أكد الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله أن المعركة في البادية السورية كان لابدّ منها وما زال لابدّ منها لأن المعركة مع "داعش" لا تنتهي إلا بازالته من من الوجود.
وشن نصرالله هجوماً عنيفاً على السعودية، لافتا الى ان" حكامها لا يستطيعون القيام بأي شيء مع حزب الله”
وقال خلال حفل تأبيني بمناسبة ذكرى اسبوع القياديين هادي العاشق و محمد حسن ناصر الدين اللذين قضيا في سوريا، أن "هناك من يعمل على منع المعركة مع داعش ويحاول تأخيرها ومن يقوم بذلك هو أميركا، مؤكداً ان واشنطن تساعد عندما يكون من سيسيطر على المناطق المحررة هم حلفاء الولايات المتحدة".
واعتبر انه في الاونة الاخيرة تم إخراج “داعش” من العديد من المدن والقرى، مشيراً الى انه “في حال كان هناك من يعتقد بأن هذه المعركة يجب أن تتوقف بدل ملاحقة ارهابيي داعش إلى الحدود السورية العراقية يعني ذلك أن “داعش” ستهاجم من جديد وتخوض حروب ومعارك لأن ليس لديها شيء آخر وهذا هو مشروعها القتل والارهاب والتدمير وبالتالي ستحاول الانطلاق والتمدد من جديد وهي حاولت في الفترة الاخيرة استعادة زمام المبادرة ولولا الموجهات البطولية التي خاضعها الجيش السوري ومجاهدي المقاومة كان من الممكن أن تأخذ المعركة منحى آخر وهي تخطط للعودة إلى جميع المناطق التي خسرتها في سوريا وفي جرود عرسال وهي ورم سرطاني يجب استئصاله.”
مشروع عقوبات جديد
ورأى نصرالله ان هناك حديث عن سياسة جديدة في مواجهة “حزب الله”، وحتى روسيا لا تسلم في هذا الموضوع، لأن موسكو وطهران يدافعان عن نفسهما، فالسياسة الجديدة في مواجهة حزب الله هي لأنه كان له الشرف المشاركة في هذا الإنتصار الذي هو حصيلة مجموع الجهود والمواجهات وفي إسقاط هذا المشروع الارهابي التكفيري، معتبراً ان الجميع ينتظر ما سيقوله الرئيس الامريكي دونالد ترامب عن الاستراتيجية الأميركية لمواجهة إيران وهذا الأمر سوف يؤثر على كل المنطقة.
وشدد على انه “في المنطقة نحن أمام مشروع جديد هو مشروع أميركي سعودي، وفي طليعة من يريدون التخلص منه هو الجمهورية الإسلامية الإيرانية، والمشكل الحقيقي لاميركا مع إيران أنها كانت عامل حقيقي وأساسي في إسقاط المشروع الأميركي والسعودي في المنطقة ولذلك يجب أن تدفع الثمن وتتهم بأنها داعمة للإرهاب، مشيراً الى ان أميركا ليست على عجلة في إنهاء داعش لان المطلوب تدمير الجيوش والشعوب واستنزاف الجميع ويجب أن تستمر في هذه الوظيفة أكبر مدى زمني ممكن، كما ان الولايات المتحدة لم تكن تريد الانتهاء من داعش في الجرود اللبنانية وضغطت على الدولة اللبنانية والجيش وأوقفت المساعدات للجيش لفترة من الزمن.
وحول قانون العقوبات المالية الجديد الذي تعتزم الولايات المتحدة الاميركية القيام به ضد حزب الله، قال نصرالله أن هذه العقوبات لن تغير شيئا في مسار حزب الله، وانه إذا كانت واشنطن تعتقد أن قانون العقوبات المالية سيؤثر على الحزب بشكل كبير، فهذا الكلام ليس صحيح، فهو سيضع بعض الضغط على بعض الاطراف ولكنه لن يغيّر من موقف حزب الله، مضيفاً ان القرار الأميركي أكبر من الدولة اللبنانية وكل المساعي في الفترة السابقة كانت لتحييد البنوك والشركات والوضع المالي، وقال السيد “نحن لا نطلب من الدولة اللبنانية أي شيء، وبمعزل الجدية لأن القانون قد يكون جزء من التهويل، ونحن ندعم المسعى اللبناني الذي يسعى إلى عزل الاقتصاد اللبناني والوضع المالي عن العقوبات الأميركية”. وأكد ان ما مضى هو أسوء بكثير مما قد يكون قادم لأن الكثير من المعادلات تغيرت. واليوم محور المقاومة هو في أقوى زمن وأقوى حال نسبة إلى أي زمن سابق. واكد ان محور المقاومة يؤمن بهذه المعركة ولن يتخلى عنها. كما انكد ايضا ان حزب الله هو من جملة العوامل التي تحقق الأمن والسلام الإقليمي التي تهدده السعودية وإسرائيل ومن خلفهما أميركا.
تحالف دولي لضرب المقاومة
وحول كلام وزير الدولة السعودي ثامر السبهان حول دعوته لتشكيل تحالف دولي لمواجهة المقاومة قال ان “كلام السبهان يؤكد ما قلته عن تحالفات دولية لمواجهة المقاومة سابقا، وحجة السبهان المحافظة على الامن والسلام الإقليمي والامن والسلام الاقليمي”، اضاف انه “عندما قرأت تصريح السبهان وجدت فيه إيجابيات مهمة: الأولى أنه مسلّم أن العقوبات ليست هي الحل وبالتالي لا يمكن الرهان عليها، ثانياً أنه يعترف بأن حزب الله هو قوة إقليمية كبرى ولا يمكن مواجهته إلا بتحالف دولي صارم، وهذا يعني أن الذهاب إلى تحالفات لبنانية لمواجهة حزب الله غير مجدي، حزب الله أكبر من أن يواجهه السبهان بتحالف محلي، وهو يعرف أن حكام السعودية لا يستطيعون القيام بأي شيء مع حزب الله ولذلك هو بحاجة إلى تحالف دولي”.
الرئيس عون يشكل ضمانة وطنية حقيقية
ورأى ان رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون يعبر عن أغلبية شعبية في لبنان وهو يشكل ضمانة وطنية حقيقية وكل ما يقوله الاميركيون لن يقدم أو يؤخر شيئاً، لافتاً الى ما يزعج الامريكيين اليوم هو ان الرئيس عون هو رئيس قوي ومستقل ولا يرضى ان يكون تابعا لأي طرف.
وحول الوضع الداخلي أكد السيد نصرالله ان حزب الله يريد الأمن والسلام والاستقرار واجراء الانتخابات في موعدها وتواصل الحوار السياسي وان تقوم الحكومة بعملها وأن تعالج الازمة المالية وأن تطبق سلسلة الرتب والرواتب في لبنان. كما جدد تأكيده ان واليد التي ستمتد إلى هذا البلد “لبنان” ستقطع أيا كانت هذه اليد ومن سيتآمر على هذا البلد لن يكون مصيره إلا الفشل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق