الجمعة، 29 يناير 2016

نصرالله: عون مرشحنا للرئاسة... ولا نجبر حلفاءنا على شيء

المصدر: "النهار"

أكدَ الأمين العام لـ"حزب_الله" السيد حسن نصر الله استمرارَه بدعم ترشيح رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون لرئاسة الجمهورية، مشيراً الى ان هناك "حالة واحدة للتراجع وهي أن يعلن العماد عون انه لم يعد مرشحاً". لكن نصرالله في المقابل أكد ان الحزب "لا يستطيع إجبار حلفائه على شيء"، مما دفع المحللين الى اعتبار نتيجة الخطاب تصب في خانة بقاء الملف الرئاسي في الثلاجة.

وفي إطلالة تلفزيونية مخصصة لتبيان موقف الحزب من مستجدات الملف الرئاسي، شدد على متانة التحالف مع رئيس "تيار المردة" النائب سليمان #فرنجية ووصفه بـ"الصديق والحليف الذي نثق به بشدة".

وقال ان العماد عون "هو مرشح طبيعي للرئاسة بالنسبة لنا نظراً لحيثيته ولاعتبارات سياسية ووفاءً لمواقفه، لذا قررت قيادة الحزب  دعم ترشيحه للرئاسة"، مؤكداً ان "نقاشاً دارَ مع الحلفاء في 8 آذار حول هذا الترشيح بمعزل عن النتيجة التي أفضى اليها".

وشدد نصرالله على "استراتيجية التحالف بين مكونات فريق 8 آذار وأبعاد الثقة فيه بغض النظر عن التباينات في وجهات النظر".

وأثنى على صلابة التحالف مع "حركة أمل" تحديداً متحدثاً عن وجود أطراف تحاول دق الاسفين بينهما بوصف الحركة انها تابع للحزب، لكن رغم متانة التحالف اعتبر نصر الله ان وجود تباين في ملفات محددة بين الطرفين امراً طبيعياً.

وفي أكثر من محطة من حديثه، تناول نصرالله أجواء التشكيك التي يحاول البعض زرعها لدى قاعدة "التيار الوطني الحر" لاقناعها ان الكرة باتت في ملعب الحزب وان في امكانه الضغط على حلفائه للنزول الى المجلس وانتخاب العماد عون لو أراد. وهنا أكد نصرالله ان "علاقة الحزب مع حلفائه ليست قائمة على اجبارهم على فعل ما لا يريدون او اتخاذ موقف ما"، وقال "نحن لا نجبر حلفاءنا على اتخاذ موقف لا يؤيدونه واي كلام آخر اهانة لنا ولهم".

اتصال مع مسؤولين ايرانيين

وأعرب نصرالله عن سعادته بالتفاهمات التي حصلت وأدت الى إطلاق العمل الحكومي والالتزام بدقة بالاليات المتفق عليها، منوهاً بإيجابية كل القوى السياسية، موجهاً شكره الخاص الى الرئيس نبيه بري للجهود التي بذلها من اجل التوصل اليها.

وتمنى على مجلس الوزراء ان ينصف متطوعي الدفاع المدني تقديراً للمخاطر التي يتعرضون لها.
وعن ملف الرئاسة، ألمح الى عدم الكشف عن كل المعلومات عنه في المرحلة الحالية، وانطلق من قول للامام زين العابدين حول اهمية الصدق والوفاء وقال "المزايدات والابتزاز حكم ملف الرئاسة، في حين انه يحتاج الى دراسة ولقاءات".

وأشار الى من يتهم ايران بالتعطيل بأن "ايران القوة العظمى الاقليمية الاولى والتي يتسابق العالم على كسب ودها، فهي ليست بحاجة الى طرح موضوع الرئاسة خلال بحثها الملف النووي.

وأكد نصرالله ان "الايراني كان يرفض الدخول في أي ملف خارج الاتفاق النووي، ملمحاً الى انه "تم توقيع الاتفاق بالرغم من مساعي تعطيله لدى اسرائيل والسعودية"، مطالبا "اصدقاء فرنسا وايطاليا بالقول ما اذا كان الرئيس روحاني قد فاتح من التقاهم هناك بموضوع الرئاسة في لبنان، بل على العكس اولئك كانوا يفتحون الموضوع ويطلبون من ايران التدخل".

وطالب من يتهم ايران بالتعطيل بتقديم الاثباتات، مكرراً نفيه تدخل ايران في ملف الرئاسة وقال "لا تنتظروا ايران لا اليوم ولا غدا".

وكشف عن اتصال مع مسؤولين ايرانيين حول هذا الأمر بالامس تناول موضوع الرئاسة واذا ما تم بحثه في زيارة روحاني، وتمنى مجددا الخروج من حكاية انتظار ايران والوضع الاقليمي، داعياً اللبنانيين الى الحوار.

لا غالب ولا مغلوب

وتابع "لم نتطرق الى مؤتمر تأسيسي وانما الى تسوية وتسهيل لانتخاب الرئيس وايجاد حل على قاعدة لا غالب ولا مغلوب، فالتسوية التي طرحتها هي تحت سقف الطائف، ولكن البعض لا يفهمنا وانما يلجأ الى التحريض علينا مهما تكلمنا".

وقال ان "علاقتنا مع حلفائنا إنما قائمة على الصدق وعلى أساسيات مهمة، وإن كنا نختلف في بعض التفاصيل... ان 8 آذار ومن معه ليس له حزب قائد، وهو فريق سياسي يتناقش في ما بينه ويعمل على تنظيم الخلاف في ما بين اعضائه. هذه هي علاقتنا مع حلفائنا".

وأضاف: "لم نكن نريد إحراج حلفائنا مثلا في قرارنا بالذهاب الى سوريا، ومثلها في الموقف من حرب اليمن والحرب السعودية عليه، إذ لم نطلب منهم تأييدنا منعا لإحراجهم".

العلاقة مع الحلفاء

واعتبر "ان تصوير الآخر لعلاقتنا بحلفائنا إنما يهين هؤلاء الحلفاء، فنحن لا نتعاطى مع أي موضوع من باب تبرئة الذمة، وان تحالفاتنا لا تقوم على تقاطع المصالح السياسية، لأنها قائمة على قاعدة الثقة والود، والقرب والاحترام الخاص، وليست من منطلق الربح والخسارة. نحن حريصون جدا على قيام علاقات بين الطوائف مرتكزة على الطمأنينة والسلام الداخلي، ونؤكد عدم إيماننا بالتحالف أو الطعن من خلف الظهر".

وقال "أريد قول الأمور كما هي وإغلاق الباب أمام التحريض الحاصل، ونجدد الالتزام الاخلاقي بهدف تأسيس البلد والمجتمع، وخلق وطن وبناء دولة. طيلة الفترة الماضية ومنذ الحديث عن الاستحقاق الرئاسي ثمة خصم وليس عدوا كان يعمل على إيقاع الخلاف مع حلفائنا سواء مع أهل السنة، او مع حركة أمل والتيار الوطني الحر".

وتابع:" اخجل ان انقل الكلام الفارغ الذي قيل عن علاقتنا بحركة "امل" والشواهد تثبت عكس ذلك، فالعلاقة بين حركة امل وحزب الله علاقة احترام وحوار وتواصل شبه يومي، وما نتفق عليه نسير به وما نختلف عليه نواصل النقاش فيه، وقد بات التحالف نموذجا في لبنان والمنطقة".
ونفى ان تكون العلاقة بين "حزب الله" و"امل" علاقة تابع ومتبوع".

وعن العلاقة مع "التيار الوطني الحر"، قال:"منذ لحظة توقيع التفاهم مع العماد عون، منذ عشر سنوات حاول الفريق الاخر الايقاع بيننا. وخاطب قواعد التيار الوطني الحر قائلا: "هناك عمل على التشكيك".

وعن الحملة على "حزب الله" منذ اكثر من سنة ونصف السنة قال: "لقد درست قيادة حزب الله خياراتها وتوصلنا الى نتيجة ان هناك مرشحا طبيعيا هو العماد عون وله حيثيات. وبناء عليه وعلى رؤيتنا السياسية ووفاء لمواقف العماد عون وللحيثيات المتوافرة فيه قررنا دعم هذا الترشيح".

واوضح "ان العماد عون لم يطلب منا ترشيحه او التصويت له، بل نحن من بادر باتجاهه".

وتابع: "لم نجامله بل أكدنا له اننا معه وسندعمه بما نستطيع، واكدنا هذا الامر للحلفاء عندما سألونا عن دعمنا لترشيح العماد عون".

وتطرق الى الجلسة الاولى "التي صوتنا فيها بالورقة البيضاء بعد ان اوضح لنا العماد عون انه لم يعلن ترشيحه بعد".

وعن الحوار بين "التيار الوطني الحر" و"تيار المستقبل" قال: "عقدت اجتماعات في باريس وكنا في الجو العام لا في التفاصيل، وأيدنا هذا التواصل وهذا الحوار لأننا نريد انتخاب رئيس جمهورية".

ولفت الى ان "الأمور تعطلت، وقيل ان السعودية وضعت "فيتو" على العماد عون ودخلت القصة في "الكوما".

وشدد على "الثقة بحلفنا ، وهذا ينطبق على كل ما سيجري في المستقبل لجهة الحوار بين أي طائفة وأخرى، لأن المطلوب ان يتفاهم الناس مع بعضهم البعض ولأننا مقتنعون بعدم وجود طائفة قائدة لوحدها".

فرنجية

وعن الاتصالات بين الرئيس سعد الحريري والنائب فرنجية، قال: "الوزير فرنجية حليف قديم وصديق عزيز وبيننا مودة قديمة منذ زمان وزمان ولا أحد مطلوب منه الاقتراب من هذا الموضوع".
وتابع: "سليمان بك فرنجية حليف ونتيجة الثقة بيننا أخبرنا باللقاءات، وقلنا له انتبه بأن يكون هناك من يريد إيقاع الخلاف بينك وبين العماد عون، أو بين حزب الله والعماد عون وهذا يؤدي الى مشكلة، فقال فرنجية لا مشكلة ولنتابع، وصولاً الى لقاء بين الحريري وفرنجية في باريس. وقد سألني فرنجية، إذا كان دعمهم لترشيحي جدياً وما هو موقفكم؟ كان جوابي بالحرف: "هذا الموضوع إذا كان جدياً فهو معطى جديد ويحتاج الى نقاش مع العماد عون. نحن يا بك نثق بك، ولكن نحن نلتزم العماد عون وعلينا أن نناقشه بالأمر".

وتابع: "حصل اللقاء في باريس ولكن الطريقة التي تم بها اللقاء ونشر الخبر قطع الطريق على أي حوار جدي حول الأمر وخلق التباسا مما جعلنا نعمل كطفاية".

وقال: "لا أريد أن أتهم أحدا، ولكن الطريقة بمقاربة هذا الموضوع من باريس كانت لها انعكاس سلبي لدى فريقي 8 و 14 آذار.
وانا لا اصدق التسريبات بل سليمان فرنجية الذي أكد لي أنه لم يعقد اتفاقات في لقائه مع الحريري في باريس حول رئاسة الحكومة وملفات أخرى".

وأضاف:" في ظل هذا المعطى الجديد الذي تمت مقاربته بشكل خاطىء فقد دخل في بازارات الكلام، وصار السؤال اين حزب الله من ترشيح العماد عون؟".

وتساءل:" لماذا تحميل حزب الله مسؤولية عدم وصول سليمان فرنجية الى الرئاسة، اليس هذا ظلم لنا بأننا عقبة في ملف الرئاسة؟ وصار مطلوب منا التوضيح لدى التيار الوطني الحر.كنا حرصاء على وحدة فريقنا ما امكن".

ثم تناول موضوع ترشيح القوات اللبنانية للعماد عون، وقال:" نحن مع اي تفاهم بين اي فئتين لبنانيتين وان يسود السلام بين جميع الطوائف،

نحن لا نبدل ولا نغير موقفنا ورأينا، لذا نحن غير مجبورين ان نعلن كل يوم تجديد موقفنا والتزامنا".

ورأى  "طالما هناك مرشحان (عون وفرنجية)  نرى ربحا سياسيا لفريقنا السياسي، لأن المشهد السياسي يفيد بعدم وجود مرشح لفريق 14 آذار، وان الرئيس المقبل من 8 آذار وهذا يعني ربحا لنا".

وعن موقف "حزب الله" اكد قائلا "لدينا التزام اخلاقي بدعم ترشيح العماد عون، ونحن منذ التزامنا مع العماد عون لم يخطىء معنا، ونحن في حزب الله امام التزام من هذا النوع حتى في ظل ترشيح صديقي ونور عيني، فهل اترك التزامي الاخلاقي مع العماد عون، وهذا يعني ان فرنجية لا يستأهل الرئاسة".

وكرر "نحن نفي بالتزاماتنا ولو على قطع رقابنا، فقط في حالة واحدة ان يعلن العماد عون الانسحاب من ترشيح نفسه، اما غير ذلك فلا مخرج آخر. حزب الله ملتزم اخلاقيا وهو التزام قمنا به بقناعة وايمان".

وخاطب نصرالله مناصري " تيار المردة" ووصفهم بالاحبة وقال: "لو انه قبل سنة ونصف السنة كان الالتزام مع فرنجية لكنا معه".

ودعا الى المزيد من الحوار والتواصل والنقاش وعدم الاستعجال بالرغم من اهمية الامور المحلية والاقليمية. وقال:"علينا ان نسعى جميعا الى تفاهم حقيقي للوصول الى رئيس يحظى باجماع والا يشعر اي فريق بأنه كسر الاخر.نحن لسنا مع الاستعجال والامور تتطور ولكن على قاعدة الحوار الداخلي وليس انتظار الخارج، فالفريق الآخر يهاجم حزب الله لان لا عمل لديه سوى ذلك".

كما طالب باجراء انتخابات بلدية في موعدها "وسنرفض اي تمديد للمجالس البلدية اذا ما حصل".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق