هاجم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشدة روسيا وإيران وسوريا في أعقاب ما يشتبه بأنه هجوم كيماوي في مدينة دوما بالغوطة الشرقية.
وهدد ترامب بـ"ثمن باهظ" للهجوم بالأسلحة الكيماوية على المدنيين في سوريا.
وقد أفيد بمقتل عشرات الأشخاص في مدينة دوما التي تسيطر عليها المعارضة السورية المسلحة في ريف العاصمة السورية دمشق السبت.
وطلب تسعة أعضاء بمجلس الأمن الدولي عقد اجتماع عاجل لبحث الهجوم.
كما دعت بريطانيا إلى تحقيق عاجل في الهجوم، في وقت قال البابا فرانسيس أنه لا شيء يمكن أن يبرر استخدام الأسلحة الكيماوية.
وتنفي كل من سوريا وروسيا وقوع أي هجوم كيماوي في المنطقة.
وحذرت وزارة الخارجية الروسية واشنطن من "عواقب وخيمة" لأي تدخل عسكري في سوريا "بذرائع مفبركة".
وطالب ترامب بفتح الغوطة الشرقية فورا لايصال المساعدات الطبية والتأكد مما حصل.
وقال ترامب إنها كارثة إنسانية أخرى دون أي مبرر لها.
وأضاف "أن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما لو أنه حافظ على الخطوط الحمراء التي رسمها لانتهت الكارثة السورية منذ وقت طويل، ولكان الحيوان الأسد من الماضي".
وجاء هذا الانتقاد من ترامب بعد مفاوضات بين روسيا ومسلحي جيش الإسلام خلال الأسبوع الماضي، لم تسفر عن وقف القتال الذي استأنفه الجانبان.
بيد أن وسائل الإعلام السورية الرسمية تحدثت عن عقد اتفاق مع جيش الإسلام الأحد يسمح لهم بمغادرة دوما خلال 48 ساعة مقابل إطلاق سراح المحتجزين لديهم.
وتعد مدينة دوما آخر معاقل المعارضة المسلحة في منطقة الغوطة الشرقية في ريف العاصمة السورية دمشق، عقب سيطرة القوات الحكومية على أجزاء كبيرة من المنطقة في الهجوم الذي تشنه عليها وصفقات إجلاء المقاتلين من بعض مناطقها التي توسطت روسيا في إبرامها.
ما الذي نعرفه عن الهجوم؟
يُظهر مقطع فيديو مسجل من قبل مجموعة الدفاع المدني التطوعية، المسماة "الخوذ البيضاء"، عددا من الرجال والنساء والأطفال يرقدون بلا حراك داخل منزل، ويخرج من أفواه بعضهم الزبد.
وتُظهر لقطات أخرى لم يتم التحقق منها، أطفالا صغاراً يبكون وهم يتلقون العلاج في وحدة طبية مؤقتة.
ولم يتسن التحقق بشكل مستقل مما حدث بالفعل، أو معرفة العدد الفعلي للموتى.
وقال اتحاد منظمات الإغاثة الطبية، وهي منظمة خيرية مقرها الولايات المتحدة، تعمل مع المستشفيات السورية، إن 70 حالة وفاة أكدها مستشفى ريف دمشق التخصصي.
وقالت متحدثة باسم الاتحاد إن هناك تقارير تفيد بعلاج أشخاص يعانوا من أعراض تشمل التشنجات وخروج زبد من الفم، وهي أعراض تترافق مع الاختلاطات العصبية والتعرض لغاز الكلور.
لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض، ومقره بريطانيا، قال إن 11 شخصا من بينهم أربعة أطفال ماتوا اختناقا مضيفا أنه لا يستطيع الجزم في ما إذا كانت الأسلحة الكيماوية قد استخدمت بالفعل.
كما قال إن 31 شخصا قتلوا في منطقة الغوطة الشرقية في اليوم نفسه، وإن "بعض الجرحى والمصابين اختنقوا في أقبية منازلهم نتيجة لتهدمها بسبب القصف العنيف والمكثف على مدينة دوما".
هل يمكن للولايات المتحدة القيام بعمل عسكري؟
في أبريل/ نيسان 2017، قُتل أكثر من 80 شخصا في هجوم بغاز السارين على مدينة خان شيخون المعارضة في ريف حلب، وخلص تحقيق مشترك أجرته الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية إلى تحميل الحكومة السورية المسؤولية عن الهجوم.
وأمر ترامب بهجوم صاروخي على قاعدة جوية سورية ردا على ذلك، وحذرت الولايات المتحدة حكومة الأسد من القيام بمزيد من الهجمات الكيماوية.
وردا على سؤال حول ما إذا كانت أمريكا ستضرب مرة أخرى، بعد الهجوم الذي أعلن عنه يوم السبت، قال مستشار الأمن الداخلي في البيت الأبيض توم بوسيرت لمحطة إيه بي سي التلفزيونية "لن استبعد أي احتمال".
كما هدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بضرب سوريا إذا استخدمت الحكومة أسلحة كيماوية ضد المدنيين.
وقال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون يوم الأحد إنه يجب التحقيق في الهجوم بشكل عاجل.
مضيفا: "نحن على اتصال وثيق مع حلفائنا بعد هذه التقارير الأخيرة. لقد فقد المسؤولون عن استخدام الأسلحة الكيماوية كافة أشكال النزاهة والقيم الأخلاقية لذلك يجب محاسبتهم".
ماذا تقول سوريا وروسيا؟
اتهمت وسائل الإعلام السورية وسائل الإعلام المعارضة التي وصفتها بـ "الإرهابية" بتلفيق تقارير عن هجوم كيماوي بهدف إعاقة تقدم القوات الحكومية في الغوطة الشرقية.
وقالت وزارة الخارجية الروسية إن تقارير عن هجوم كيماوي من قبل القوات الحكومة السورية على دوما "خلقت" من أجل إيجاد ذريعة لتدخل عسكري محتمل في سوريا.
كما أضافت أن "الغرض من هذه الفبركات الكاذبة التي لا أساس لها، هو حماية الإرهابيين والمعارضة المتشددة التي لا يمكن التوفيق بينها والتي ترفض تسوية سياسية بينما تحاول في الوقت نفسه تبرير احتمال الاستعانة بقوى خارجية".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق