الأربعاء، 4 مايو 2016

كيري للأسد وحلفائه:1 آب للانتقال السياسي وإلا


أنذرت الولايات المتحدة بشار الأسد وحلفاءه روسيا وإيران بأن المهلة النهائية لبدء الفترة الانتقالية في سوريا هي الأول من آب وإلا فإنه ستكون هناك مقاربة أميركية جديدة لإنهاء الحرب الدائرة في البلاد منذ نحو خمس سنوات، ورأت على لسان وزير خارجيتها جون كيري أن الثوار السوريين لن يتوقفوا عن القتال ما دام الأسد في السلطة.

وقال الوزير الأميركي للصحافيين في وزارة الخارجية الأميركية إن «التاريخ المستهدف للمرحلة الانتقالية هو الأول من آب، فإما أن يحصل شيء في الأشهر القليلة المقبلة أو أنهم يطلبون نهجاً مختلفاً جداً»، حسبما نقل موقع «أي بي سي نيوز» الأميركي الإخباري.

وجاء كلام كيري عقب لقاء في موسكو جمع الموفد الدولي إلى سوريا ستافان دي ميستورا بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.

وانتقد كيري العنف سواء من طرف الأسد أو المعارضة إثر أنباء عن قصف مستشفى في الجانب التابع لنظام الأسد في مدينة حلب، ولكنه حذر الأسد من «عواقب» ستترتب على عدم التزامه بالوقف الجديد لإطلاق النار الجاري النقاش حوله بين واشنطن وموسكو وخصوصاً في حلب بشمال سوريا، والذي يمكن أن يُعلن في الساعات القادمة.

وحيال الانتهاكات المتكررة لهذه الهدنة في الأيام الأخيرة وخصوصاً في مدينة حلب، أشار كيري الى «عواقب أخرى تتم مناقشتها، لكن المستقبل هو الذي سيحددها».

وأضاف كيري العائد من جنيف حيث حاول إنقاذ اتفاق وقف الأعمال القتالية في سوريا الذي بدأ تنفيذه نظرياً في 27 شباط لكنه بات مهدداً في شكل خطير، «لا أعتقد أن روسيا تريد ذلك. لا أعتقد أن (نظام) الأسد يمكنه الإفادة من ذلك».

وتابع الوزير الأميركي «حالياً نبذل جهوداً حثيثة في محاولة لتنفيذ هذا الأمر (وقف إطلاق النار) بهدف حماية حلب»، في إشارة الى مشروع الهدنة الجديدة الذي يتم التفاوض في شأنه حالياً بين واشنطن وموسكو.

وصرح كيري للصحافيين في مقر وزارة الخارجية الأميركية «في حال لم يلتزم الأسد بذلك فستكون هناك بشكل واضح عواقب يمكن أن تكون إحداها الانهيار الكامل لوقف إطلاق النار و(العودة الى) الحرب» في سوريا. وحذر كيري الأسد من اعتقاده أنه سيستولي على حلب، وتوجه إليه قائلاً: «في هذه الحال فلن تنتهي الحرب»، وأضاف أنه «ما دام الأسد هناك فإن الثوار لن يتوقفوا عن القتال».

واعتبر كيري أن النزاع في سوريا بات «خارجاً عن السيطرة». وقال «سنحاول في الساعات المقبلة معرفة ما إذا كان من الممكن التوصل إلى اتفاق، ليس فقط لإعادة العمل باتفاق وقف الأعمال القتالية، بل للتوصل إلى مسار نستطيع اعتماده» لكي لا تكون النتيجة وقفاً لإطلاق النار ليوم أو يومين.

وأوضح كيري أن «فريقينا (الأميركي والروسي) سيحاولان إنهاء ما عملنا عليه في الساعات الـ48 الأخيرة بهدف محاولة إحياء وقف كامل» للأعمال القتالية.

وبعدما اتهمت واشنطن بأنها استثنت حلب من المحادثات حول وقف إطلاق النار، كرر الوزير الأميركي أن الولايات المتحدة «تعمل خصوصاً على أحياء (الهدنة) في حلب». وأكد كيري الذي تدعم إدارته المعارضة السورية أن في حوزته «اتفاقاً« في شأن حلب مع نظيره الروسي الذي تدعم بلاده النظام السوري.

وأشاد دي ميستورا الذي التقى أمس وزير الخارجية الأميركي بالهدنة التي رعتها موسكو وواشنطن في 22 نيسان الماضي وخرقت مراراً منذ إعلانها، ووصفها بأنها «إنجاز ملحوظ»، داعياً في الوقت ذاته القوتين العظميين لأن تقدما «لنا جميعاً المساعدة لضمان عودة هذه العملية الى مسارها».

وكان دي ميستورا أعلن الاثنين إثر لقائه كيري في جنيف أنه «يجري الإعداد لآلية أفضل لمراقبة وقف إطلاق النار».

وفي وقت سابق الثلاثاء، أعرب وزير الخارجية الروسي إثر اجتماعه مع دي ميستورا في موسكو، عن أمله بإعلان وقف للأعمال القتالية في مدينة حلب.

وبعد أيام على الغارات الجوية التي نفذها نظام الأسد على مستشفى القدس في مدينة حلب وأدت الى مقتل 30 شخصاً على الأقل، تبنى مجلس الأمن بالإجماع قراراً يدين بشدة استهداف المرافق الصحية واصفاً ذلك بأنه جريمة حرب، فيما تعقد فرنسا وألمانيا والأمم المتحدة والمعارضة السورية في برلين اليوم اجتماعاً يتناول التطورات الأخيرة في سوريا.

ووصف السفير الفرنسي في الأمم المتحدة فرانسوا ديلاتر قرار مجلس الأمن بأنه «مهم» ويبعث برسالة قوية مغزاها أنه «لن تكون هناك حصانة لمرتكبي الهجمات ضد المنشآت الطبية والعاملين الطبيين».

وأكد السفير البريطاني ماثيو ريكروفت أن القانون «يسلط الضوء» على زيادة الهجمات ويذكر بأن المستشفيات وعربات الإسعاف والعاملين الطبيين لا يجب أن يكونوا أهدافاً أثناء الحرب.

ويُعد هذا أول قرار في تاريخ المجلس يتحدث تحديداً عن ضرورة حماية المرافق الطبية في مناطق النزاع.

وطبقاً لمنظمة «أطباء بلا حدود» فقد وقع 94 هجوماً في سوريا ضد مستشفيات وعيادات تدعمها المنظمة.

ودعا القرار «جميع أطراف النزاعات المسلحة الى الالتزام الكامل بواجباتها بموجب القانون الدولي(..) لضمان احترام وحماية جميع العاملين الطبيين والإنسانيين الذين يؤدون حصرياً واجبات طبية، وكذلك وسائل تنقلهم ومعداتهم، إضافة الى احترام وحماية المستشفيات وغيرها من المرافق الطبية».

وصرح الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمام المجلس «يجب أن تتوقف هذه الهجمات(..) عندما تصيب الضربات التي تسمى جراحية أقساماً جراحية، فإن شيئاً خاطئاً قد حدث».

وصاغت القرار خمس دول ليست أعضاء دائمة في المجلس هي مصر واليابان وإسبانيا ونيوزيلاندا والأورغواي.

ويأتي القرار فيما ذكرت وسائل إعلام تابعة للنظام أن نيران المقاتلين استهدفت مستشفى في منطقة تسيطر عليها قوات النظام في مدينة حلب، ما أدى الى مقتل ثلاث نساء وإصابة 17 شخصاً آخرين أمس، لكن نشطاء في المنطقة شككوا برواية النظام وأوضحوا أن القصف جاء من اتجاه تمركز تابع لقوات الأسد.

ودعت فرنسا وبريطانيا الى عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي لبحث الوضع في مدينة حلب بحسب ما أفاد سفيرا البلدين أمس.

ووصف السفير الفرنسي حلب بأنها «مركز لمقاومة» الأسد، مؤكداً أن المدينة «الشهيدة تتعرض لقصف مستمر منذ 2012». وقال السفير البريطاني إن «حلب تحترق، ومن المهم أن نركز اهتمامنا على هذه القضية التي تُعد أولوية رئيسية». ويتوقع أن يُعقد الاجتماع خلال الأيام المقبلة.

وقال البيت الأبيض أمس إن الولايات المتحدة تشعر بالقلق إزاء استمرار تصاعد العنف داخل وحول حلب في سوريا وتبذل جهوداً كبيرة من خلال القنوات الديبلوماسية من أجل دفع الطرفين للعودة للالتزام باتفاق وقف الاقتتال. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست إن الحكومة والمعارضة المسلحة في سوريا ساهما في تدهور الوضع الأمني حول حلب، وإن واشنطن ستعود إليهما «وتحثهما على الالتزام بتعهداتهما السابقة» بوقف الاقتتال.
(أ ف ب، رويترز، «المستقبل»)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق