مصدر: خاص-"النهار"
ما إن غرّد النائب سليمان فرنجية أنه "إذا اتفق (الرئيس) سعد الحريري مع (النائب ميشال) عون وسمّاه لرئاسة الجمهورية، سيحصد نفس النتيجة حين سمّى الرئيس أمين الجميّل عون رئيساً للحكومة عام 1988". للوهلة الاولى أي متابع لحركة فرنجية يعلم انه لن يتخلى بسهولة عن حلم الرئاسة الذي يدغدغ أي سياسي ماروني، فكيف إذا كان حفيد رئيس جمهورية سابق، اي إنه ذاق "الطعم" في السابق ولا يرفض تكرار ذلك مجدداً وبأي ثمن. وتكشف هذه التغريدة أن لا عودة الى الود بين فرنجية وعون حتى إشعار آخر، وأن الحريري أفهم مرشحه أنه تخلى عنه بهدف تحريك الملف الرئاسي مجدداً. لكن السؤال الذي يطرح نفسه: ماذا قصد فرنجية بهذه التغريدة؟
نتيجة قرار الجميل
معلومةٌ الظروف التي دفعت الرئيس الجميل إلى تعيين عون رئيساً لحكومة انتقالية انذاك مهمتها انتخاب رئيس للجمهورية، الا أن الشغور الذي تبع، وهو الأطول، جلب المصائب على لبنان ورفع منسوب الاقتتال على الجبهات وفي الداخل المسيحي. وسعى الجميل حتى اللحظة الأخيرة إلى التمديد لنفسه، لكن المعوق الاقوى أمام هذا الطموح كان تقارب عون وقائد "القوات اللبنانية" سمير جعجع ورفضهما غير المعلن لذلك. وعندما فشل، سلّم السلطة الى عون لعلمه اليقين أن ذلك سيؤدي الى صدام قريب بين الرجلين الطامحين الى الرئاسة. وهذا ما حصل فعلاً في 14 شباط 1989 فاشتعلت الجبهات بين الجيش و"القوات" لتعود وتهدأ بعدما ذهب ضحيتها عشرات الضحايا، وعاد الاشتباك وتكرر في نهاية كانون الثاني من العام 1990 خلال ما سمي بـ "حرب الإلغاء" التي ذهب ضحيتها 1000 ضحية وخلّفت دماراً كبيراً. الا ان الجميل لم يسلم ايضاً من القرار الذي اتخذه بتسليم السلطة لعون، فقرر جعجع نفيه الى الخارج وعون لم يحاول منع ذلك أو صده.
عون يوازي الفوضى
فهل قصد فرنجية أن الرئيس الحريري اليوم هو الرئيس الجميل سابقاً، وانه يريد من ايصال عون الى الرئاسة قلب الطاولة على الجميع بمن فيهم جعجع وادخال البلاد في سجالات كبيرة تؤدي الى فرض واقع جديد بالقوة؟ ام إن فرنجية اراد القول اذا وصل عون الى السلطة لن يحترم أي اتفاق سابق وسيسعى الى فرض رأيه بالقوة، كما فعل في السابق مع "القوات" وعمل على الغائها بهدف تسهيل وصوله الى الرئاسة. لكن، في الحالتين، سيكون عون مشكلة لمن رشحه ودعمه ولمن رفض ذلك طبعاً. وحاول فرنجية أن يحذر الحريري من أخطار قراره وحمّله تبعات هذا القرار. ولعل القراءة الثانية، وهي الاقرب الى الواقع، والتي يتخوف منها رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يسعى قبل وصول عون الى الرئاسة الحصول على ضمانات في شأن الحكومة والحقائب الوزارية وقانون الانتخاب تخوفاً من استئثاره بالسلطة، كما فعل سابقاً.
حتى اللحظة لم يحسم ملف الرئاسة على رغم أن تغريدة فرنجية جاءت بهدف محاولة قطع الطريق على عون ، غير أن اقتراب الجنرال من قصر بعبدا يوازي بعده عنه، وخريطة الطريق الرئاسية ستبقى ضبابية المعالم الى حين انتهاء سعد الحريري من مشاوراته مع القيادات وإعلان موقفه النهائي من وصول عون الى الرئاسة من عدمه.
ما إن غرّد النائب سليمان فرنجية أنه "إذا اتفق (الرئيس) سعد الحريري مع (النائب ميشال) عون وسمّاه لرئاسة الجمهورية، سيحصد نفس النتيجة حين سمّى الرئيس أمين الجميّل عون رئيساً للحكومة عام 1988". للوهلة الاولى أي متابع لحركة فرنجية يعلم انه لن يتخلى بسهولة عن حلم الرئاسة الذي يدغدغ أي سياسي ماروني، فكيف إذا كان حفيد رئيس جمهورية سابق، اي إنه ذاق "الطعم" في السابق ولا يرفض تكرار ذلك مجدداً وبأي ثمن. وتكشف هذه التغريدة أن لا عودة الى الود بين فرنجية وعون حتى إشعار آخر، وأن الحريري أفهم مرشحه أنه تخلى عنه بهدف تحريك الملف الرئاسي مجدداً. لكن السؤال الذي يطرح نفسه: ماذا قصد فرنجية بهذه التغريدة؟
نتيجة قرار الجميل
معلومةٌ الظروف التي دفعت الرئيس الجميل إلى تعيين عون رئيساً لحكومة انتقالية انذاك مهمتها انتخاب رئيس للجمهورية، الا أن الشغور الذي تبع، وهو الأطول، جلب المصائب على لبنان ورفع منسوب الاقتتال على الجبهات وفي الداخل المسيحي. وسعى الجميل حتى اللحظة الأخيرة إلى التمديد لنفسه، لكن المعوق الاقوى أمام هذا الطموح كان تقارب عون وقائد "القوات اللبنانية" سمير جعجع ورفضهما غير المعلن لذلك. وعندما فشل، سلّم السلطة الى عون لعلمه اليقين أن ذلك سيؤدي الى صدام قريب بين الرجلين الطامحين الى الرئاسة. وهذا ما حصل فعلاً في 14 شباط 1989 فاشتعلت الجبهات بين الجيش و"القوات" لتعود وتهدأ بعدما ذهب ضحيتها عشرات الضحايا، وعاد الاشتباك وتكرر في نهاية كانون الثاني من العام 1990 خلال ما سمي بـ "حرب الإلغاء" التي ذهب ضحيتها 1000 ضحية وخلّفت دماراً كبيراً. الا ان الجميل لم يسلم ايضاً من القرار الذي اتخذه بتسليم السلطة لعون، فقرر جعجع نفيه الى الخارج وعون لم يحاول منع ذلك أو صده.
عون يوازي الفوضى
فهل قصد فرنجية أن الرئيس الحريري اليوم هو الرئيس الجميل سابقاً، وانه يريد من ايصال عون الى الرئاسة قلب الطاولة على الجميع بمن فيهم جعجع وادخال البلاد في سجالات كبيرة تؤدي الى فرض واقع جديد بالقوة؟ ام إن فرنجية اراد القول اذا وصل عون الى السلطة لن يحترم أي اتفاق سابق وسيسعى الى فرض رأيه بالقوة، كما فعل في السابق مع "القوات" وعمل على الغائها بهدف تسهيل وصوله الى الرئاسة. لكن، في الحالتين، سيكون عون مشكلة لمن رشحه ودعمه ولمن رفض ذلك طبعاً. وحاول فرنجية أن يحذر الحريري من أخطار قراره وحمّله تبعات هذا القرار. ولعل القراءة الثانية، وهي الاقرب الى الواقع، والتي يتخوف منها رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يسعى قبل وصول عون الى الرئاسة الحصول على ضمانات في شأن الحكومة والحقائب الوزارية وقانون الانتخاب تخوفاً من استئثاره بالسلطة، كما فعل سابقاً.
حتى اللحظة لم يحسم ملف الرئاسة على رغم أن تغريدة فرنجية جاءت بهدف محاولة قطع الطريق على عون ، غير أن اقتراب الجنرال من قصر بعبدا يوازي بعده عنه، وخريطة الطريق الرئاسية ستبقى ضبابية المعالم الى حين انتهاء سعد الحريري من مشاوراته مع القيادات وإعلان موقفه النهائي من وصول عون الى الرئاسة من عدمه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق