بي بي سي ـ
أطلق مسلحون النار على استعراض عسكري بمدينة الأهواز، جنوب غربي إيران، وهو ما أسفر عن مقتل 29 شخصا، على الأقل، بينهم مدنيون، وجرح نحو 57 آخرين بحسب وسائل إعلام حكومية إيرانية.
وهددت إيران برد "ساحق" على منفذي الهجوم والجهات التي تدعمهم.
وأفادت تقارير أن المهاجمين أطلقوا النار من متنزه قريب من موقع الاستعراض، وكانوا يرتدون ملابس عسكرية.
وأعلنت المقاومة الوطنية الأهوازية، وهي جماعة عربية مضادة للحكومة الإيرانية، مسؤوليتها عن الهجوم.
كما أعلن تنظيم الدولة الإسلامية في بيان بثه على وكالته الدعائية "أعماق" مسؤوليته عن الهجوم بيد أنه لم يقدم دليلا على ذلك.
وأشار بيان التنظيم المقتضب على تيلغرام إلى أن الرئيس حسن روحاني كان حاضرا في العرض العسكري بالأهواز، لكن وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية بثت صورا ومقاطع فيديو لحضور روحاني اليوم عرضا عسكريا آخر في العاصمة طهران.
وتعهد الرئيس الإيراني في اتصال هاتفي مع وزير الداخلية إلإيراني، عبد الرضا رحماني فضلي، برد "ساحق" على الهجوم، موجها أوامره "بتعبئة إمكانات جميع الأجهزة الأمنية لكشف الإرهابيين وارتباطاتهم "مشددا على تحميل حماتهم المسؤولية، بحسب وكالة فارس للأنباء.
واتهم وزير الخارجية الإيراني من سماهم "إرهابيين مدفوعين من نظام أجنبي" بالمسؤولية عن الهجوم.
وتحيي إيران ذكرى بدء الحرب مع العراق، التي استمرت في الفترة بين عامي 1980 و1988، بسلسلة استعراضات عسكرية في عموم البلاد.
ما الذي حدث؟
أفادت وكالة "فارس" للأنباء أن الهجوم بدأ في الساعة التاسعة بالتوقيت المحلي (السادسة والنصف بتوقيت غرينيتش) واستمر نحو 10 دقائق، ويعتقد أن أربعة مسلحين اشتركوا في تنفيذه.
وبحسب الوكالة نفسها، فإن المهاجمين أطلقوا النار على مدنيين وحاولوا مهاجمة مسؤولين عسكريين كانوا على منصة الاستعراض.
وأشارت وكالة إيرنا للأنباء إلى أن "ثمة عددا من الضحايا غير العسكريين، بينهم نساء وأطفال جاءوا لمشاهدة الاستعراض".
وقتلت القوات الأمنية ثلاثة من المهاجمين وتمكنت من اعتقال الرابع وكان مصابا بجروح بليغة نقل على إثرها إلى المستشفى حيث توفي هناك. بحسب المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية، العميد أبو الفضل شكارجي.
من يقف وراء الهجوم؟
ثمة تقارير متناقضة بشأن من يقف وراء الهجوم.
وأعلن متحدث باسم المقاومة الوطنية الأهوازية، وهي مظلة تضم جماعات تقول إنها تدافع عن حقوق الأقلية العربية في إيران المتركزة في محافظة خوزستان، إنها الجماعة المسؤولة عن الهجوم.
بيد أن المتحدث لم يقل هل أن للجماعة صلات ببلدان أخرى‘ وهو ما تدعيه إيران، إذ قال وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، إن "الإرهابيين الذين يقفون وراء الهجوم "تلقوا تسلحيا وتمويلا من نظام أجنبي"، مضيفا أن "إيران تحمل رعاة الإرهاب الإقليميين وسادتهم الأمريكيين المسؤولية".
وسبق أن اتهمت إيران منافستها الإقليمية، المملكة العربية السعودية، بدعم نشاطات انفصالية في أوساط الأقلية العربية في إيران.
وفي غضون ذلك قال شكارجي لوكالة الأنباء الرسمية إن المهاجمين ليسوا من مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية، بل "جُندوا وتدربوا على أيدي دولتين خليجيتين"، وإن لديهم صلات بالولايات المتحدة وجهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد".
ماهي ردود الأفعال الدولية حتى الان؟
أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن أسفه العميق لوقوع ضحايا جراء الهجوم بالأهواز.
ووصف بوتين في اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني روحاني، الهجوم بـ "الجريمة الدموية".
كما أعربت الحكومة السورية في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) عن "تعاطفها وتضامنها الكامل مع الجمهورية الإسلامية الايرانية".
وأضافت في بيانها " نؤكد مجددا أن رعاة الإرهاب في المنطقة لن يستطيعوا تحقيق مخططاتهم عبر هذه الجرائم الدنيئة وان الفشل المحتوم والهزيمة سيكونان مصير هذه المؤامرات".
وفي العراق، الدولة المجاورة، لم يصدر بعد أي رد فعل رسمي عن الحكومة العراقية، بيد أن وسائل إعلام محلية نقلت حسن كريم الكعبي، النائب الأول لرئيس مجلس النواب، إدانته في بيان أصدره للهجوم وأسفه لوقوع ضحايا بين المدنيين وفي "صفوف القوات العسكرية الإيرانية".
وكانت تقارير أشارت إلى إغلاق إيران للمنفذين الحدودين مع العراق في منطقتي الشيب والشلامجة في أعقاب الهجوم في الأهواز، بيد أن مسؤولا إيرانيا أعلن في وقت لاحق أن منفذ الشلامجة عاد إلى العمل بشكل طبيعي بعد توقف لساعات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق