النهار ـ
بعد كشف وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق عن مخطط التفجير الذي كان يخطط على متن رحلة تابعة لطيران الاتحاد الإماراتي كانت متوجّهة من سيدني إلى أبو ظبي، من خلال قنبلة موضوعة داخل دمية "باربي" كبيرة، وذلك نتيجة اعترافات الموقوف عامر خياط، ذكرت صحيفة "دايلي مايل-اوستراليا" أن شقيقه "طارق خياط قام بتأمين اتصال شقيقَيه في سيدني بشخصية خطيرة في تنظيم "الدولة الإسلامية" ملقّبة بـ"المراقِب" في نيسان الماضي، والذي قام بتزويدهما بالتعليمات حول كيفية صنع القنبلة".
وقد أشارت الشرطة الاوسترالية إلى أنه "جرى نقل المكوّنات التي صُنِعت منها القنبلة من تركيا إلى اوستراليا في الجو ثم تجميعها في سيدني".
ونقلت الصحيفة عن الخبير في الإرهاب في جامعة ديكين، غريغ بارتون، أن المادة الأساسية المستخدَمة في القنبلة قد تكون الأسيتون بيروكسيد أو TATP. وهي المادة نفسها التي استُعمِلت في تفجير ملعب مانشستر في أيار وهجمات باريس عام 2015، ومع أنها مادة غير مستقرة، يمكن أن تكون ذات قوة كبيرة عند وضعها في وعاء مضغوط.
بعد فشل مخطط تفجير القنبلة، طلب "المراقب" كما يبدو من الإرهابيين صنع "جهاز مرتجل لنشر المواد الكيميائية". ويُزعَم أن خطتهم الجديدة كانت تقضي بإطلاق غاز كبريتيد الهيدروجين في مطار سيدني وفي وسائل النقل العام في الوقت نفسه.
وشدّدت الشرطة على أن المتآمرين "كانوا على بعد خطوات قليلة من امتلاك جهاز ينشر مواد كيميائية".
غير أن مصدراً صرّح لـ"دايلي مايل أوستراليا" أن القبض على الإخوة خياط كان مجرد ضربة حظ قبل المحاولة الثانية المزعومة التي كانت "وشيكة جداً" – وذلك قبل أيام أو حتى ساعات من حدوثها. وأضاف المصدر: "بحسب معلوماتنا، لو عادوا إلى المطار، لكانوا فجّروا القنبلة في أرض المطار في حال لم يتمكّنوا من الصعود بها على متن الطائرة".
وأشار المصدر إلى أن السماح للإرهابيين بالعودة عبر أبواب المطار الأكثر ازدحاماً في البلاد لم يكن خياراً وارداً، مضيفاً: "طُلِب منا التحرك في حال رأيناهم يدخلون المطار". وتابع المصدر أن السلطات تعاملت مع المعلومة بجدّية، وهذه العملية كانت الأخطر بين العمليات التي نفّذوها نظراً إلى حجم المخطط.
وكان قد زُعِم في وقت سابق اليوم أن القنبلة كانت مخبأة داخل آلة لطحن اللحوم، إنما لم يتمكّن الراكبان من إصعادها على متن الرحلة "إي واي 451" التابعة لطيران الاتحاد والمتوجهة من سيدني إلى أبو ظبي، لأن وزنها كان ثقيلاً جداً.
وقد وُجِّهت التهمة إلى رجلَين من عائلة خياط إبان تنفيذ مداهمات بحثاً عن إرهابيين في سيدني. يبدو أن مدبّري الهجوم، وبينهم ثلاثة أشقاء أوستراليين من أصل لبناني، كانوا يخططون لإدخال القنبلة خلسة إلى الطائرة في حقيبة شقيقهم الرابع الذي لم كان غافلاً عن الأمر.
وقد وُجِّهت التهمة إلى خالد خياط، 49 عاماً، ومحمود خياط، 32 عاماً، عقب مداهمات في سيدني في 29 تموز الماضي، وجرى الإفراج عن شخصَين آخرين. وكشف المشنوق ان السلطات اللبنانية هي من زوّدت السلطات
وكان المشنوق أكد أنه وفي إنجاز نوعي جديد للقوى الأمنية اللبنانية أحبطت عملية انتحارية لطائرة قادمة من سيدني الأوسترالية الى ابو ظبي على متنها 120 لبنانياً من أصل 400 راكب، كان سينفذها الانتحاري عامر الخياط، بعد تحريض من أخيه طارق الموجود في الرقة.
وفي تفاصيل العملية فقد اكد المشنوق ان المتابعة بدأت منذ نحو سنة بعد أن انتقل طارق الخياط الى مدينة الرقة في سوريا، وتمركز هناك على اعتباره احد قيادي تنظيم "داعش"، ومنذ ذلك الحين دخل أشقاءه الموجودين في اوستراليا تحت المراقبة، وقد تم توقيف عامر في 15 تموز بعد قدومه الى لبنان بينما خالد ومحمود بقيا في اوستراليا، وبعد المراقبة الدقيقة تبين أن هناك اتصالات بين الاشقاء الاربعة.
وبعد التحقيق اعترف عامر بأنه كان ينوي القيام بعملية ارهابية على متن طائرة قادمة من اوستراليا الى ابو ظبي، حيث تمت تعبئة لعبة "باربي" بالمتفجرات كذلك ماكينة للحوم، وقد كان مقرراً انه بعد انطلاق الطائرة بعشرين دقيقة تفجيرها، ولكن لم يتمكن المنفذ من ادخال المتفجرات بعد ان تبين ان هناك 7 كيلوغرامات وزن زائد. وبعد التنسيق بين السلطات اللبنانية والاوسترالية اعلن عن توقيف خالد ومحمود في سيدني لقيامهم بعمل ارهابي.
واشار المشنوق الى انه "لولا التنسيق الأمني بين اوستراليا ولبنان لكانت العملية قد تمت بسهولة بعد فشلها من طريق المصادفة، ونتيجة المتابعة تبينت الصلة من خلال الاتصال بين الاشقاء في سيدني وشقيقهم في الرقة"،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق