أكد الكاتب والمحلل السياسي المحامي جوزيف أبو فاضل أنّ عيد الاستقلال في لبنان منقوص، مشيراً إلى أنّ الاستقلال ناجزٌ فقط في عددٍ من الدول العظمى، لافتاً إلى أنّ الاستقلال الذي تحقّق في العام 1943 على يد رجالات كبار من أمثال الشيخ بشارة الخوري ورياض بيك الصلح والرئيس إميل إده والأمير مجيد إرسلان والرئيس عبد الحميد كرامي والشيخ بيار الجميل والرئيس كميل شمعون وغيرها من الشخصيات تطور سلباً في لبنان، بحيث هناك حروب دورية كما هناك موجات قاتلة تأتي وتذهب كلّ فترة لتقتل الاستقلال ومعانيه.
وفي حديث إلى تلفزيون "المنار" ضمن برنامج "مع الحدث" أداره الإعلامي علي قصير، لاحظ أبو فاضل أنّ إسرائيل تستبيح يوميًا لبنان منذ نشأة الكيان الغاصب، لافتاً إلى أنّه لم يعد هناك استقلال منذ زرع هذه الغدة الصهيونية اليهودية في قلب فلسطين، وتساءل: "كيف نتحدّث عن استقلال وعرسال ليس لديها شرعية؟"
استنفار للجيش والأمن العام
وهنّأ أبو فاضل قائد الجيش العماد جان قهوجي والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم في ذكرى الاستقلال، كما حيّاهما على جهودهما وسائر الأجهزة الأمنية وفي مقدّمها فرع المعلومات في كشف النقاب عن الشبكات التكفيرية التي تخطّط الخراب للبلد، إلا أنّه تساءل عمّا إذا كانوا مقتنعين أنّ هناك استقلالاً ناجزًا.
ولفت إلى أنّ الجيش كما الأمن العام على استنفار تام، وهما مع سائر الأجهزة الأمنية على جهوزية تامة لمواجهة كلّ السيناريوهات في ظلّ الوضع الذي وصل إليه البلد، والذي عزاه إلى كون الحريرية السياسية لم تكن في السلطة خلال ثلاث سنوات كما إلى قضية النأي بالنفس التي ورّطت لبنان بما يكفي، مذكّراً بسقوط مئات الشهداء الجرحى من الجيش اللبناني نتيجة بطولات فريق سياسي معيّن في البلد.
وفيما وصف أبو فاضل ذلك بأنّها "سياسة المسخرة في البلد"، تساءل عن السبب الذي يجعل كلّ المشاكل تتركّز في طرابلس وبحنين والمنية وصيدا وعرسال وليس في جونية والأشرفية والنبطية أو غيرها، وقال: "لا يزايدنّ علينا أحد في محبة أيّ طائفة في البلد، ولكن هناك من يخلق بعض الحواضن"، وأضاف: "لبنان منتهك ومنهوب ومسروق والاستقلال فيه منقوص".
يحفرون قبرهم في يدهم!
ورداً على سؤال، لفت أبو فاضل إلى أنّ فريق الرابع عشر من آذار يحفر قبره في يده، في إشارة إلى بعض مواقف قياديي هذا الفريق من الطلب الروسي بحظر الطيران في منطقة معيّنة نتيجة المناورات الروسية، الأمر الذي اعتبروه في مكانٍ ما انتهاكاً للسيادة، ومن هؤلاء النائب مروان حمادة الذي وصف الأمر بالفضيحة الدولية، وقال: "هؤلاء كلّهم تربّوا بحضن الروس، هم وآل جنبلاط وغيرهم".
ولفت أبو فاضل إلى أنّ رئيس "الحزب التقدّمي الاشتراكي" النائب وليد جنبلاط كان دائمًا يستقوي بالروس وسبق له أن التقى بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، متسائلاً عمّا إذا كانت مواقفه الأخيرة تنمّ عن حقده على النظام السوري والرئيس بشار الأسد، وقال: "نحن لا نريد أن نكون لا حياً في موسكو ولا زبّالين في نيويورك".
دغدغة لفرنجية؟
واعتبر أبو فاضل أنّ جنبلاط، عندما يهاجم روسيا، فهو يهاجم بالدرجة الأولى وزير الخارجية جبران باسيل الذي زار موسكو خلال الأيام الماضية، وبالتالي فهو يهاجم رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون، خصوصًا في ضوء ما يُحكى عن لقاء جمع رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري ورئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية.
واعتبر أبو فاضل أنّ المخطط كلّه هو عبارة عن دغدغة لفرنجية عبر الإيحاء بأنّهم يوافقون على انتخابه رئيساً للجمهورية، وذلك لإيقاع الفتنة بين الأخير والعماد ميشال عون و"حزب الله"، ولفت إلى أنّ الرئيس فؤاد السنيورة اليوم في الرياض، مشيراً إلى أنّ هناك فتنة تتحضّر بين عون وفرنجية، وهم لا يريدون لا عون ولا فرنجية.
حزب الله على موقفه
ورداً على سؤال، أكد أبو فاضل أنّ "حزب الله" لا يزال على موقفه، وأنّ الأمين العام للحزب سماحة السيد حسن نصرالله لا يزال عند موقفه لجهة دعم العماد ميشال عون في استحقاق الانتخابات الرئاسية، وكذلك رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية لا يزال عند موقفه، وأشار إلى أن الوزير فرنجية قال أنّه لا يزال داعماً ومؤيّداً لعون، وأيّ موضوعٍ بخلاف ذلك غير مطروح.
وعلّق أبو فاضل على كلام رئيس "تيار المستقبل" الذي اعتبر أنّها إهانة للبنان أن يأتي عيد الاستقلال ولا رئيس جمهورية في البلاد، فلفت إلى أنّ هذا الأمر حاصل بفضله وبفضل سياسته وبفضل سياسة المملكة العربية السعودية في لبنان، ولاحظ أنّ المليارات لم تأتِ إلا بعد قصة عرسال، وفيما رأى أنّ الوضع مُقدِمٌ في المنطقة على توتّر، أشار إلى أنّ آل الحريري، إذا عرفوا كيف يتصرّفون، قادرون على النأي بلبنان عن التداعيات.
مسؤولية الطائفة المارونية
ورداً على سؤال، اعتبر أبو فاضل أنّ احتفال لبنان بعيد الاستقلال للمرّة الثانية في ظلّ الشغور الرئاسي هو مسؤولية جميع القيادات السياسية في البلد دون استثناء، لافتاً إلى أنّ كلاً من الفريقين يريد رئيساً محسوباً عليه بالدرجة الأولى، وأشار إلى أنّ المسؤولية الأساسية هي مسؤولية الطائفة المارونية التي تجرّ وراءها كلّ المسيحيين في لبنان.
ونبّه أبو فاضل إلى أنّ استمرار الأمر على ما هو عليه يؤدي إلى التطبيع مع الفراغ الرئاسي مع الوقت، بحيث يصبح أمراً عادياً وطبيعياً، وعندها يصبح بالإمكان القول أنّ غياب الرئيس لا يؤثر على البلد، ولفت إلى أنّ تحويل المسيحيين الأهمية إلى موضوع قانون استعادة الجنسية هو بمثابة انتصار وهمي، مع تأكيد احترامه للتيار الوطني الحر وللعماد ميشال عون وللدكتور سمير جعجع، ولكلّ من عملوا على إقراره، مشدّداً على أنّه لا يقدّم ولا يؤخّر.
قانون الانتخاب هو الأساس
وأشار أبو فاضل إلى أنّ أميركا فتحت مجلس النواب لتشريع قانون مكافحة تبييض الأموال، ولفت إلى أنّه لا يستطيع أن يقف لا حاكم مصرف لبنان ولا أيّ شخصية في البلد ولا الرئيس نبيه بري، الذي وصفه بالمايسترو، في وجه الإدارة الأميركية، لافتاً إلى أنّ الخيار كان بين إما أن توقف أميركا التعامل بالدولار وبالتالي تعطب البلد وإما أن تشرّع.
وشدّد أبو فاضل على أنّ قانون الانتخاب هو الأساس في البلد وهو أساس كلّ شيء، وقال أنّه يجب أن يتمّ إقرار قانون انتخاب نسبي، وإلا فلا ضرورة لإقرار أيّ قانون، وليتمّ اللجوء إلى تعيين النواب تعييناً عندها، ولفت إلى انتخابات نقابة المحامين التي حصلت الأسبوع الماضي، مؤكداً أنّ كلّ المرشحين كانوا ممتازين، مهنئاً النقيب الجديد الأستاذ أنطونيو الهاشم وهو على قدر المسؤولية، وهو أكبر من المسؤولين، لافتاً إلى أنّ نقابة المحامين دائمًا عندها عرس للديمقراطية تنجزه كلّ سنة مرة لانتخاب 4 أعضاء ومرة لانتخاب نقيب جديد مع 3 أعضاء.
الأمن العام هو الأساس
وتطرق أبو فاضل إلى الوضع الأمني والمخاوف من هزّات أمنية جديدة رغم يقظة الأجهزة الأمنية والتوقيفات التي تعلن عنها بشكلٍ شبه يومي، أكد أبو فاضل أنّه يرفع القبعة لكلّ الأحهزة الأمنية دون استثناء، مستغرباً عدم ذهاب وزير الداخلية نهاد المشنوق إلى مديرية الأمن العام ليعقد مؤتمراً صحافياً منها كما فعل مع فرع المعلومات، متحدّثاً في هذا الإطار عن تحيّز واضح في البلد، مشيداً بالدور الذي يلعبه الأمن العام في كشف الشبكات التكفيرية والإرهابية.
ولفت أبو فاضل إلى أنه إذا كان صحيحاً أنّ فرع المعلومات استطاع كشف النقاب عن شبكة تفجير برج البراجنة في 24 ساعة، وهو أمرٌ جيّد، فالصحيح أيضًا أنّ الأمن العام هو الاساس في إلقاء القبض على رئيس الهيئة الشرعية في مخيم عين الحلوة وشقيقه من جماعة داعش، لافتاً إلى أنّه لا يمكن أن ننظر إلى هذا الأمر وكأنّه إنجاز فريق واحد، باعتبار أنّه إنجاز الأجهزة الأمنية كلّها.
إردوغان أسّس داعش والنصرة
من جهة ثانية، اعتبر أبو فاضل أنّ هناك ترابطاً بين مختلف الأحداث التي تحصل في المنطقة، لافتاً إلى أنّ الرئيس التركي رجب إردوغان هو الذي يدعم داعش ويسهّل عملها وهو الذي ينفذ المشروع الصهيو أميركي في المنطقة، وأشار إلى أنّ داعش وُلِدت لتدمير سوريا وموقف سوريا وموقع سوريا، موضحاً أنّ داعش ولدت لتدمير المجتمع السوري ولتدمير العراق ولتدمير لبنان ولإلهاء المنطقة.
ورأى أبو فاضل أنّ داعش ولدت أيضًا من أجل إيقاع الفتنة الإسلامية الإسلامية السنية الشيعية، وأشار إلى أنّ إردوغان والأميركيين والإسرائيليين خلقوها لإنشاء فتنة إسلامية مسيحية أيضًا، وشدّد على أنّ داعش هي دعم تركي بالخالص، وقلّل من شأن تهديد تركيا لداعش، لافتاً إلى أنّ إردوغان هدّد نفسه، وهو كاذب، كما أنّه يحتقر الناس، مشيراً إلى أنّه هو الذي أسّس داعش وجبهة النصرة.
إردوغان والحلم العثماني
وفيما لفت أبو فاضل إلى أنّ إردوغان يدعم كلّ هؤلاء علناً، أشار إلى أنّه يسعى كذلك إلى تحقيق الحلم العثماني لإقامة منطقة عازلة، واعتبر أنّ تهديده لداعش ليس جدياً، موضحًا أنّه لو كان جدياً لأقفِلت الحدود وانتهت داعش. ولفت إلى أنّ الروس ضربوا النفط لأنه يقوّض تنظيم داعش، كما أنّهم كانوا ينتجون مئة ألف برميل وباتوا ينتجون عشرة آلاف برميل، ولا يعود بإمكانهم الاستحصال على عملة صعبة، وسأل: "لماذا تركيا تشتري النفط وهناك قرار من مجلس الأمن الدولي بعدم التعامل مع داعش؟" وأجاب: "داعش تركية مئة بالمئة، وهي إردوغانية مئة بالمئة، ونقطة على السطر".
ولفت أبو فاضل إلى أنّ هيئة العلماء المسلمين كانت تذهب إلى السعودية وباتت تذهب إلى سوريا، ولاحظ أنّ هناك اثنين فقط لم يستنكرا انفجار برج البراجنة في الضاحية الجنوبية، وهما هيئة العلماء المسلمين التي لم تستنكر ولم تشجب رغم وجود 45 شهيد ومئات الجرحى من أهالي الضاحية، وكذلك محمد علي الجوزو الذي ينصّب نفسه مفتي جبل لبنان، وقال أنه يجب أن تنسحب سوريا وإيران، ولم يقل غير ذلك، وقال: "نحن نتعامل مع أناس يخصّون كلّهم إردوغان، وإردوغان يسعى لزعامة الوطن العربي الإسلامي، وهو مختلف مع مصر والإمارات والكويت والسعودية وغيرها"، وأضاف: "ذراعا الولايات المتحدة الأميركية في المنطقة هما الكيان الصهيوني وتركيا إردوغان، ولولا ذلك لما فاز في الانتخابات".
المؤامرة واضحة
ورداً على سؤال، جدّد أبو فاضل القول أنّ المطلوب كان تدمير سوريا والعراق، وتدمير هذا النسيج، ولفت إلى أنّ إردوغان عندما تقلع طائرات بدلاً أن يضرب داعش يضرب الأكراد حتى لا يتغلبوا على داعش، واعتبر أنّ المؤامرة واضحة، لافتاً إلى أنّ هذا الأمر أصبح واضحًا، وأشار إلى أنّ الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند يدور في فلك الاشتراكية الدولية مع الصهيونية العالمية، تتراجع شعبيته هو ووزير خارجيته لوران فابيوس، التي تكاد لا ترتفع عن الواحد في المئة، مرجّحًا أن تفوز ماري لوبين في الانتخابات المقبلة بسبب سياسة هولاند.
وتعليقاً على كلام فابيوس الذي قال أنّ لا مستقبل لسوريا في ظلّ الرئيس بشار الأسد، اعتبر أبو فاضل أنّ فابيوس "أكبر صهيوني"، ودعاه للالتفات لشؤون بلده أولاً، خصوصًا بعد هجمات باريس الإرهابية، وقال: "إذا كان لدى فابيوس عزّة نفس، عليه أن يسكت، ولينظر من الذي يدمّر بلده"، وتوقع المزيد من الهجمات في أوروبا في المرحلة المقبلة، ولفت إلى أنّ المطلوب تدمير أوروبا، وكان المطلوب تدمير روسيا لكنّ الرئيس فلاديمير بوتين وقف في وجههم.
أميركا تدمّر السعودية
وشدّد أبو فاضل على أنّ من يدمّر أوروبا هي أميركا ومن يدمّر الخليج هي أوروبا، وقال: "السعودية تُدمَّر على يد أميركا، ولكنّ السعوديين لا يعون إلى أين يذهبون"، لافتاً إلى أنّ الحديث بالتقشف بدأ في السعودية، "والخير لقدّام"، وأضاف: "هم اعتقدوا الحرب على اليمن لعبة، لكنّها ليست كذلك، ولا يمكن لأيّ اتفاقية في اليمن أن تركب بلا الحوثيين". وتوقع أن نرى تدهوراً للأوضاع الخليجية في المرحلة المقبلة، ورجّح أن تتّجه داعش بعد فترة صوب الخليج.
ولفت أبو فاضل إلى أنّ الروس اليوم عندهم أهداف، مشدّداً على أنّ الروس عادوا إلى المنطقة، وأشار إلى أنّ موقف الرئيس فلاديمير بوتين وروسيا كان من أول الحرب داعماً للرئيس السوري الدكتور بشار الأسد وللنظام في سوريا وللبشر مقابل البجم، على حدّ تعبيره، وقال: "نحن نشهد صراعاً روسياً أميركياً جدياً وفعلياً في المنطقة، وهناك تسابق لإنزال بري في سوريا بين روسيا وبين أميركا وأوروبا".
إردوغان أرسل الإرهابيين إلى أوروبا
ورداً على سؤال، أكد أبو فاضل أنّ إردوغان هو الذي حرّض وسلّح من أجل تدمير سوريا وهو الذي هجّر الشعب السوري حتى وصل اللاجئون إلى أراضيه، فأرسلهم عبر البحر من الشواطئ التركية إلى أوروبا، وبينهم إرهابيون، من دون أن يكترث إردوغان، وأشار إلى أنّه منذ أربعة أيام أدخل المروحيات وقام بعملية برية في ريف حلب لدعم ما يسمى بالمعارضة السورية، في حين كان يدعم الدواعش.
واعتبر أبو فاضل أنّ الخسارة السعودية في سوريا وقعت لأنّ جبهة الجنوب وهي جبهة الأردن هي جبهة سعودية وليست جبهة تركيا، مشيراً إلى أنّ الجبهة السعودية سقطت، والدلالة على ذلك التدخل الروسي في درعا، مؤكداً أنّ الأوتوستراد الدولي في هذه المنطقة سيُفتَح من دمشق، ولفت إلى أنّ الهجوم حصل على الغوطة وستحصل هجومات أخرى على الغوطة.
تسابق على الإنزال البري
ورداً على سؤال، أكد أبو فاضل أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يغرق في المستنقع السوري ولا يريد أن يُغرِق إيران معه ولا يريد أن يُغرِق أيّ شخص معه، وأشار إلى أنّ العملية أصبحت واضحة جداً حيث هناك تسابق على الإنزال البري في سوريا، ولكن لا أحد متى يحصل، ورجّح أن يبحث بوتين مع الرئيس حسن روحاني في لقائهما المرتقب عملية التدخل المباشر في سوريا، لافتاً إلى أنّ بوتين درس وضعه جيداً منذ فترة، وهو يتدخل بشكل مباشر كرئيس روسيا الاتحادية، وهناك تقنية عالية بين يديه، كما أنّه يعيد التحالف الروسي المصري.
وأشار أبو فاضل إلى أنّ فرنسا ستبقى مهدّدة إذا لم يغيّر الرئيس فرنسوا هولاند سياسته، لافتاً إلى أنّ الشرطة الفرنسية والأجهزة الأمنية الفرنسية شُلّت من قبل القيادة السياسية في فرنسا، ولا سيما من رئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية، واعتبر أنّ هناك في المقابل منطقة جديدة تُرسَم اليوم، لافتاً إلى أنّ سايكس وصديقه بيكو يُستبدَلان اليوم بكيري وصديقه لافروف، وأكد أنّ بوتين لم يأتِ إلى المنطقة ليسقط.
حرب كبيرة في سوريا
ورداً على سؤال، رأى أبو فاضل أنّ سوريا مقدمة على حرب كبيرة وحرب طويلة، وقال: "إما يقبل الجميع بالرئيس بشار الأسد وإما تُقسَّم سوريا إلى قسمين، والصراع حول حلب، بحيث يكون قسم بحكم الدولة السورية والشرعية السورية، فيما يتنازع القسم الآخر المسلحون بإشراف وإدارة إردوغان، الذي يريد أن يأتي بكلّ قاذورات العالم لسوريا، وأهمّ شيء عنده تدمير سوريا وتدمير الاقتصاد السوري والليرة السورية".
وقال أبو فاضل: "هذا ما يخطط له إردوعان، وهذا ما تريده إسرائيل، التي تتفرّج على الدول العربية تتصارع فيما بينها وهذا ما تسعى إليه"، وأضاف: "هذا هو المطلب الإردوغاني الإسرائيلي الأميركي".
الشعب الفلسطيني الجبّار
وشدّد أبو فاضل من جهة ثانية على أنّ فلسطين قلبنا وعقلنا، ووجه تحية قلبية حارة جداً إلى الشعب الفلسطيني المناضل والجبّار، وأكد أنّه يرفع القبعة لأهالي فلسطين المحتلة ولكلّ الفلسطينيين في العالم، وأيضًا إلى الوعي الفلسطيني من فتح إلى حماس إلى الجهاد الإسلامي أيضًا إلى الجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية.
ووجّه أبو فاضل إلى الشخصيات الفلسطينية الوازنة التي تمتلك الوعي خصوصاً في لبنان، متحدّثاً عن تواصل مع قيادة الجيش والعماد جان قهوجي وكذلك اللواء عباس ابراهيم وذلك لضبط الوضع على الأرض، وكذلك مع الشخصيات السياسية وفي مقدّمها رئيس الحكومة تمام سلام، فضلاً عن الموقف المتعاطف بعد تفجير برج البراجنة والتواصل مع السيد حسن نصرالله والرئيس نبيه بري.
ذهبية الجيش والشعب والمقاومة
إلى ذلك، وجّه أبو فاضل تحيّة للجيش وتحيّة للشعب وتحيّة للمقاومة، لكنّه لفت إلى أنّه لا يرفع التحية لتسعين بالمئة من السياسيين الذين سرقوا البلد هم وأولادهم وأقاربهم، وهم الذين يعرفون كيف يسرقون، وأشاد بالأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وقيادات حزب الله والمقاومين الذين يقاتلون التكفيريين، ورأى أنّ كلّ السنّة وكلّ الشيعة وكلّ المسيحيين في لبنان مهدَّدون، واعتبر أنّ المعادلة الذهبية التي يجب أن تكون أيقونة تعلق في أعناقنا هي ذهبية الجيش والشعب والمقاومة.
ورداً على سؤال، تمنّى أبو فاضل أن تصل طاولة الحوار لنتيجة، لكنّه رأى أنّه بوجود شخص مثل الرئيس فؤاد السنيورة وأمثال الوزير مروان حمادة، لن تنجح أيّ تسوية في لبنان، وتحدّث عن لعب على الحبال للإيقاع بين الوزير سليمان فرنجية والعماد ميشال عون، وليشتبك الأخير بعد ذلك مع حزب الله والرئيس نبيه بري.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق