بي بي سي ـ
شيّع آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة جنازة مسعفة متطوعة قتلها الجيش الإسرائيلي أثناء الاحتجاجات على حدود القطاع مع إسرائيل.
وقُتلت رزان النجار، 21 عاما، بالرصاص أثناء ركضها تجاه الجدار الحدودي، الجمعة، لمساعدة أحد المصابين، حسبما ذكر مسؤولو الصحة الفلسطينيون.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه سيحقق في وفاة المسعفة الطبية.
وفي وقت متأخر السبت، أطلقت عدة صواريخ من غزة، وردّت إسرائيل بغارات جوية استمرت ساعات على مواقع تابعة لكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" التي تسيطر على قطاع.
جاء مقتل رزان بعد أسابيع من "مسيرات العودة الكبرى" التي يشارك فيها آلاف الفلسطينيين على حدود القطاع مع إسرائيل، وقتل فيها قرابة 123 وأصيب أكثر من ألفي فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي.
وتهدف المسيرات المستمرة منذ 30 مارس/آذار الماضي إلى تأكيد تمسك الفلسطينيين بحقهم في العودة إلى ديارهم التي هجروا منها منذ عام 1948.
وتقول إسرائيل إن جنودها فتحوا النار فقط صوب الأشخاص الذين حاولوا اجتياز الحدود تحت غطاء الاحتجاجات، وحمّلت حركة حماس مسؤولية الوقوف وراء أعمال العنف.
غير أن الفصائل الفلسطينية المختلفة في غزة تؤكد أن المسيرات شعبية وتشرف على تنظيمها هيئة عليا من مختلف فصائل المقاومة في غزة.
واتهمت الأمم المتحدة ومسؤولون حقوقيون إسرائيل باستخدام قوة غير متناسبة تجاه المتظاهرين الفلسطينيين.
وفي موكب الجنازة، السبت، حمل المشيعون جثمان رزان ملفوفا بالعلم الفلسطيني، وجالوا به شوارع قطاع غزة.
وحمل والدها سترتها الطبية الملطخة بالدماء، وطالب مشيعون بالانتقام لمقتلها.
وقالت جمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية إن رزان كانت تحاول الوصول إلى أحد المصابين عندما أرديت قتيلة بالرصاص بالقرب من خان يونس.
وأضافت، في بيان، أن "إطلاق النار على الأطقم الطبية جريمة حرب بموجب اتفاقيات جنيف".
وقال مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، في حسابه على تويتر، إنه يتعين على إسرائيل ضبط استخدامها للقوة، كما يتعين على حماس منع وقوع الحوادث على الحدود.
كما قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إنه "يشعر بقلق بالغ"، ودعا إلى حماية الأطقم الطبية.
وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان رسمي، إن قواته على طول الحدود تعرضت، الجمعة، لهجمات شنها مسلحون بإطلاق النار والقنابل اليدوية.
وقال إنه سيحقق في مقتل رزان.
وأضاف أن "جيش الدفاع الإسرائيلي يعمل دائما على استخلاص الدروس، والحد من عدد الضحايا في منطقة السياج الأمني مع قطاع غزة. للأسف." ومضى البيان يقول إن "منظمة حماس الإرهابية تعرض عمدا وبطريقة منظمة المدنيين للخطر".
وفي أعقاب تشييع الجنازة بساعات أطلق صاروخان من قطاع غزة تجاه إسرائيل، بحسب الجيش الإسرائيلي. وأطلقت صافرات الإنذار في القرى الإسرائيلية القريبة من الحدود.
وقال بيان للجيش إن القبة الحديدة اعترضت صاروخا بينما وقع الآخر على ما يبدو داخل القطاع.
وذكرت تقارير استندت إلى روايات شهود عيان أن الطائرات الحربية الإسرائيلية هاجمت في وقت لاحق موقعين لمسلحين مشتبها فيهما جنوبي قطاع غزة. ولم ترد على الفور تقارير بوقوع ضحايا.
واستخدمت الولايات المتحدة، الحليف المقرب لإسرائيل، الجمعة حق النقض "الفيتو" ضد مشروع قرار بمجلس الأمن، طرحته الكويت، يدين استخدام إسرائيل القوة ضد الفلسطينيين ويدعو إلى اتخاذ إجراءات لحماية الفلسطينيين.
وصاغت الولايات المتحدة مشروع قرار آخر يحمل حماس مسؤولية أعمال العنف، ويدعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، لكن المشروع لم يحظ بدعم أي من أعضاء المجلس المكون من 15 عضوا.
وفي وقت مبكر هذا الأسبوع، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنها تعكف على إرسال طاقمَيْ جراحين إلى غزة للمساعدة في الأزمة الصحية "غير المسبوقة".
وقال متحدث باسم اللجنة إن مئات الأشخاص في حاجة إلى علاج جروح أصيبوا بها بسبب تعرضهم للذخيرة الحية، وإن نظام الرعاية الصحية المحلي "يتعرض لضغوط وأعباء تفوق قدراته".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق