ماهر الخطيب - خاص النشرة ـ
لا تزال بلدة مزيارة في قضاء زغرتا تعيش على وقع الصدمة التي خلفتها الجريمة التي ذهبت ضحيتها الشابة ريا الشدياق، بعد اغتصابها من قبل الناطور باسل حمودي، بالرغم من العناية التي قدمتها العائلة له على مدى سنوات، الأمر الذي دفع الأهالي إلى المطالبة بطرد السوريين من البلدة كون المجرم يحمل الجنسية السورية.
أفاد الطبيبان الشرعيان المكلّفان بالكشف على الجثة، بوجود آثار كدمات وعلامات خنق على جسد الضحيّة، إضافةً إلى حصول اعتداء جنسي عليها، لكن على الرغم من هول الجريمة لم يغادر القاتل البلدة مباشرة بل بقي فيها لمراقبة التطورات لا بل هو لم يغادر الفيلا حتى، بحسب ما تؤكد مصادر "النشرة"، وهو اعترف، خلال التحقيق معه، أنه دخل فيلا العائلة، قبل يوم من وقوع الجريمة، بهدف السرقة لكنه لم يجد أموالاً نقدية، وفي اليوم التالي دخل الفيلا مرة ثانية، بعد أن حضرت المغدورة لتبيت بمفردها، وبعد أن أقدم على تقييدها طلب منها المال الذي لم يكن موجوداً لديها، فعرضت عليه مجوهراتها وسيارتها، لكنه رفض، وأقدم بعد ذلك على الإعتداء الجنسي عليها ومن ثم قتلها.
على اثر ذلك، علت الصرخة في البلدة ومحيطها للمطالبة بطرد النازحين السوريين والعمال السوريين منها، الأمر الذي دفع المجلس البلدي في مزيارة إلى عقد إجتماع برئاسة رئيسه مارون دينا، الذي هو خال المغدورة أيضاً، تقرر بموجبه الطلب من كافة الكفلاء للعمال الأجانب التوجه الى البلدية والتصريح عنهم وعن مكان عملهم، والطلب من أبناء البلدة عدم توظيف أي أجنبي دون أوراق ثبوتية وكفالة قانونية، ومنع المالكين في نطاق البلدية من تأجير أي أجنبي تحت طائلة مراجعة القضاء المختص على أن يؤمن الكفيل اقامة شخصية للعامل كما يحدد القانون، في حين سمح لكافة ورش البناء باستقدام عمال أجانب على أن يكون دوام العمل من السابعة صباحاً حتى الرابعة بعد الظهر، ومن ثم يعودون إلى مكان اقامتهم خارج مزيارة تحت طائلة المسؤولية.
في هذا السياق يوضح رئيس البلدية، في حديث لـ"النشرة"، أن ما تطالب به البلدية هو تطبيق القوانين فقط، بالرغم من أن مطالب أهالي مزيارة أكبر من ذلك، لافتاً إلى أن القضية ليست موجهة ضد السوريين فقط بل أن الأهالي يطالبون بالتنظيم، ويضيف: "نحن نقف إلى جانبهم وفي نهاية المطاف نحن من أهل مزيارة أيضاً".
وفي حين يؤكد دينا أن حالة الفلتان موجودة في كل لبنان، يشير إلى أن ما تطالب به البلدية هو أعلى سقف قانوني، ويشير إلى مغادرة أغلب السوريين البلدة.
من جهة ثانية، عقد، مساء أمس، في مكتب قائمقام زغرتا إيمان الرافعي اجتماع للخلية الأمنية ضم رئيس بلدية مزيارة ونائبه بيارو دعبول، رئيس مكتب مخابرات الجيش في زغرتا العقيد الركن طوني انطون، رئيس مكتب أمن الدولة في زغرتا المقدم إسكندر يونس، رئيس مكتب معلومات زغرتا النقيب جورج رزق، ممثل أمن عام زغرتا النقيب ادوار يمين، آمر فصيلة درك زغرتا بالتكليف الملازم اول بلال ابراهيم والمنسق الميداني مع المنظمات التي تعنى بشؤون النازحين ندى مولوي، جرى خلال اللقاء عرض شامل لتداعيات مقتل الشابة ريا الشدياق.
وعلمت "النشرة" من مصادر مشاركة في هذا الإجتماع أن الهدف هو حصر أي إجراء أو تدبير من المفترض أن يتخذ بالأجهزة الرسمية، كي لا يكون هناك أي ردات فعل على الجريمة، لافتة إلى أن الإجراءات المشددة التي يتم الحديث عنها على مستوى الإقامة والكفالات هي تحت سقف القانون.
وتوضح هذه المصادر أن السوريين هم الذين قرروا مغادرة البلدة خوفا من أي ردة فعل عليهم، مشيرة إلى أن الأمور هدأت بعض الشيء في الوقت الراهن، وتضيف: "جميع العائلات التي غادرت نجحت في تأمين مأوى خارج مزيارة".
على صعيد متصل، أفادت مصادر "النشرة" أن الرافعي استقبلت، ظهر اليوم، مسؤولة أممية لعرض ملف النازحين السوريين بشكل عام، وتم التطرق خلال الإجتماع إلى الجريمة التي حصلت في مزيارة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق