كتب داني حداد ـ
غالباً ما سعى حزب القوات اللبنانيّة للظهور بصورة النقيض لحزب الله في السياسة والشبيه له بالحضور داخل طائفته، خصوصاً على صعيد التنظيم. يفصل بين الحزبين تاريخٌ من الخصومة والاختلاف في المبادئ والعقيدة، فهل يجمعهما مستقبلٌ ما؟
يتحدّث مسؤولٌ بارز في حزب الله عن القوات اللبنانيّة بلا عقدٍ و"بلا كفوف". يقول إنّ حزب "القوات" انتصر في الانتخابات الأخيرة، ويجب الاعتراف بذلك. يعيد الأمر لأكثر من سبب، مثل تسمية مرشّح واحد في معظم الدوائر والبحث عن أسماء تبرز صورة جميلة لـ "القوات"، وإن لم يتمكّن أصحابها من الفوز، خصوصاً أنّ بعض هؤلاء معروفون بنظافة كفّهم. ويسأل: "لماذا لم يتحالف التيّار الوطني الحر مع (النائب) سيزار المعلوف، أو مع (النائب) هنري شديد؟"، مضيفاً: "نصحناهم بذلك ولم يتجاوبوا".
إلا أنّ أكثر ما تلفت هذا المسؤول قدرة "القوات" على بناء ماكينة انتخابيّة منظّمة ظهرت فاعليّتها بوضوح في الانتخابات الأخيرة.
ويشير المسؤول في حزب الله الى أنّ حزب "القوات" يركّز على الطلاب في الجامعات والمهنيّات، وهو خيارٌ صائب يؤشّر الى أنّ المستقبل سيشهد تعاظماً لحضوره الشعبي.
ولكن، بعيداً عن هذه التوصيفات، ماذا عن العلاقة بين حزب الله والقوات اللبنانيّة؟
يؤكد المسؤول البارز في حزب الله أن "لا علاقة أبداً بين الحزبين في الإطار السياسي، إلا أنّنا أعطينا تعليمات لوزراء الحزب ونوّابه للتعاون مع وزراء ونوّاب "القوات"، مثل أيّ حزبٍ لبنانيٍّ آخر".
لعلّ، في ما سبق، أكثر من استنتاجٍ ومن دلالة ومن رسالة. في السياسة ما من مستحيل، حتى حين يتعلّق الأمر بحزب الله والقوات اللبنانيّة...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق