السبت، 30 يناير 2016

داعش يوسّع سيطرته محاولاً ربط عرسال بتدمر

أسرى جبهة النصرة عند داعش
الكاتب: السفير

عدّل تنظيم «داعش» خطوط التماس بينه وبين جبهة «النصرة» في جرود عرسال، إثر الاشتباكات التي اندلعت بين التنظيمين في الأيام الأخيرة، وأسفرت عن مقتل خمسة وأسر ستة من «النصرة» وجرح آخرين، بينهم القيادي جعفر رعد (من القصير)، الذي أصيب إثر استهداف «داعش» أحد مقارّ «النصرة» في وادي الأرنب قرب عرسال مساء أمس.
كما انتزع «داعش» مواقع لـ«النصرة» أبرزها سرج العجرم وخربة الحمام على الحد ما بين وادي حميد وسهل العجرم، الأمر الذي يضع منطقة «الملاهي» في رأس وادي حميد تحت خطر سيطرة «داعش» عليها.
في المقابل، قتلت «النصرة» عدداً من مسلحي «داعش» وبينهم القيادي «أبو ماريا»، كما أسرت سبعة من مسلّحيه بينهم قيادي في التنظيم. وليلاً، هدد «داعش» جبهة «النصرة» بإعدام أسراها الستة لديه وقام بتصفية اثنين منهم، وأنذرها بتوجيه ضربة كبرى اليها عبر السيطرة الكاملة على «الملاهي» إذا لم تطلق سراح أسراه، لا سيما القيادي «الداعشي».
وقد رسم «داعش» خط تماس جديداً يمتد من وادي حميد في الجرد العرسالي المنخفض مروراً بخربة الحمام وسرج العجرم الذي انتزعه من «النصرة»، وصولاً إلى الزمراني ومرتفعاته على حدود جراجير، مع بقاء بعض «الجيوب» للنصرة وسط مخيمات اللاجئين في «الملاهي».
وعلى وقع تغير خطوط التماس والمواجهات في جرودها، تعيش عرسال حالة من القلق وسط سريان شائعات تصل إلى توقع إعلان «داعش» عرسال إمارة إسلامية. ومن الشائعات التي سارع مخاتير عرسال إلى نفيها، تأكيد حصول نزوح أهلي من عرسال إلى مدينة بعلبك ليل أمس. ولكن أحداً لم ينف حالة الخوف التي جعلت شوارع عرسال تعيش شبه منع تجول اختياري.
وترد مصادر أمنية الاشتباكات في جرود عرسال إلى حاجة «داعش» لتأمين ظهره في المنطقة ليرتاح في معارك «مهين» و «القريتين» في البادية السورية. وتقول لـ «السفير» إن «داعش» يخطط لوصل الجرد العرسالي بـ «القريتين» وبالتالي بمحافظة تدمر التي تبعد عنها نحو ثلاثين إلى أربعين كيلومترا.
وإذا نجح «داعش»، تصبح جبهة جرود عرسال مفتوحة على تدمر والرقة كخط واحد، ولكن المصادر نفسها تقلل من احتمال تمكن «داعش» من تحقيق «طموحه» نظراً لتركيز الجيش السوري و «حزب الله» على منع سيطرة التنظيم على طريق حمص – دمشق الدولية الحيوية، وهي بمثابة خط أحمر، بالإضافة إلى تركيز قوتهما في «مهين» ومحاولة انتزاع «القريتين» من «داعش».
أما في المعطيات العسكرية، فتتحكم مرتفعات الزمراني التي كانت «النصرة» قد سيطرت عليها في بداية الاشتباكات بمعظم مفاصل مناطق «النصرة» ومنها وادي الخيل وخربة يونين في جرود عرسال.
وتوسعت رقعة الاشتباكات، أمس، لتشمل معبر الزمراني ووادي الخيل وخربة الحصن وقرنة العويني وضهر اللزابة وجرود جراجير في القلمون و «الملاهي» في رأس وادي حميد لناحية الجرد. وقام الجيش اللبناني بقصف مواقع الطرفين المتنازعين التي تقع تحت سيطرته بالنيران، فيما تبعد مناطق المواجهات ما بين 3 إلى 11 كيلومترا عن مواقع الجيش اللبناني.
***

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق