بي بي سي ـ
نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري قوله إن "طائرات إسرائيلية من طراز 'اف 15' أطلقت عدة صواريخ من فوق الأراضي اللبنانية" استهدفت القاعدة.
واستهدف الهجوم الاثنين قاعدة تياس الجوية، المعروفة باسم تيفور، وأودى بحياة 14 شخصا، بحسب مراقبين.
ونشرت وكالة أنباء فارس الإيرانية صور وأسماء من قالت إنهم ثلاثة من أفراد الحرس الثوري الإيراني قتلوا في الغارات.
ووقع القصف وسط تحذيرات دولية بشأن ما يشتبه بأنها ضربة كيميائية في مدينة دوما في الغوطة الشرقية في ريف العاصمة السورية دمشق، التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة السورية.
وقد اتهمت سوريا في البداية الغرب بالوقوف وراء القصف، إذ كان كل من الولايات المتحدة وفرنسا قد هددتا بالرد على الهجوم الكيميائي المزعوم، بيد أنهما نفيا قيامهما بقصف القاعدة.
ولم تعلق إسرائيل التي سبق لها أن قصفت أهدافا داخل سوريا.
في غضون ذلك، تواصلت عملية إجلاء آخر مجاميع من مسلحي جيش الإسلام من مدينة دوما بعد توصلهم الى اتفاق مع السلطات الحكومية للخروج من المدينة.
الحرب في سوريا: الحكومة "تقبل طلب تفاوض تقدم به مسلحو جيش الإسلام في دوما"
وقالت الوكالة السورية إنه اطلق سراح الدفعة الاولى من المحتجزين لدى جيش الإسلام مقابل اخراج 5 حافلات تنقل العشرات من مسلحي جيش الاسلام من دوما وعائلاتهم تمهيدا لنقلهم الى منطقة جرابلس في الشمال السوري، بحسب الاتفاق.
هل يمكن أن تكون إسرائيل ضالعة في الهجوم؟
نقلت وكالة الأنباء السورية عن مصدر عسكري سوري قوله إن الدفاعات الجوية الإسرائيلية قد أحبطت هجوما صاروخيا إسرائيليا على قاعد التيفور، وإن الصواريخ اطلقت من طائرات إسرائيلية من طراز "اف 15" من فوق الأراضي اللبنانية.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن ثمانية صواريخ قد أطلقت على القاعدة، دمرت الدفاعات الجوية السورية 5 صواريخ منها، وأصابت 3 صواريخ الجزء الغربي من مطار التيفور.
وكانت إسرائيل نادرا ما تقر في السابق بقيامها بضربات عسكرية داخل الأراضي السورية، بيد أنها أقرت بمهاجمتها أهدافا داخل سوريا عشرات المرات بعد 2012، وكانت أشد ضرباتها الجوية في فبراير/شباط هذا العام، ومن بين الاهداف التي ضربتها قاعدة تيفور الجوية.
وجاءت هذه الضربات في أعقاب تحليق طائرة إيرانية من دون طيار داخل الأجواء الإسرائيلية وإسقاط الدفاعات الجوية السورية لطائرة مقاتلة إسرائيلية من طراز أف 16 تعقبتها فوق سوريا.
أقرت إسرائيل بمهاجمة أهداف داخل سوريا بعد 2012
وقد وصف الجنرال البارز في سلاح الجو الإسرائيلي، تومر بار، حينها الرد بأنه كان "أقوى هجوم" من نوعه ضد سوريا منذ حرب لبنان عام 1982.
وشددت إسرائيل على أنها لن تسمح لإيران بإنشاء قواعد في سوريا والعمل من هناك ضدها، الأمر الذي تعده إسرائيل تهديدا كبيرا لها.
وقال الجيش الإسرائيلي إن إيران، وحرسها الثوري، تنشط منذ وقت طويل في قاعدة تيفور، وتستخدمها في نقل الأسلحة، وبضمنها أسلحة لميليشيا حزب الله اللبناني، العدو لإسرائيل.
وأشارت إلى أن الطائرة من دون طيار قد انطلقت من تلك القاعدة.
ويقول المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا، إن مقاتلين من مختلف الجنسيات - الأمر الذي يعني إيرانيين أو من ميليشيات شيعية مدعومة من إيران- كانوا من بين القتلى الـ 14 في الضربة الأخيرة لقاعدة تيفور.
وكان الجيش الإسرائيلي اعترف رسميا لأول مرة في مارس /آذار الماضي بتدمير منشأة سورية بمنطقة شرقي دير الزور يشتبه بأنها مفاعل نووي سوري كان يوشك على الاكتمال في ضربة جوية في عام 2007.
وقال رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو في سبتمبر/أيلول الماضي إن إيران تعمل ليل نهار لتحويل سوريا إلى قاعدة عسكرية تتمركز فيها بغية "استخدام سوريا ولبنان كجبهات حرب لازالة إسرائيل من الوجود".
وأكد نتنياهو أن طهران تبني مصانع لإنتاج صواريخ دقيقة في البلدين، وهذا الأمر لن تسمح به اسرائيل.
كما أقر في 2016 بأن إسرائيل نفذت عشرات الغارات في سوريا لمنع نقل أسلحة متقدمة إلى حزب الله.
إسقطت الدفاعات الجوية السورية طائرة مقاتلة إسرائيلية من طراز أف 16 في فبراير/شباط
وقد أرسل الحزب- الذي خاض حربا مع إسرائيل في 2006 - آلافا من مقاتليه لدعم الجيش السوري في الصراع الذي مازال مستمرا منذ نحو سبع سنوات.
معادلة معقدة
تحليل: جوناثان ماركوس، مراسل الشؤون الدفاعية في بي بي سي
قد يكون هذا الهجوم جزءا من الجهود الإسرائيلية المطردة لاحتواء الدور العسكري الذي تبنيه إيران في سوريا، واعتراض تجهيز صواريخ إيرانية متقدمة إلى حليفها حزب الله الشيعي.
بيد أن أي عملية إسرائيلية ستكون مراقبة عن كثب من رادارات الدفاعات الجوية الروسية في سوريا، وثمة أيضا خط هاتفي ساخن بين الإسرائيلين وقيادات العمليات الروسية في سوريا.
ولم تقم روسيا حتى الآن بأي شيء لاعتراض العمليات الجوية الإسرائيلية.
لكن وجود الدفاعات الجوية الروسية في سوريا يعقد المعادلة بالتأكيد، في وقت تفكر فيه حكومات غربية في الرد على "الهجوم الكيميائي" الأخير.
هل هناك صلة للقصف بالهجوم في دوما
تعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في بيان مشترك برد فعل قوي ومشترك، على الهجوم الكيميائي المزعوم.
بيد أن مسؤولين أمريكيين نفوا شن بلادهم ضربة صاروخية ضد سوريا ليل الأحد.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" في بيان إنها لا تنفذ قصفا جويا في سوريا، "في الوقت الراهن".
وأضافت "إلا أننا نواصل مراقبة الوضع عن كثب، وندعم الجهود الدبلوماسية الجارية لمحاسبة أولئك الذين يستخدمون الأسلحة الكيميائية في سوريا".
وأصدرت فرنسا نفيا مماثلا.
وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية في البداية عن الضربة الصاروخية على قاعدة تيفور، بأنه "يشتبه بأنه هجوم أمريكي"، بيد أنها حذفت لاحقا أي اشارة إلى مسؤولية الولايات المتحدة عنها.
وفي أبريل/نيسان 2017 أطلقت الولايات المتحدة 59 صاروخ كروز من نوع توماهوك على قاعدة الشعيرات الجوية في سوريا ردا على ما قالت إنه هجوم بالأسلحة الكيميائية على بلدة خان شيخون الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية.
اجتماع مجلس الأمن
وعلى الصعيد الدبلوماسي، يجتمع مجلس الأمن الدولي يوم الاثنين لبحث طلبين متنافسين من روسيا والولايات المتحدة في أعقاب ما وصف بأنه "هجوم كيميائي مميت" في سوريا.
في أبريل/نيسان 2017 أطلقت الولايات المتحدة 59 صاروخ كروز من نوع توماهوك على قاعدة الشعيرات الجوية في سوريا
وأوضح دبلوماسيون أن روسيا دعت الأحد لعقد اجتماع للمجلس لبحث "تهديدات دولية للسلم والأمن"، على الرغم من أن الموضوع المطروح للنقاش لم يتضح على الفور.
وربط البعض بين الطلب الروسي وتهديدات الرئيس الأمريكي بأنه "سيكون هناك ثمن باهظ" لما سماه الهجوم الكيميائي في سوريا.
وبعد دقيقة واحدة من الطلب الروسي دعت بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة وبولندا وهولندا والسويد والكويت وبيرو وساحل العاج لعقد جلسة للمجلس لبحث هجوم بأسلحة كيميائية في سوريا.
وأشار دبلوماسيون إلى أنه اُتفق في وقت متأخر الأحد على عقد اجتماع واحد يوم الاثنين لمناقشة الطلبين معا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق