الأربعاء، 14 مارس 2018

شاكر فريد حسن وراسم عبيدات يكتبان عن استهداف موكب الحمدالله وفرج

من وراء استهداف موكب الحمد الله وفرج..؟!
بقلم: شاكر فريد حسن 
أمس، أستهدف موكب رئيس الحكومة الفلسطينية رامي الحمد الله واللواء ماجد فرح رئيس جهاز المخابرات العامة، وبقدرة قادر نجيا من محاولة الاغتيال، بعبوة ناسفة، ودون أن تسفر عن اصابات. 
وحتى لا نطلق الكلام على عواهنة وتوجيه أصابع الاتهام لهذه الجهة أو تلك، ما دام لم يتم القبض على المشتبه بهم، فأننا نقول ان هذه العملية الجبانة لا تخدم سوى الاحتلال ومصالح المؤسسة الاسرائيلية الحاكمة وبعض المأجورين المرتزقة المقتاتين على الانقسام والرافضين لوحدة الصف الفلسطيني.
ما جرى من محاولة اعتداء واغتيال على موكب الحمد الله أقل ما يقال عنه أنه عمل جبان وخسيس ودنيء، وعملية مرفوضة ومستنكرة من جميع أبناء شعبنا وأطيافه السياسية وقواه الوطنية ومؤسساته المجتمعية، وهي تستهدف العبث بأمن قطاع غزة، وضرب أي جهود لتحقيق الوحدة والمصالحة بالأساس.
استهداف موكب الحمد الله، على خطورته وأبعاده وأهدافه، يجب ألا يؤدي الى انعكاسات سلبية على جهود تحقيق المصالحة، بل أن الاستهداف يؤكد الحاجة الى انجازها بأسرع وقت وانهاء الانقسام بكل تعبيراته، وفي مقدمة ذلك توحيد مؤسسات السلطة، بما فيها الأمنية، وذلك لسد الطريق على المتربصين من أعداء شعبنا، وكل المتضررين من المصالحة الوطنية الكبرى.
ان محاولة تفجير موكب الحمد الله، يعيد الى أذهاننا مشهد محاولة اغتيال اللواء توفيق أبو  نعيم، مسؤول قوى الأمن في قطاع غزة قبل حوالي خمسة شهور.
اذن فثمة عامل مشترك ومستفيد، فمحاولة اغتيال اللواء"أبو نعيم"جاءت بعد أسابيع قليلة من اتفاق المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس، وحادث موكب الحمد الله يجيء بعد تمكن الوفد الأمني المصري خلال زيارته الأخيرة لقطاع غزة، من احداث انفراج في ملف المصالحة، وحمله مقترحات جديدة بخصوص الأمن والجباية والموظفين، ولذلك فأن الحادثين يراد بهما ضرب الأمن في القطاع مع أجواء المصالحة في الشارع الفلسطيني، ليضرب بذلك عصفورين بحجر واحد، وهذا ما أشار اليه وأكده مراقبون ومحللون سياسيون فلسطينيون.
وقال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني تيسير محيسن:"ان من يقف وراء الانفجار هو جهة لا تريد للمصالحة الفلسطينية أن تستمر ، وتريد خلق عوائق أمام اتمامها، كما تريد  هذه الجهة أن توجد حالة من الصراع ببن طرفي الانقسام، والتي بدأت فعلًا  من خلال تراشق الاتهامات، والاتهامات المضادة، وتحميل"حماس"المسؤولية عن التفجير، ورد الأخيرة على ذلك".
الجميع مطالب بادانة هذا العمل الجبان، ويجب فتح تحقيق فوري وعاجل لكشف كل ملابسات الجريمة، ومحاسبة مرتكبيها وتقديمهم العدالة، والاسراع في تنقيذ بنود اتفافات المصالحة، بما يخدم مصالح شعبنا الوطنية وقضيته العادلة ونضاله التحرري لاجل الاستقلال والحرية وبناء الدولة المستقلة على ترابه الوطني.
**
لماذا الان ومن المستهدف ومن المستفيد من موكب الحمد الله....؟؟
بقلم :- راسم عبيدات

لا شك قبل الغوص في العمق،والبحث عمن يتحمل المسؤولية وعمن قام بهذه العملية الجبانة وما الهدف ومن هو المستفيد منها..؟؟، لا بد لنا من القاء نظرة عميقة عما يحاك ضد قضيتنا وشعبنا الفلسطيني وامتنا العربية،والتي هي في دائرة الإستهداف المباشر لمشاريع تصفوية،مشاريع تستهدف فك وتركيب الجغرافيا العربية بعد تجزئتها وتفتيتها وتذريرها على تخوم المذهبية والطائفية والثروات،وبما ينتج مشروع استعماري جديد،والقضية الفلسطينية تدخل في صلب هذا الإستهداف،حيث جملة ظروف تجعلنا متيقنين بأن من قام بهذه الجريمة الجبانة،يريد ان يجعل تطبيق المشروع المحاك لتصفية القضية الفلسطينية،قابلاً للتطبيق والتحقيق بدون مواجهة جدية فلسطينية،ونقصد هنا خطة ما يسمى بصفقة القرن،صفعة العصر...ولعل ما يجري يدلل على مدى خطورة الأوضاع على قضيتنا ومشروعنا الوطني،فهناك كانت اطول واضخم مناورات اسرائيلية – امريكية،وتحاكي  الدخول في مواجهة مع قطاع غزة،وإطلاق الصواريخ على دولة الإحتلال من اكثر من جبهة،وهناك أيضاً مؤتمر عقد في واشنطن بحضور عشرين دولة عربية واوروبية وبمقاطعة من السلطة الفلسطينية،لبحث الوضع الإنساني في قطاع غزة،والبحث هنا يجري لتصوير قضية القطاع بانها قضية ذات بعد انساني،وليس قضية تجويع وحصار سياسي وعسكري وإحتلال،بمعنى مقايضة الحقوق الوطنية وطرد الإحتلال،بتحسين شروط وظروف حياة سكان القطاع دون حرية وإستقلال كاملين.،وليست هذه العوامل فقط ما يمكن لنا أن نربطها بمثل هذا التفجير لموكب الحمدالله،فخطة صفقة القرن الأمريكية في اللمسات الأخيرة،وهي خطة مرفوضة فلسطينياً،ولكنها مدعومة من بعض الأطراف العربية الفعالة والمشاركة فيها،هذه الخطة المستهدفة الشطب الكلي للقضية الفلسطينية والمشروع الوطني الفلسطيني...وهذا ليس معزولاً عن التطورات الأخرى في المنطقة،حيث اجتماع غرفة "الموك" للمحور الأمريكي في عمان،والتهديدات الأمريكية المتزايدة بشن حرب عدوانية على سوريا،واقالة وزير الخارجية الأمريكي الحالي تليرسون وتعيين مدير "السي أي آيه" مايك بومبيو خلفاً له والمعروف بتشدده حال الاتفاق النووي الإيراني  والتشدد ضد روسيا  وسوريا واحد الداعمين الرئيسيين لما يسمى بصفقة القرن. كل هذه العوامل والتطورات يجب ان تأخذ بعين الإعتبار عن الحديث عن التفجير الإجرامي الذي طال موكب رئيس الوزراء الفلسطيني الحمد الله ورئيس جهاز مخابراته فرج.

هذا التفجير اتى في هذا الظرف بالذات لكي يمنع اخراج المصالحة من دائرة وغرف الإنعاش المكثفة،والتي تبذل مصر جهود مضنية وكبيرة لكي تجعلها تبصر النور،وبما يطلق عليها رصاصة الرحمة بشكل نهائي،وبالتالي يصبح الإنفصال واقعاً مكرساً وممهداً لصفقة القرن،والتي ضمن سيناريوهاته اقامة كيان فلسطيني في قطاع غزة يتمدد نحو سيناء ب 720 كم،ضمن مقترح هذه الخطة..والمستهدف أيضاً هنا من هذا التفجير الإجرامي حركة حماس،والتي يسجل لها أنها بعد سيطرتها على قطاع غزة،ضبطت الى حد كبير الوضع الأمني هناك،وقضت على سلطة المافيات والمربعات الأمنية،ولكن هذه الهيبة الأمنية واضح بانها تتراجع وتتآكل،حيث تعرضت للإهتزاز بإغتيال الإحتلال وعملائه لأحد قادة القسام الفقها ومحاولة اغتيال رجلها القوي ومسؤول جهازها الأمني توفيق أبو نعيمه.ومن هنا نجد بان الإحتلال هو المستفيد الأول من هذا التفجير،والذي يكون قد جرى تنفيذه باوامر مباشرة منه،او لربما بعض الجماعات الإرهابية والتكفيرية،التي وجدت حواضن لها في قطاع غزة،ولم تقم حماس بإجتثاثها هي من أقدمت على هذا الفعل،أو لربما  تكون هناك بعض القوى المحتجة والمتضررة من العقوبات التي فرضتها السلطة الفلسطينية على قطاع غزة من تخفيض رواتب للعاملين في السلطة،تقاعد مبكر والتوقف عن دفع رواتب الأسرى المحررين وعدم دفع فاتورة الكهرباء للشركة الإسرائيلية، هي من تقف خلف هذا التنفيذ.

ولذلك هناك استبعاد كلي ان تكون حماس تقف خلف هذه العملية الجبانة،فهي تجلب لها الضرر والمزيد من الإجراءات العقابية بحقها وبحق القطاع من قبل السلطة الفلسطينية،وهي كذلك تمس بهيبتها وقدرتها على السيطرة على الأوضاع الأمنية.

وهذه العملية تهدف بشكل رئيس أيضاً الى ممارسة الضغوط على حركة حماس،من اجل أن يشمل ما تطالب به السلطة من تمكين نزع سلاح المقاومة،وتسليمها ملفات القضاء والمالية والأراضي والأمن،والقول بأنه لا تمكين بدون امن،والعودة للنغمة القديمة،بان السلطة في رام الله ليس صراف آلي لحركة حماس،ومسألة تسليم السلاح،والحديث عن سلطة واحدة وسلاح واحد،وهنا مربط الفرس،فهناك ضغوط اسرائيلية وامريكية وعربية تمارس على حماس في هذا الإتجاه،ولا اعتقد بانه في ظل الحديث عن صفقة قرن وتصفية للقضية الفلسطينية،ان يجري مقايضة سلاح المقاومة باوهام تسوية لا تلبي الحد الأدنى من الحقوق المشروعة لشعبنا الفلسطيني،وكذلك من فجر يريد أن يعمق من حالة الصراع والمناكفات والتحريض والتحريض المضاد بين طرفي الإنقسام (فتح وجماس)،ويريد ان يمهد الطريق ويعبدها لصفقة القرن القادمة.

صحيح أن حماس مطالبة بكشف الجناة على الملاً،وبان يكون هناك تحقيق مهني يصل الى الحقيقة بغض النظر عمن هم المرتكبون للجريمة،فحماس متهمة ليس بالتفجير،بل في التقصير،وهنا يجب علينا ان نتحلى بقدر عالي من المسؤولية،بعدم إطلاق الإتهامات جزافاً وإنتظار ما سيتم الكشف عنه،وعلينا ان لا ننجر للتصريحات التوتيرية والتراشق الإعلامي،ولربما هذا التفجير في ظل الدعوة لعقد مجلس وطني في رام الله بحضور يقتصر على فصائل منظمة التحرير ويستثني حركتي حماس والجهاد الإسلامي،اذا لم نحسن التعامل ونتحلى بروح المسؤولية،سيقود ليس فقط لتكريس واقع الإنفصال،بل الى تشققات وتصدعات في الجسم السياسي الفلسطيني،وقد نجد انفسنا امام اطر موازية لمنظمة التحرير الفلسطينية،وبالتالي نقبر قضيتنا ونُأبنها بأيدينا،ولذلك المطلوب التحلي بأقصى درجات المسؤولية،وعدم الدخول في متاهات الإتهام والإتهام المضاد،فالخطر القادم داهم وجدي ويستهدف المجموع الفلسطيني قضية وشعب ومشروع ووجود.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق