دعا الزعيم الشيعي مقتدى الصدر مساء الجمعة إلى استقالة الحكومة العراقية برئاسة عادل عبد المهدي وإجراء انتخابات مبكرة بإشراف الأمم المتحدة، وسط تصاعد وتيرة المظاهرات المطلبية وسقوط 73 قتيلا على الأقل منذ الثلاثاء.
وأعلنت لجنة حقوق الإنسان النيابية السبت ارتفعت حصيلة قتلى الاحتجاجات إلى 73، معظمهم من المتظاهرين، بينما أصيب نحو ثلاثة آلاف بجروح. وتتضمن حصيلة القتلى ستة عناصر شرطة على الأقل لقوا حتفهم خلال المواجهات وفق مصادر طبية وأخرى في الشرطة.
وكانت مفوضية حقوق الإنسان العراقية أعلنت منتصف ليل الجمعة السبت مقتل 60 شخصا خلال أربعة أيام من الاحتجاجات الدامية في العراق، مشيرة إلى وجود 18 جثة على الأقل في مستشفى واحد في بغداد.
لكن هذه الحصيلة تظل مرشحة للارتفاع، مع وجود أكثر من 1600 جريح بحسب المفوضية. ودارت مواجهات عنيفة الجمعة بين متظاهرين وشرطة مكافحة الشغب في بغداد.
في المقابل، قال الزعيم الشيعي مقتدي الصدر في بيان "أحقنوا الدم العراقي الشريف باستقالة الحكومة" من خلال إجراء "انتخابات مبكرة بإشراف أممي، فما يحدث (...) لا يمكن السكوت عليه". ويدعم رجل الدين الشيعي كتلة "سائرون" التي تصدرت الانتخابات البرلمانية التي جرت في 2018 بحصولها على 54 مقعدا من أصل 329.
كما دعت المرجعية الدينية الشيعية العليا الحكومة والبرلمان إلى تحمل المسؤوليات والاستجابة لمطالب المتظاهرين.
وكان رئيس الوزراء العراقي أمر الجمعة برفع حظر التجول في العاصمة بغداد بدءا من الساعة الخامسة فجر السبت (02,00 ت غ). وتضمن بيان لخلية الإعلام الأمني "وجه رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة عادل عبد المهدي برفع حظر التجول في بغداد، من الساعة الخامسة صباح غد السبت، وذلك لضرورات ومتطلبات المواطنين في حياتهم اليومية".
ومع ذلك، لا يزال حظر التجول ساري المفعول في مناطق أخرى تشهد احتجاجات بجنوب البلاد.
وللمرة الأولى، اتهمت قوات الأمن "قناصة مجهولين" بإطلاق النار على المتظاهرين وعناصر الأمن في بغداد، ورفضت اتهامات باستخدام القوة المفرطة وجهتها منظمات حقوقية. وأشارت خلية الإعلام الأمني إلى "استشهاد اثنين من عناصر القوات الأمنية ومواطنين اثنين" في وسط بغداد "بنيران قناصين مجهولين".
في غضون ذلك، أيد رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي المتظاهرين، في تصريح داعم لهؤلاء قائلا "صوتكم وصل، رسالتكم وصلت". مضيفا "إذا لم أر الدولة متجهة نحو تلبية طموح الشعب وبعث الأمل في نفوسهم، سأنزع سترتي وتجدوني أول شخص بين المتظاهرين". ودعا المحتجين الى المجيء لمجلس النواب.
وسارت مظاهرات أخرى في محافظات النجف وميسان وذي قار وواسط والديوانية وبابل والبصرة، لكن الهدوء يطغى في شمال بغداد وغربها، وهي مناطق تسكنها غالبية من العراقيين السنة، وكذلك في إقليم كردستان.
وانطلق الحراك الاحتجاجي بعد دعوات للتظاهر تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي، للتنديد بتفشي الفساد والبطالة وانهيار الخدمات العامة والنقص المزمن في التيار الكهربائي ومياه الشرب.
فرانس24/ أ ف ب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق