النشرة
رأى رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط أن التموضع في سوريا اليوم يرسم بالدم، مشيراً الى أن روسيا تقوم بحماية الساحل العلوي والحرب مستمرة ففي حال خسر النظام ستبقى المحمية الروسية الأسدية، لافتاً الى أن روسيا لن تقبل اسقاط الرئيس السوري بشار الأسد بأي ثمن. وفي حديث تلفزيوني له، أوضح جنبلاط "أنني طلبت من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ألا يعادوا السنة فردّ بقسوة ولم يقبل بأن يكون هناك ثورة شعبية محقة، معتبراً أن موسكو تعلن حرب على المسيحيين، وغرور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوصلهم الى حماقة ومغالطة تاريخية وسيقضون على ما تبقى من مسيحيين في سوريا.واعتبر ان التحرك الروسي في سوريا سيخلق شعورا معاديا للمسحيين، لأن تخلي الغرب عن المعارضة المعتدلة هو جريمة، مشيراً الى ان هذا الأمر سيخلق حربا طائفية في سوريا.ولفت جنبلاط الى أنه منذ الاساس في أوج معركة حمص عام 2012، رفضت أميركا تزويد الجيش السوري الحر بالسلاح المضاد للطائرات، وبقي النظام يسيطر على الاجواء، مشيراً الى أن ما زاد الطين بلة هو القوى التدميرية الروسية لتحصد الأخضر واليابس في سوريا.
وذكر بأن بوتين قال في الامم المتحدة "نريد محاربة الارهاب مع الجيش السوري"، الجيش السوري هو صنع الاتحاد السوفياتي، مشيراً الى أنه لم يكن هناك في أي لحظة تناقض روسي اسرائيلي، فهناك نفوذ صهيوني كبير في موسكو.
ولفت جنبلاط الى ان التنسيق الروسي الاسرائيلي موجود على حساب الشعب الفلسطيني، والمنطقة مشتعلة، فالعراق مشتعل والمسيحيون هم من خسر العراق، وفي سوريا أيضا المسيحيون سيهاجرون، معتبراً أن "العقلية المتحجرة لبوتين والكنيسة الروسية هو منطق داعشي مضاد، وهو على حساب المسيحيين المشرقيين".
وأكد "أننا كعرب مع الأسف لا نقرأ وبنفس الوقت هناك خرائط وضعها سايكس وبيكو، وقسموا سوريا والعراق وتركيا، ولكن كمال أتاتورك وحد تركيا، والسوريون رفضوا تقسيم سوريا والعراق بقي موحدا"، واعتبر أن القومية العربية حرمت الاكراد من حقوقهم المشروعة، هناك خرائط ترسم بالدم العربي والكردي.
وأشار الى "أنني تربيت في مدرسة كمال جنبلاط ومدرسة جمال عبد الناصر، تناقدنا مع البعث الاشتراكي بسبب نكرانه للحريات، وعلى مشارف حياتي السياسية لن أعترف بتحالف الأقليات"، مشدداً على "أنني مع الحل السياسي في سوريا دون الرئيس السوري بشار الأسد وتعددية وطنية تؤدي الى طائف سوري، لأنه في النهاية لا نستطيع أن ندين العلويين لأنهم علويين فهم عرب وليسوا كلهم مع الأسد، لذلك لا بد من ازاحة الأسد ووضع صيغة جديدة"، معتبراً ان الدول الكبرى تتناحر على جثة سوريا.
وأكد أنه بعد 100 عام على سقوط السلطنة العثمانية، الولايات العربية التي كانت تابعة لها أي العراق وسوريا تتمزق بحروب مذهبية وبالتدخل الروسي وغير الروسي، ووعد بلفور يتوسع والملجأ اليهود سيوسع وسيطرد العرب، مشيراً الى أن الروس وضعوا صواريخ متطورة في طرطوس وهذه رسالة مزدوجة لاسرائيل وتركيا، لأن هم تركيا هو الاكراد وهي لم تعطي لهم الحقوق المشروعة، هم نظريا حاربوا تنظيم "داعش" وعمليا يحاربون حزب العمال الكردستاني وأكراد سوريا الذين قد يطالبون باستقلال ذاتي.
ولفت جنبلاط الى أن تركيا هي بالحلف الاطلسي، وهناك حرب باردة في أوكرانيا وابتلعت شبه جزيرة القرم، وفي الشيشان قامت ثورة محقة وما قاموا به هناك يقومون به الان بشكل أشنع في سوريا، مشيراً الى ان هذه الحرب لن تنتهي وبوتين يحاول القيام بحرب استباقية والقول لمسلمي موسكو أن ما أفعله في سوريا أستطيع أن أفعله في الشيشان، وافتتاح المسجد مسرحية كبيرة.
ورأى أن السلطات الفرنسية منسجمة مع نفسها بأن هناك ظلم يرتكب بحق الشعب السوري، فالأسد ومن خلال الآلة الاستخباراتية التي ورثها، كان لها علاقة جيدة مع الاستخبارات الالمانية الفرنسية والبريطانية، عندما تلتقي مصالح الدول هناك شعوب بأكملها تنسى، مشيراً الى "أنني حاولت أن أذكر الدروز بماضيهم الشريف عندما وحدوا سوريا، لكن لم أوفق، الشيخ البلعوس قام بمحاولة تمرد على النظام لكن النظام قتله".
ومن جهة أخرى، أشار جنبلاط الى ان العلاقات قديمة بين الجيش السوي والجيش المصري، وهناك نوع من الحنين، وعلاقات استخبارات بين الجيشين، موضحاً أن المنطق المصري يعادي غالب الشعب السوري.
وأوضح أن ليس هناك لدروز سوريا الا المصالحة مع أهل حوران، معتبراً أن هذه المغامرة الروسية ستكون على حساب العلويين، والأسد ورطهم بالحرب الدموية.
وذكر بأن التاريخ الروسي توسعي منذ أيام كاثرين الثانية، وعنما توسعوا احتلوا غالبية المناطق الاسلامية لكن ما من شيء يدوم، فالنظام السوفييتي انهار من الداخل، وبوتين ليس أقوى من ستالين وعليه أن يكون حذرا، مشيراً الى ان التدخل الروسي عقد الامور.
وتمنى جنبلاط حلا سياسيا لحرب اليمن، ولا بد اما العودة الى المبادرة الخليجية أو مبادرة جديدة، لافتاً الى "انني مع الحد الادنى من الحوار الايراني السعودي مع الحفاظ على ماء الوجه، لأن اليمن ما من أحد دخل اليه تاريخيا وله خصوصية، السعودية شعرت بالخطر لكن لا بد من حل سياسي، وهذا الحل لن يأتي الا من خلال الحوار مع الايرانيين".
ولفت الى أنه يجب أن نحمي أنفسنا من أي صدام مع إيران، مؤكداً "أنني لم أرى صورة سوداء كالتي أراهال اليوم خصوصا في فلسطين التي ستضيع في مجاهل الحروب العربية العربية، أو العربية الكردية".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق