لفت رئيس حزب "القوات" سمير جعجع الى "انه يعلم أنّ الأوضاع صعبة اليوم، ولكننا محصنون بالوراثة ضد الأيام الصعبة، ونعرف كيف نتعاطى معها: نقرأها صح، نفكر صح، ونخطط صح. نأخد قرارات، في أوقات كثيرة تكون قرارات صعبة، وننطلق لتنفيذها"، مؤكدا "اننا سنبقى نقاوم ونقاوم ونقاوم حتى نغلب الأيام الصعبة ونحوّلها الى أيّام طبيعية. قوّة بالعقيدة، عمق بالإيمان، صلابة بالإلتزام، صمود في وجه المخاطر، هكذا نحن، هذه هي القوات اللبنانية".
وخلال كلمة له لمناسبة "يوم الطالب" الذي تنظمه مصلحة الطلاب في حزب "القوات" في معراب، لفت جعجع الى أن "الشر يمكن أن يفكر نفسه قد انتصر في حالة واحدة فقط وهي حين تشعرون بالقرف من كل الذي يحصل فتجلسون على الحياد. لذا لا يجب أن نشعر بالقرف، لا يجب ان نتعب، وسنستمر ونستمر الى حين يتعب الشر وينكسر التطرّف، وينتصر لبنان".
واضاف:" كلّنا نتذكّر عنجر، كلّنا نتذكّر البوريفاج وكلّنا نتذكّر عهد الوصاية، كلّنا نتذكّر الإضطهاد والتعذيب، كلّنا نتذكّر 23 آذار تاريخ حلّ الحزب، كلّنا نتذكّر 21 نيسان تاريخ إعتقال رئيسه، كلّنا نتذكّر 7 آب، كلّنا نتذكّر رمزي عيراني وبيار بولس، كلّنا نتذكّر 1 تشرين الأول محاولة اغتيال مروان حماده، كلّنا نتذكّر 14 شباط اغتيال رفيق الحريري، كلّنا نتذكّر هذه التواريخ، ونتذكّر عهد الوصاية، ونتذكّر الأوصِياء: مات غازي كنعان، ثم لحق به جامع جامع، والآن رستم غزالة، كلّهم راحوا، وبقيت القوات وبقي لبنان".
وقال :" لقد سمعنا في الفترة الأخيرة بعض الذين يقومون بطمأنتنا، ويقولون لنا: لا تهتموا ولا تخافوا نحن نحميكم من داعش والنصرة، وأنا حين أسمع هذا الكلام أبتسم وأقول في قلبي: هل يا ترى بعض من يقول هذا الكلام وصل الى البلد بالأمس من الصين؟ هل يا تُرى هذا البعض لم يقرأ الصحف في آخر 40 سنة؟ أو في آخر 80 سنة وآخر 200 سنة وآخر 1200 سنة؟ هل يا تُرى هذا البعض يعلم جيداً ماذا يقول؟ أوّلاً يا حبيبي من قال لك اننا خائفون؟ ثانياً من طلب حمايتك أنت؟ كلّ ما طلبناه منك أن تكفّ شرّك عنّا، ثالثاً من قال لك أننا متروكون؟ رابعاً، كل هذا الجيش أمامك كلّ يوم، بمدفعيته ودبّاباته وطيّاراته وعسكرييه وبطولاته، كلّ هذا الجيش لا تراه؟ وإذا افترضت أن هذا الجيش يمكن في وقت من الأوقات ألا يعود قادراً، وانك أنت حينها ستكون قادراً، تكون مخطئاً جداً، فإذا لا سمح الله ألف مرة ووصلنا الى هذه المرحلة، لست أنت من ستكون قادراً، بل نحن، وهؤلاء هم القادرون".
وأكّد جعجع "ان من يحمي الشرعية هي القوات اللبنانية وبهذه المناسبة، كما يوجد في الكتاب المقدّس عهد قديم وعهد جديد، هكذا في القوات يوجد عهد قديم وعهد جديد، في العهد القديم كنّا نقول: "وحدا بتحمي الشرقية القوات اللبنانية"، وفي العهد الجديد نقول: "هيي معِ الشرعية القوات اللبنانية، هيي بتحمي الحرية القوات اللبنانية، هيي رمز القضية القوات اللبنانية".
وشدد على "اننا دائماً نتكلم عن القوات كحركة مقاومة مستمرة للوصول لدولة سيدة بالفعل، حرة بالفعل، مستقلة بالفعل، دولة قوية تضمن أمن أولادها وإستقرارهم، دولة كل السلاح بيدها، وكل القرار لها وحدها. هذا كلّه صحيح، وأكثر من صحيح، ولكن الى جانب كل هذا، القوات هي ثورة".
ورأى جعجع أنه " لا يمكن التفكير أنه سيُصبح لدينا وطنناً أو مستقبلاً زاهراً مثل الذي نحلم فيه من دون ان يكون لدينا أحزاب، ليست صدفة أنّ الحياة السياسية، في كلّ المجتمعات المتطوّرة، من أميركا الى اليابان، ومن فرنسا وبريطانيا وكل أوروبا الى أستراليا، تقوم على الأحزاب، فكما أن الحياة الإقتصادية لا يمكنها أن تقوم مثلما كانت منذ خمسين عاماً على الدكّانة التي كنّا نشتري منها في زاروب الحيّ، هكذا هي الحياة السياسية الآن لا يمكنها أن تقوم إلاّ على التجمّعات السياسية الكبيرة، أي على الأحزاب"، داعيا كلّ الفتيات والشباب في مجتمعنا، الى "الإنتساب لحزب القوات اللبنانية، وتشكيل القوة السياسية اللازمة لتحقيق حلمنا الدائم بقيام دولة الحق والقانون والإنسان في لبنان".
ولفت جعجع الى أنه "منذ بضعة أيام، مرت الذكرى العاشرة لإنسحاب الجيش السوري من لبنان التي يجب ان نتوقّف مطوّلاً عندها لنأخذ منها عبراً أساسية، لأنها صراحةً كلها عبر، وأوّل عبرة أنه لا يصحّ إلاّ الصحيح ولو بعد حين، فكّروا معي: من كان يقول ان هذا الإحتلال العسكري والأمني السوري الطاغي على لبنان له نهاية؟ غمّضنا عين وفتّحنا عين، وجاءت نهايته، أما العبرة الثانية هي أنه وبخلاف المثل اللبناني العامي، "العين قاومت المخرز"، وهل من عين حسّاسة أكثر من العين اللبنانية، وهل من مخرز أكثر أذى من مخرز النظام السوري الذي نراه كل يوم ماذا يفعل بشعبه بالذات، وبالرغم من كل ذلك هذه العين اللبنانية قاومت المخرز الأسدي، والعبرة الثالثة هي أنّ اللبنانيين حين توحّدوا في 14 آذار، رأيتم ماذا استطاعوا أن يفعلوا".
واعتبر جعجع "ان 14 آذار ليست حركة حزبية بالمعنى الضيّق للكلمة، بل هي ضرورة وطنية، تخيّلوا لبنان للحظة الآن من دون 14 آذار، ماذا كان بقي منه؟ كان بقي الصمود والتصدّي والممانعة والديماغوجية والتدخّل في سوريا والعراق واليمن، وكان ما تبقّى من الدولة اللبنانية صار بخبر كان"، مضيفا:"لهذه الأسباب أدعو كلّ اللبنانيين الى تأييد 14 آذار، لأن هذا هو المشروع الوحيد الذي يُخرجنا من الحفرة التي نحن فيها، ويوصلنا الى دولة قوية، دولة حق وقانون، دولة تحافظ على سيادة لبنان وإستقلاله، دولة تحافظ على حياده، ودولة تعمل لتؤمّن مصالح اللبنانيين وليس لتُضحي بهم على مذبح قضايا أخرى لا علاقة لها بلبنان ولا باللبنانيين".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق