لم أحاول أن أكون طرفاً في البداية، من أجل أن أكون طرفاً وفاقياً ، لهذا السبب لم أعلن انشقاقي.. هكذا أجاب العميد “مناف مصطفى طلاس” على سؤال لوسيلة إعلامية عربية.. إجابة تصلح لتكون إجابة أخرى عن سبب اجتماعه بنائب وزير الخارجية الروسي “ميخائيل بوغدانوف” في باريس، فماذا جرى في اجتماعهما وماذا عرضت موسكو على طلاس.“مناف طلاس” صديق بشار وقائد الفرقة 105 في الحرس الجمهوري، ابن العماد أول مصطفى طلاس وزير الدفاع السوري الأسبق والصديق الشخصي لحافظ الأسد.
خرج من سوريا 2012 تم تصوير خروجه على أنه انشقاق عن النظام، رغم أن الرجل نفسه لم يعلن ذلك، ويرى البعض أنه اخراجه من سوريا وإبعاده من المؤسسة العسكرية على خلفية اختلافه مع الأسد حول تعامله مع المتظاهرين، ولاسيما في مدينته “الرستن” ببريف حمص والتي انشق عن جيش الأسد عشرات الضباط من عائلته.
تلك العوامل وغيرها خفية جعلت “طلاس” خارج البلاد، ولعل التركيبة المعقدة للنظام والتوازنات القائمة داخله من عهد الأسد الأب، تجعل النظام يغط الطرف عن بعض الشخصيات على شاكلة “طلاس”، لأن وجودهم كان في إطار حسابات دولية، فالعماد “حكمت الشهابي” رئيس الأركان الأسبق محسوب على امريكا، وعبد الحليم خدام محسوب على فرنسا، وعائلة “طلاس” محسوبة على روسية.
هذا ما يفسر مسعى روسيا للتعويل على “طلاس”، فمن جهة قد يحظى برضى فئة من السوريين، ومن جهة أخرى هو ووالده من قبل العماد مصطفى طلاس موالون لروسيا منذ عهد الإتحاد السوفياتي، وهكذا تضمن روسيا نفوذها في سوريا حتى لو رحل الأسد، ولاسيما أن طلاس اتبع منذ خروجه “سياسة الصمت” و “موقف اللاموقف”، ولم ينخرط في أي عمل عسكري أو سياسي ضد النظام.
في ضوء ذلك ، هل خروج “طلاس” من سوريا الأسد كان لغزاً غرائبياً ، فهل يعود إليها عوضاً عنه برفقة من صحبه ممن يحبون الاستجمام تحت شمس موسكو السياسية.والجدير بالذكر أن لغاية اليوم لا أحد يعرف الطريقة التي خرج بها “طلاس” من دمشق، فالرواية التي تحدثت عن خروجه عن طريق تركيا الى باريس، ليس لها أي مستند على أرض الواقع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق