بي بي سي ـ
طلب مارتن غريفيث، مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن من الحوثيين الانسحاب من ميناء الحديدة على أن تتولى المنظمة الدولية الإشراف على الميناء الاستراتيجي، حسبما قال مصدر في مكتب الأمم المتحدة بصنعاء لبي بي سي.
وأشار المصدر إلى أن الحوثيين "وعدوا بدراسة المقترح بجدية".
وأفادت تقارير بأن قوات التحالف الذي تقوده السعودية شنت غارات جوية على مطار مدينة الحديدة، التي يسيطر عليها الحوثيون وتشهد معارك ضارية منذ أيام عدة.
وذكر المصدر الدولي أن غريفيث وضع خطة تنفيذية تضمن انسحاب الحوثيين من المدينة بأمان ووقف العمليات العسكرية في المدينة بهدف حماية المدنيين من تفاقم الأوضاع الإنسانية في حال استمرت العملية العسكرية هناك.
ويذكر أن أكثر من عشرين مليون يمني يتلقون عبر مناء الحديدة الغذاء والأدوية والوقود.
وأضاف المصدر أن الحوثيين وعدوا بدراسة مقترح المبعوث الأممي بجدية. وأشار إلى أنهم تحدثوا عن اشتراطات مهمة لهم في حال موافقتهم على الانسحاب من الحديدة، من بينها وقف الغارات الجوية التي يشنها التحالف، وإدارة ميناء الحديدة بمعرفة طاقم فني تابع للأمم المتحدة يعمل باستقلالية بعيدا عن ضغوط السعودية والإمارات والولايات المتحدة.
وعبر المصدر عن اعتقاده بوجود "تباينات بين قيادات الحوثيين" بشأن الموقف من مقترح المبعوث الأممي.
وكانت تقارير تحدثت السبت عن أن الحوثيين فقدوا السيطرة على المطار، غير أن الهجمات الأخيرة تناقض تلك التقارير.
وتحتدم المعارك وسط تحذيرات دولية ومحلية من مصير وصف بالكارثي لقرابة 600 ألف نسمة في الحديدة.
وكانت وسائل إعلام سعودية وأخرى تابعة للحوثيين قد أعلنت أن التحالف شن ضربات جوية يوم الأحد على مطار الحديدة لمساندة قوات برية مدعومة من التحالف تسعى لانتزاع السيطرة عليه من المقاتلين الحوثيين.
وقالت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) التابعة للحوثيين إن طائرات التحالف نفذت خمس ضربات جوية على الحديدة. كما أفادت قناة "العربية" السعودية بأن ضربات جوية استهدفت المطار.
معركة الحديدة.. المبعوث الأممي يجري مباحثات في صنعاء مع استمرار القتال
ويشن التحالف هجوما كبيرا منذ خمسة أيام يمكنه أن يؤدي إلى قطع خطوط الإمداد عن العاصمة اليمنية صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون.
وطوقت قوات برية، من بينها قوات إماراتية وسودانية ويمنية من فصائل مختلفة، المطار الرئيسي يوم السبت، وفقا للجيش اليمني الذي تدعمه قوات التحالف.
ويعتمد التحالف في الأساس على الضربات الجوية التي تستهدف الحوثيين، الذين يتمتعون بخبرة كبيرة في حروب المناطق الجبلية.
وخاض الحوثيون، الذين سيطروا على صنعاء في 2014، سلسلة معارك بأسلوب حروب العصابات مع الجيش الوطني اليمني، وحربا قصيرة على الحدود مع السعودية.
وتقول الأمم المتحدة إن الهجوم على الحديدة قد يتسبب في حدوث مجاعة تهدد حياة الملايين. فيما يتأهب الأهالي للأسوأ في ظل زيادة المصاعب الناجمة عن الحرب.
ونقلت وكالة رويترز عن مواطن يدعى يحي سهيل مخاوفه بشأن فقدان مصدر دخله قريبا، لاسيما وأنه كان يعمل بوظيفة غير دائمة في ميناء الحديدة.
وقال وهو يقف خارج كوخ بناه من المعدن وسعف النخيل والبطانيات الممزقة : "أتقاضى أموالا لأسد بها احتياجات يوم واحد فقط، وينتهي الأمر".
وتساءل يحي :"الآن إذا أُغلق الميناء، أين أعمل؟ عندما يحدث هذا الحصار وهذه الكارثة، أين أجد عملا؟"
وقالت زوجته إن الأسرة لا تجد مصدرا لغاز الطهي. كما أن الدراجة النارية، وسيلتهم الوحيدة للمواصلات، تعطلت. وفي بعض الأحيان تدمر أمطار غزيرة أو رياح عاتية مسكنهم الصغير.
وأضافت : "لدي ابنة صغيرة متعبة ومريضة ولا نستطيع أن نشتري لها الدواء أو أي شئ سوى الطعام الضروري. فإذا وقعت حرب ماذا سنفعل؟"
وتتهم السعودية الحوثيين باستخدام الميناء للحصول على أسلحة إيرانية الصنع مهربة إلى اليمن، بما في ذلك صواريخ تستخدم في عمليات تستهدف مدنا سعودية. وينفي كل من الحوثيين وطهران المزاعم السعودية.
كما ينفي الحوثيون كونهم أداة في يد إيران، ويقولون إنهم يقاتلون بغية طرد "المحتلين الأجانب" من اليمن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق