فرانك غاردنر
محرر الشؤون الأمنية
علمت بي بي سي بأن قوات يمنية وإماراتية وسودانية ترابط في أريتريا مستعدة لخوض المعركة الحاسمة لاستعادة ميناء الحديدة من المسلحين الحوثيين، بحسب مصادر عسكرية في الإمارات.
وتدير الإمارات الحملة العسكرية لإبعاد الحوثيين المدعومين من إيران من الميناء الواقع على البحر الأحمر.
وقد لقيت الحملة اعتراضا دوليا، ولكن مسؤولين أكدوا أن ميناء الحديدة سيبقى مفتوحا أمام المساعدات الإنسانية.
وتقدمت في اليومين الأخيرين ثلاث كتائب يمنية من المشاة نحو المدينة، مدعومة بالغارات الجوية الإماراتية، وبالطائرات العمودية.
وقال متحدث عسكري، لم يذكر اسمه، الجمعة: "تقدمت الكتائب بسرعة لتصل إلى بوابة الميناء".
وأضاف أن الحوثيين وضعوا ألغاما في الطريق الساحلي ومتفجرات قال إنها تشبه المتفجرات التي استعملتها إيران وحزب الله في العراق ولبنان.
ويدخل ثلثا المساعدات الإنسانية إلى اليمن عبر المدينة التي يسيطر عليها المتمردون. وتعالت نداءات دولية بوقف الحملة العسكرية حتى لا تعطل تدفق المساعدات الإنسانية.
ولكن المسؤولين الإماراتيين يقولون إن خطتهم، التي بدأت منذ عامين، تأخذ بعين الاعتبار تدفق السلع والمساعدات الإنسانية عبر الميناء. وأعلنوا الخميس عن التدابير الخمسة التي يجعل عمل الميناء يستمر على الرغم من الحملة العسكرية.
ويسيطر الحوثيون على الحديدة منذ ثلاثة أعوام، وتعتقد الإمارات إن الميناء يوفر إيرادات قدرها نحو 40 مليون دولار شهريا.
وتتهم الإمارات الحوثيين أيضا بتهريب الأسلحة من إيران عبر الميناء، بما فيها الصواريخ الباليستية، ولكن الحوثيين وإيران ينفيان ذلك. وأكد تقرير للأمم المتحدة أن إيران مدت الحوثيين ببعض الاسلحة، ولكنه لم يحدد تاريخ التسليم.
ويعتقد التحالف بقيادة السعودية أن حرمان الحوثيين من هذه الإيرادات يجعلهم يستسلمون ويقبلون بالتفاوض لإنهاء الحرب الأهلية في اليمن.
ولكن التقديرات السابقة لقوة الحوثيين كانت كلها خاطئة، فبعد ثلاثة أعوام من الحرب لا يزالون يسيطرون على أغلب المناطق اليمنية التي فيها أكبر كثافة سكانية.
وقالت مصادر عسكرية إماراتية إنها أعدت خطة لمخادعة الحوثيين، وإن المزيد من هذه الخطط سيأتي لاحقا. ومن بين هذه الخطط إيهام الحوثيين بأنهم سيهاجمون بحرا شمالي المدينة، بينما كانت القوات البرية تتقدم من الجنوب.
ولكن العملية لم تكن بلا خسائر إذ قتل أربعة من البحارة الإماراتيين بعد إصابة سفينتهم بصاروخ مضاد للسفن أطلقه الحوثيون.
وتنتشر في قاعدة الإمارات بأريتريا قوات إماراتية "كبيرة"، وفيها طائرات أف 16 وطائرات عسكرية أخرى يعتقد أنها ستشارك في الحملة العسكرية على ميناء الحديدة.
وقال المتحدث العسكري الإماراتي: "لن تشاهدوا حالة مثل حالة الموصل، إذ أن الطيران دك جميع مباني المدينة وسواها بالأرض".
ولكن الغارات الجوية السعودية أسقطت عددا كبيرا من الضحايا في اليمن، دون أن تزحزح الحوثيين من المدن الكبرى.
وقال رئيس لجنة الإنقاذ الدولية، ديفيد ميليباند، لبي بي سي إن عدد الغارات الجوية التي نفذت في ثلاثة أعوام وصل 100 ألف غارة، و4500 منها أصابت مدنيين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق