال، أكد أبو فاضل أنّ فريق 8 آذار، فريق الممانعة والمقاومة في لبنان، هو الذي يضع الشروط وليس فريق 14 آذار، واصفاً القبول بأن يفرض الأخير شروطه ويتغنّج بأنّه خطأ جسيم، وقال: "لسنا مضطرين للوقوف على خاطر 14 آذار لأنّهم يسيرون وفق الأجندات الخارجية".
واستند أبو فاضل في قراءته إلى التطورات والمستجدّات الإقليمية والدولية التي تسير بمجملها لصالح فريق المقاومة، من إفشال المؤامرة في سوريا إلى ما يحصل في الدول العربية وما حصل في مصر وكيف أُطيح بالإخوان المسلمين وبعدما رأينا إيران تفاوض الدول العظمى وهي وصلت لاتفاق يبدو إلى حدّ ما تاريخي ولو مؤقت لمدّة ستة أشهر، مستغربًا الركض بعد ذلك لتشكيل حكومة.
نحكم بقوة الحق لا السلاح
وفيما رأى أبو فاضل أنّ الرئيس نجيب ميقاتي لا يريد أن يحكم، شدّد على أنّ الحق للأقوى والحق للأفضل، مشيراً إلى أنّ الحق مع قوى 8 آذار والتيار الوطني الحر وكل هذه المجموعات المتحالفة مع المقاومة، وبالتالي فهم الأقوياء، رافضاً في هذا السياق تجاهل ما يحصل في سوريا من إسقاط للمؤامرة من خلال المعركة في الغوطة والقلمون والقصير وغيرها من المناطق التي تتداعى الواحدة تلو الأخرى والتي لا يمكن تجاهلها.
ورداً على سؤال، قال أبو فاضل: "نحن لا نحكم بقوة السلاح بل بقوة الحق، وهم الذين يديرون المؤامرات"، وسأل: "من الذي أتى بالمؤامرة إلى سوريا وإلى لبنان؟" وأضاف: "لا يمكن لقوى 8 آذار بعد اليوم أن تتساهل وتتنازل لقوى 14 آذار".
وتابع أبو فاضل: "عندما يكون رئيس الحكومة من 14 آذار وفخامة الرئيس ميشال سليمان يميل لـ14 آذار بقوة وقد أعلن موقفا وكلما كان يتكلم سماحة السيد حسن نصرالله فورًا يردّ عليه في اليوم التالي فخامة الرئيس ميشال سليمان، فهذا يعني أنّ هناك عدائية وخصومة مع فريقنا السياسي"، وسأل: "لماذا هذا الخنوع؟"
يجب تعويم حكومة ميقاتي
ورداً على سؤال، رأى أبو فاضل أنّه "يجب تعويم حكومة الرئيس ميقاتي ويجب أن يحكم ولو لم يرغب، فعلى الأقل هذه الحكومة يمكن أن تؤمّن الحدّ الأدنى"، موضحاً أنّ فريق 8 آذار يخسر في المقابل بحكومة 9-9-6 "لأنّ الباقين ليسوا معنا خصوصاً أنّ وزراء رئيس الجمهورية ليسوا من قوى 8 آذار وليسوا حياديين".
وأشار أبو فاضل إلى أنّه يجب على فريق 8 آذار أن يرفض هذا الأمر، وقال: "هم تلقوا وعودًا من السعودية ومن رئيس الاستخبارات السعودية الأمير بندر بن سلطان الذي دعاهم إلى الانتظار وقال لهم أنّ معركة القلمون لن تمرّ مرور الكرام وسوف يكون لها انعكاسات سلبية على لبنان".
ولفت أبو فاضل إلى أنّ هذا ما تلقته قيادات في طرابلس منذ ثلاثة أيام، "ولذلك يقولون لا نريد حكومة وما زيارتهم للحريري إلا تمثيلية ومن باب الفكاهة".
الظروف لم تنضج بعد لتأليف الحكومة
وفي سياقٍ متصل، لفت أبو فاضل إلى أنّ الوضع في المنطقة لم يسمح بعد بتأليف حكومة، مشيراً إلى أنّ الظروف لم تنضج إطلاقًا بعد، معتبراً أنّ الوقت الحالي هو الوقت الضائع ويمكن لرجال السياسة والمتعاطين بالِشأن العام أن يصرّحوا ما يجدونه مناسباً، وقال: "عندما تقتنع المملكة العربية السعودية من خلال الصقور التي تحكم وليس الملك الحالي، عندها يمكن القول أنّ حكومة قد تُشكَّل".
ورأى أبو فاضل أننا دخلنا في معركة رئاسة الجمهورية، وقال: "من هذا الموضوع، أنه أرى أنه من السابق لأوانه حتى الكلام عن الحكومة لكن الهدف الرئيسي من وراء الحكومة هو رئاسة الجمهورية"، وأعرب عن اعتقاده بأنّه لا يمكن أن تخلق حكومة في ظلّ عهد الرئيس ميشال سليمان خصوصاً أنّها سوف تعيش مدة أربعة أو خمسة أشهر إذا تمّ تأليفها اليوم.
وشدّد أبو فاضل على أنّ الحلّ لم ينضج خارجياً ولو نضج لشُكّلت الحكومة، وعلّق على تصريحات النائب مروان حمادة الرافض الجلوس مع حزب الله على طاولة واحدة، فقال: "الوزير مروان حمادة دائماً يصعّد الأمور ويريد أن يبيّن وكأنه الصقر الوحيد والمفكّر الوحيد في الفريق الآخر لكنّ العملية أكبر من مروان حمادة وأكبر من سعد الحريري".
عندما يتكلم حلفاء داعش عن المقاومة
من جهة ثانية، ذكّر أبو فاضل بأنّ المحكمة الدولية أنشئت لاستهداف المقاومة في لبنان وسوريا الرئيس بشار الأسد وإيران، معتبراً أنّ رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي قد يُضاف للائحة المستهدَفين في حال خرج ليعلن أنّه ضدّ هذه المحكمة ويقول أنّها مسيّسة.
وفيما شدّد أبو فاضل على أنّ المحكمة الدولية بدعة، أعرب عن ثقته بأنّ هذه المحكمة لن تستمرّ، وقال: "هذه المحكمة خُلِقت لتركيع المنطقة ولتركيع المقاومين فيها، لكن كما قلنا سابقا فإنّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لن يذهب ليصيّف في سويسرا ولا المقاومين المتهمين".
وقلّل من شأن الدعوات التي تُوجَّه لحزب الله لتسليم المتهمين وتوكيل محامين للدفاع عنها، مشيراً إلى أنّ لا أحد يسلّم نفسه لذئاب، وقال: "كلهم يتربّصون بالمقاومة وبكلّ الناس حول المقاومة ويريدون تصويرهم كإرهابيين"، وأضاف: "هم حلفاء داعش ويتكلمون عن المقاومة ويوصّفونها بالإرهابية"، وتابع: "اللي استحوا ماتوا".
من يريد جرّ طرابلس نحو التكفير والسلفية؟
ورفض أبو فاضل مواقف حلفاء داعش وأكلة القلوب والجثث وجبهة النصرة من 14 آذار، واستغرب كيف أنّ هؤلاء لم يستنكروا أي جريمة حصلت في طرابلس، متسائلاً عمّا إذا كان ذنب منطقة جبل محسن أنها علوية حتى يتمّ تطويقها.
وفيما أكّد احترامه لكلّ الأجهزة الأمنية وبينها فرع المعلومات، شدّد على أنّ دورها هو التقصّي والبحث عن الحقيقة لا تركيب الملفات، متحدّثاً عن وجود شكّ بفرع المعلومات في هذا الموضوع، كما جدّد التأكيد على أنّ فرع المعلومات ليس شعبة من الناحية القانونية، وقال: "إذا كان استشهاد العميد وسام الحسن يرفعه لرتبة لواء، فهذا مقبول، لكن لا يمكن أن يُرفَع فرع المعلومات إلى شعبة بقرار مخالف من مجلس الوزراء"، وأضاف: "إذا استشهد وسام الحسن لا يمكن ترقية فرع المعلومات إلى شعبة لأنّ القانون يُعدَّل بقانون والمرسوم يُعدَّل بمرسوم".
ولفت أبو فاضل إلى أنّ الاتهام الموجّه لرئيس الحزب العربي الديمقراطي علي عيد ونجله رفعت لا يقدّم ولا يؤخّر لأنّ لا شيء يدينهم، نبّه إلى أنّ "الخوف هو من تركيب ملفات فيما بعد"، وسأل: "ألم تخجل قوى 14 آذار من نفسها بعد الأحداث الأخيرة وإطلاق النار على أرجل المدنيين؟ من يريد جرّ طرابلس نحو التكفير والسلفية والتبعية؟"
مدّعو توزيع الحليب والبطانيات خططوا لخطف الراهبات
وأكد أبو فاضل أنه لا يمكن الركون لهؤلاء الناس الذين يتحالفون مع قتلة علامة مثل محمد سعيد رمضان البوطي، وقال: "هؤلاء الناس الذين يشاركون بخطف الراهبات وتدمير معلول وقتل العلامة محمد سعيد رمضان البوطي وقتل ابن مفتي الجمهورية الدكتور أحمد بدر الدين حسون واغتيال المجموعات البريئة بصدد والقصير وتخريب المقامات الدينية هؤلاء كفار تتعامل معهم 14 آذار لكي تصل إلى أهدافها"، وأضاف: "14 آذار متحالفون مع داعش وجبهة النصرة والفصائل الاسلامية الجديدة التي اطاحت بالجيش الحر". ولفت إلى وجود تجمّع إسلامي متشدّد في سوريا يكفّر كلّ الناس، وتساءل عمّا إذا كانت هذه القوى تريد محاكم على غرار محاكم داعش والنصرة والجبهة الإسلامية الجديدة، لافتا إلى أنّ لديهم هدف واحد وهو إقامة الدولة الإسلامية، وهو الذي دفع بأركان من الجيش السوري الحر يهربون إلى الجيش النظامي.
ورداً على سؤال، قال أبو فاضل: "هؤلاء الكذابون الذين يدّعون أنهم يوزّعون الحليب والبطانيات في تركيا هم الذين خططوا لخطف الراهبات لتركيع المسيحيين في لبنان".
لم نسمع أحداً استنكر انخراط شيشانيين بالقتال في سوريا
وبالعودة للوضع الداخلي، لفت أبو فاضل إلى أنّ قوى 14 آذار عاشت على ظهر الناس، وأشار إلى أنّ البحر يُردَم بتراب المال وتُباع الأمتار بعشرات آلاف الدولارات، معرباً عن أسفه لما حصل مؤخرة لا سيما في ما يتعلق بالنسبة لخلافات الوزراء عبر شاشات التلفزة، وقال: "يكلّمونك بالشفافية ويستندون إلى طوائفهم للأسف".
وشدّد على أنّ الموضوع الرئيسي تدمير سوريا وخراب سوريا، معتبراً أنّ القصة كلّها تعود إلى حقد وزير الخارجية السعودية سعود الفيصل على الرئيس السوري بشار الأسد بعد حديثه عن أنصاف الرجال.
وتعليقا على قول النائب جمال الجراح أنّ حزب الله ورّط لبنان بقتاله في سوريا، شدّد على أنّ حزب الله والمقاومة وهذا الخط هو من ضمن خط ممانع ومقاوم شاء من شاء وأبى من أبى، وقال: "نحن لم نسمع أحدًا استنكر وجود شيشانيين يقاتلون ضدّ الشعب السوري في سوريا، ولم نسمع أحدًا يستنكر لماذا يأتي ناس من فرنسا وبلجيكا وألمانيا وغيرها للقتال في سوريا، كما أنّ لا يريدون أن يروا التحولات التي تحصل"، وأضاف: "في لبنان لم يتحدّثوا عن النأي بالنفس إلا بعدما انخرط حزب الله في القتال علمًا أنه آخر من تدخل وكمين تلكلخ الشهير خير دليلٍ على ذلك"، وتابع: "لا يمكن الركون إلى ناس لديهم بيئة حاضنة يستقبلون هذه الجماعات مثل النائب جمال الجراح".
ميقاتي عرف خطأه وبدأ يغيّر في سياسته
وتطرّق أبو فاضل إلى ملف النازحين السوريين، فلفت إلى أنّ منظرهم يدمي القلب، لكنه أشار إلى أنّ المليون والنصف سوري الذين أتوا إلى لبنان هم ضدّ النظام ولعلّ الذين مع النظام لا يتعدّون الواحد بالألف، وقال: "هؤلاء من الناحية الانسانية يريدون أن يأكلوا ويشربوا لكنّهم سياسيًا ضدّنا".
ووافق على أنّ هؤلاء هم في النهاية عبوة موقوتة، وسأل: "كيف أصفق لهم وأقول لهم ابقوا في لبنان؟ هؤلاء باتوا يشكّلون أكثر من ثلث لبنان، وبعد قليل سيصبحون نصف لبنان، وهذا لا علاقة له بقتال حزب الله في سوريا".
وردا على سؤال، أعرب أبو فاضل عن اعتقاده بأنّ الرئيس ميقاتي بدأ يغيّر في سياسته وعرف خطأه، مشيراً إلى أنّه لم يتحمّل مسؤوليته كرئيس حكومة إلا بعدما استقال، ملاحظاً أنّه بعد زيارته الأخيرة لقطر وخلوته مع أمير قطر غيّر سياسته وأصبح يطرح فكرة عقد جلسة لمجلس الوزراء ولو كان يحيّد موضوع النفط لأنه لا يزال يريد أن يخدم 14 آذار من الناحية المادية، وقال: "عندما يفكر بأنّ مصلحته ليست فقط في طرابلس بل في كلّ لبنان عندها يصبح رئيس حكومة كلّ لبنان".
رئيس الجمهورية بعد الطائف صندوق بريد وعدّاد
ورداً على القول المنسوب للرئيس ميشال سليمان أنه لن يسلم البلد لحكومة الرئيس نجيب ميقاتي، سأل أبو فاضل: "ساعتها أين يعيش الرئيس ميشال سليمان؟"
ولفت أبو فاضل إلى أنّ رئيس الجمهورية أصبح بعد الطائف صندوق بريد بل يمكن تسميته بالعدّاد، رافضاً القول أنه ينتقص من رئيس الجمهورية، وقال: "من عملوا الطائف هم الذين انتقصوا منه ونزعوا صلاحيات رئيس الجمهورية المسيحي وحوّلوها إلى رئيس الحكومة"، ولفت إلى أنّ الدستور ينص على "حضر فترأس" بالنسبة لرئيس الجمهورية، أي أنه إذا لم يحضر لا يترأس ويسير كلّ شيء، وقال: "هو قائد القوات المسلحة لكن هذه القوات المسلحة تأتمر بمجلس الوزراء، فأين صلاحيات الرئيس؟"، وأضاف: "هو يستلم أوراق اعتمادات السفراء ويعلق أوسمة، ولم يعد هناك صلاحيات، حتى بالنسبة للبروتوكولات مع رئيس الحكومة، ولكن المحكمة الدولية لم يطلع عليها الرئيس إميل لحود".
عون رجل مؤسساتي وليس عنده سلاح
وفيما اعتبر أبو فاضل أنّ حكومة الأمر الواقع هي حكومة ضدّ الواقع، متسائلاً من يمكن أن يستلم وزارة الدفاع والهاتف فيها، لاحظ وجود حملة على الوزراء المسيحيين المحسوبين على تكتل التغيير والاصلاح، وقد بدأوا بالوزير جبران باسيل والوزير نقولا الصحناوي والوزير سليم جريصاتي والوزير فايز غصن والآخرين، وقال: "الوزير نقولا الصحناوي يعطيهم الداتا كاملة ومع ذلك هناك مجموعة كل يوم تتهمه بأنه يعيق تسلم الداتا، وهم يريدون تشويه صورته لحسابات داخلية"، وأضاف: "تشويه الصورة يريدون من خلاله تأليب الرأي العام ضدّهم".
وتوقف عند الاتهام الأخير الذي وجّهه الجيش السوري الحر لرئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون بإرسال ثلاث مجموعات للقتال في سوريا، فلفت إلى أنّ عون رجل مؤسساتي وهو رئيس حكومة سابق وقائد جيش سابق وقائد جيش اقتُلع قلعًا بقوة الطيران واتفق الجميع عليه، وقال: "العماد عون عندما يرى شابا يحمل سلاحا يسأله إذا كان مرخصاً ثمّ يسأله لماذا يحمله وأيّ خطر يدفعه لذلك". ولفت إلى أنّ الجيش السوري الحر لم يعد أصلاً موجوداً، وأكد أنّ عون ليس عنده سلاح وهو لم يفكّر يوماً بحمل السلاح بعد أن أتى من فرنسا، ملاحظاً أنّ التيار الوطني الحر كان يعارض سلمياً ولا سلاح لديه، وقال: "أنا أعرف أنه في سوريا لا يوجد أي شاب مسيحي من لبنان يقاتل وأنا أدعو مسيحيي لبنان لحمل السلاح ليقاتلوا إلى جانب الجيش والمقاومة وأدعو مسيحيي سوريا إلى أن يكونوا إلى جانب النظام ويحملوا السلاح ويدافعوا عن نفسهم، وهذا الكلام قاله أيضاً المطران لوقا الخوري في سوريا".
حكومة الأمر الواقع ستنسف البلد
من جهةٍ ثانية، لفت أبو فاضل إلى أنّ النائب وليد جنبلاط لم يتفق مع الرئيس ميشال سليمان خلال لقائه الأخير معه قبل توجّهه إلى فرنسا، مشيراً إلى أنّ جنبلاط يعرف أنّ حكومة الأمر الواقع ستنسف البلد، وقال: "حكومة الأمر الواقع هي ضدّ المقاومة وإذا ألّفت حكومة من هذا النوع يشتعل البلد برمّته".
وأشار أبو فاضل إلى أنّ العرف يقضي بأن يستلم الوزراء حقائبهم عندما تؤلف الحكومة، علماً أنّ الحكومات في لبنان دائما معلّبة مثل كلّ شيء، ولكنه سأل: "إذا رفض الوزراء تسليم وزاراتهم ماذا يحصل؟ الجيش مع من يقف؟ قوى الأمن مع من تقف؟"
وتحدّث أبو فاضل عن وجود جدل حول دستورية هذه الخطوة، جازماً أنّ الوزارات لن تُسلَّم لحكومة الأمر الواقع، وقال: "ليشكّوا برأسهم مئة ريشة ولكن لا يمكن التسرّع".
حزب الله ينتصر لكلّ اللبنانيين
وفيما رأى أبو فاضل البعض أنّ البعض في لبنان لا يدرك ماذا يفعل وإلى أين يتّجه لبنان، مشيراً إلى أنّ البعض في 14 آذار عالق بين الدينار والدولار والعملية أكبر بكثير ممّا يتصورون، أشار إلى أنّ حزب الله واجبه أن يكون في سوريا وهو عندما يقاتل رأس الأفعى يدافع عن كل اللبنانيين، محذرا من أنّ الانفجار الطائفي والمذهبي من شأنه أن يطيح بالأخضر واليابس في لبنان.
ولفت أبو فاضل إلى أنّ المقاومة لديها ارتباط عضوي من لبنان إلى إيران إلى فلسطين إلى باكستان ونحن نؤيدها، ملاحظا أنّ هذه المنطقة برعاية روسية صينية وثمّ إيرانية، واعتبر أنّ حزب الله في هذا المحور ولا يجب أن يخرج منه، وشدّد على أنّ حزب الله ينتصر لكلّ اللبنانيين.
وقلّل أبو فاضل من شأن الانتقادات التي تُوجَّه لحزب الله، لافتاً إلى أنّ الحزب لا يكترث لكلّ ذلك، مشدّداً على أنّ "القافلة تسير"، وأسف للحبر الذي يُصرَف على الأوراق لمطالبة الحزب بالانسحاب من سوريا.
عون المرشح الأقوى و8 آذار ترشحه
واعتبر أبو فاضل أنّ العماد ميشال عون هو المرشح الأقوى لرئاسة الجمهورية، مؤكداً أن قوى 8 آذار ترشحه بكامل مكوّناته، مشكّكاً بإمكانية أن تتوحّد قوى 14 آذار على مرشح واحد سواء أكان رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أو غيره. وشدّد على أنّ قوى 8 آذار سترشّح عون أولاً، وبعد ذلك يتمّ البحث عن اسم توافقي.
ورأى أنّ لا حكومة في المدى المنظور، مشيراً إلى أنّ الرئيس سعد الحريري لن يأتي أيضاً لأنّه رئيس استفزازي، وقال: "المشكلة في المنطقة أكبر بكثير من المحكمة الدولية، وما سيجري في المحكمة ليس إلا واحد بالألف ممّا سيجري في المنطقة".
وردا على سؤال، اعتبر أبو فاضل أنّ الحسم في سوريا لن يكون شاملاً بل سيطال بعض المناطق لكنّ القصة طويلة في مناطق أخرى، ولفت من جهة ثانية في الموضوع الإقليمي إلى أنّ الكلّ يسعى اليوم نحو الصلح مع إيران. وقال: "نحن نعرف من يؤذينا في سوريا وفي لبنان، ولا نقبل أن يهجّرنا أحد ويقتلنا".