بي بي سي ـ
قالت إيران إن المهاجمين الذين قتلوا 12 شخصا على الأقل في هجومين داخل العاصمة الإيرانية طهران إيرانيون جندهم تنظيم الدولة الإسلامية.
وكان مسلحون بينهم انتحاريون هاجموا صباح الاربعاء مبنى مجلس الشورى الإيراني (البرلمان) وضريح مؤسس الجمهورية الاسلامية، آية الله الخميني.
وقال مسؤولون إيرانيون إن القوات الأمنية قتلت المهاجمين الخمسة، كما اعتقلت خمسة أشخاص آخرين يعتقد أنهم كانوا يخططون لهجوم ثالث .
وقال نائب رئيس مجلس الأمن القومي الإيراني، رضا سيف الله، في مقابلة مع التلفزيون الإيراني الرسمي "بالنسبة لهوية المهاجمين أقول إنهم من مناطق إيرانية وانضموا إلى داعش".
وقد أعلن تنظيم الدولة الاسلامية في وقت سابق مسؤوليته عن الهجومين في طهران، وحذر من هجمات أخرى ستستهدف الغالبية الشيعية في إيران.
إتهام السعودية وأمريكا
وقد اتهم الحرس الثوري الإيراني المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة بالضلوع في الهجومين.
وقال بيان للحرس الثوري "حدث هذا الهجوم الإرهابي بعد أسبوع فقط من اجتماع الرئيس الأمريكي والقادة الرجعيين الذين يدعمون الإرهاب. وحقيقة أن تنظيم الدولة الإسلامية قد أعلن مسؤوليته تثبت أنهم ضالعون في هذا الهجوم الوحشي".
وقد نفت السعودية وجود أي صلة لها بالهجوم.
وقال وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، في تصريح للصحفيين في برلين بألمانيا إنه لا يوجد دليل على أن سعوديين مسؤولون عن هجومي طهران، مضيفا أنه لا يعلم من المسؤول.
ونددت وزارة الخارجية الأمريكية بالهجوم قائلة "سفالة الإرهاب لا مكان لها في العالم المتحضر الأمن".
وعبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تعاطفه مع الضحايا الـ 12 الذين قضوا في الهجومين، لكنه نبه إلى أن "الدول التي تدعم الإرهاب تجازف بالوقوع ضحية للشر الذي روجت له".
وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن رسالة إيران كانت أن "الإرهاب مشكلة عالمية"، ودعا إلى "مزيد من الوحدة" وإلى "تعاون إقليمي وعالمي"لمكافحة خطر الإرهاب المطرد.
وقال القائد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران، آية الله علي خامنئي، إن مثل هذه الهجمات، التي وصفها بـ "الألعاب النارية" لن يكون لها أي تأثير على بلاده.
وتأتي الاتهامات الجديدة بعد أسابيع من تصاعد التوتر والانتقادات الحادة المتبادلة بين السعودية وإيران.
وسبق أن انتقد الامير محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودية ووزير الدفاع فيها مطلع شهر مايو/أيار بشدة إيران، مؤكدا على أنه سيحمي بلاده مما وصفها بمساعي إيران للهيمنة على العالم الإسلامي.
وشدد على القول في مقابلة تلفزيونية "لن ننتظر حتى تكون المعركة في السعودية بل سوف نعمل لكي تكون المعركة لديهم في إيران".
واتهم وزير الخارجية الإيراني من سماهم "الطغاة الذين يرعون الإرهاب" في الشرق الأوسط بالوقوف وراء الهجومين في بلاده.
وقال في تغريدة نشرها على موقع تويتر بالانجليزية "يهدد الطغاة رعاة الارهاب بنقل القتال إلى بلادنا، وقد هاجم وكلاؤهم أكثر ما يكرهه أسيادهم: مقعد الديمقراطية"، في إشارة إلى البرلمان الإيراني.
كيف وقع الهجومين
اقتحم مسلحون ببنادق كلاشينكوف مبنى مجلس الشورى الإيراني صباح الاربعاء، واظهرت صور من الموقع القوات الأمنية وهي تطوق المبنى، وأفادت تقارير بسماع أصوات اطلاق نار كثيف في المبنى.
ونفت السلطات الإيرانية قيام المسلحين باحتجاز رهائن داخل مبنى مجلس الشورى.
ونقلت وكالة تسنيم شبه الرسمية للأنباء عن محمد حسين ذو الفقاري، نائب وزير الداخلية قوله إن المهاجمين دخلوا إلى المبنى متنكرين بملابس نسائية عبر بوابته الرئيسية العامة، وإن أحدهم فجر سترة ناسفة داخل المبنى.
بعد فترة قصيرة من مهاجمة البرلمان هاجم انتحاريان ضريح الخميني، قائد الثورة الإسلامية عام 1979 ومؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، الذي يقع على بعد 19 كم تقريبا عن مبنى البرلمان.
واشارت تقارير الى أن امرأة هي من فجرت نفسها قرب الضريح.
وقال مدير الضريح محمد أنصاري لوكالة أنباء الطلبة (اسنا) إن "إنتحاريين دخلا المرقد من الجانب الجنوبي وشرعا في إطلاق النار بصورة عشوائية ما أسفر عن مقتل شخص وجرح ثلاثة آخرين. وبدأت قوات أمنية في التعامل على الفور مع المهاجمين وقتلت أحدهما فيما فجر الثاني نفسه. وكان بحوزة الانتحاريين كمية كبيرة من المتفجرات والعبوات اليدوية الناسفة".
ونقلت الاذاعة الإيرانية الرسمية عن إدارة الطوارئ تأكيدها مقتل 12 شخصا على الأقل وإصابة 43 شخصا في الهجومين.
وقال مسؤولون إيرانيون إن القوات الأمنية قتلت المهاجمين الخمسة.
وقالت وزارة الاستخبارات الإيرانية إنها أحبطت هجوما ثالثا، بواسطة "جماعة إرهابية"،لم تذكر اسمها، مشيرة إلى اعتقالها خمسة من المشتبه بتخطيطهم للهجوم.
وادعى تنظيم الدولة الإسلامية أنه وراء الهجومين. وبث مقطع مصور مدته 24 ثانية على إحدى وسائله الدعائية يظهر أحد المهاجمين وهو يطلق النار مرتين على شخص طريح الأرض داخل البرلمان. ولم يتسنى لبي بي سي التأكد من مصدر مستقل من صحة الفيديو.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق