الأربعاء، 19 يوليو 2017

توضيح من الدكتورة صفية انطون سعادة مؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي

التعميم الذي أرسلته إلى بعض الأصدقاء الأحد الماضي 9 تموز 2017 لم يكن الا علم وخبر لما حدث خلال الإحتفال بمناسبة استشهاد والدي في الثامن من تموز 1949. 
لكن بعض ردود الفعل والاتهامات تستوجب التوضيح خاصة في موضوعين أساسيين: أولهما الهوية القومية ، وثانيهما التوريث السياسي.
1 . هويتي القومية:
للدلالة على هويتي القومية أودّ سرد ما حدث معي إبان محاولة الإنقلاب الفاشلة التي قام بها الحزب السوري القومي الإجتماعي في الْيَوْمَ الأخير من عام 1961.
كنت في الثامنة عشر من عمري ادرس في الجامعة الأميركيةفي بيروت، وقد حصلت فيها على منحة لأن الحزب لم يكن وارد دفع نفقاتي الجامعية. ولقد سردت وقئع ما حدث لي في مقال عنونته: "حالة طوارىء" ( صدر في جريدة البناء في 20 آذار 2010 الصفحة الثامنة ). 
صباح ليلة رأس السنة غادرت منزلي باكراً الى بيت الطلبة حيث كان علينا نحن القوميون توضيب بعض الهدايا لمناسبة رأس السنة، وكان الحزب قد قرر اجراء احتفال كبير في كازينو لبنان. وما ان وصلت حتى دخل جنود بلباسهم العسكري وأخذوني كما الرفقاء الى السجن. لم نكن نعلم حينها ان الحزب قد قام بإنقلاب فاشل.
بعد مكوثي لثلاثة أسابيع في ثكنة المير بشير ، بدأ التحقيق معنا نحن السيدات الموقوفات.وكان المحقق يبدأ بالسؤال عن الإسم والعمر والسنة التياقسمت فيها الرفيقة اليمين القومية. حين وصل دوري وعلم المحقق من هو والدي لم يسألني سؤالا واحدا بل توجه الى الكاتب قائلاً:
" سجل : هذه قومية من بطن أمها."
هذا يعني ان انتمائي لا يحتاج الى فحص دمويا الى يوم قسم محدد ، بل هو قدري منذ الولادة، وهذا الوضع لا يتطبق على بقية الرفقاء والرفيقات.
ث2-التوريث السياسي:
وهذا الموضوع مرتبط أساسا بالموضوع الأول.
كل واحد يرث أهله ماديا ومعنويا. والإرث المعنوي أمانة في اعناق الأولاد وأولاد الأولاد الى ما لا نهاية. هذا حق مكتسب يعترف به القانون على الصعيد العالمي، لذلك يحق لأبناء اللايدي ديانا إقامة دعوى ضد اَي كاتب ينشر معلومات مغلوطة عن والدتهم، وكذلك يحق لجورج بوش الإبن الاتكال على إرث والده كرئيس جمهورية سابق للولايات المتحدة الأميركية ، ليصل الى سدة الرئاسة هو أيضاً، وكذلك الأمر بالنسبة لهيلاري كلنتون التي خاضتالإنتخابات الرئاسية متكئة على إرث زوجها إبان رئاسته.
ان الإرث السياسي ظاهرة موجودة في المجتمعات الديمقراطية كما في المجتمعات الأوتوقراطية وغالباً ما تترافق مسألة التوريث السياس في المجتمعات المتحضرة مع الكفاءة لذلك الإر العائلي ينتقل الى الأبناء والبنات ليس فقط في المجال السياسي بل في مجالات اخرى كالطباشير المحاماة أو الهندسة الخ.
الغريب في الامر انه ما ان عدت من الولايات المتحدة الأميركية وقد حزت شهادة الدكتوراه من جامعة هارفارد عام 1974 حتى شنت حملة إقصاء ضدي متعمدة ، بذريعة انه لا يحق لي ان أتبوأ منصباً سياسيا في الحزب السوري القومي الإجتماعي ، والسبب الذي جاهر به العديد من المسؤؤلين آنذاك وبعضهم لا يزال في مواقعه الحزبية ، انه كوني ابنة الزعيم انطون سعادة ممنوعة من التواجد في مراكز القرار. سألت ماذا عن الكفاءة ؟ فكان الجواب : لاتهمنا كفاءتك! هذاحزب شعار مؤسسه: " المجتمع معرفة ، والمعرفة قوة."
لكن الحقيقة هي ان التوريث السياسي كان يجري على قدم وساق ضمن الحزب السوري القومي الإجتماعي وخارجه أيضاً. ففي الحزب عائلتان أورثتا منصبيهما آلو ولديهما،ولَم يصدر اَي لغط أو استنكار بصددهما من قبل القوميين الذين كانوا يرفضون التعامل معي كوريثة لوالدي.
هذا يقودني الى الاستنتاج ان إقصائي والعادي وتأليب القوميين ضدي كان، ولا يزال هدفه الأوحد منعي من تبوء مركزي الطبيعي كوريثة لوالدي بالاضافة الى كفاءتي العلمية التي تفوق ما حصله المسؤؤلين في الحزب من علم ومعرفة منذ استشهاد والدي وحتى الْيَوْمَ.
ودمتم للحق
الدكتورة صفية أنطون سعادة 
**
مع تحيات مفوضية سيدني المستقلة 
موسى مرعي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق