السبت، 23 نوفمبر 2019

الرجل الذي فقد ظله... بين المذكرات والمقال!؟ صعود وسقوط المصرفي البحريني حسين نجادي

اختيار وإعداد عادل محمد
24 نوفمبر 2019

 من المفارفات العجيبة أن عنوان مقال صاحبي الإعلامي والكاتب الصحفي البحريني سعيد الحمد، المنشور في 22 نوفمبر 2019، يشبه العنوان "الرجل الذي فقد ظله" في الجزء الثاني من مذكراتي (مذكرات بحريني عجمي):  

الرجل الذي فقد ظله

في مقابلة مع قناة الجزيرة (9 أبريل 2009) قال بأنه ولد في البحرين، وهذا غير صحيح لأنه مولود في إيران وجاء إلى البحرين من بندر طاهري في نهاية الأربعينيات مع والده الذي كان يعمل في السفن التجارية لنقل المنتوجات الزراعية والفواكه من إيران الدول الخليجية. ثم سكنوا في بيتنا وعمل في مهنة "صبي" (نادل) في “قهوة علي” بالقرب من سوق المقاصيص (الحراج) في العاصمة المنامة.

بعدما توفى والدي في 22 نوفمبر 1971، جاء إلى منزلنا بعد عدة أيام من الوفاة قادماً من سويسرا. عندما قمت بنقله إلى الفندق الذي كان يسكن فيه مع زوجته السويسرية وابنه، وشاهد سيارتي الفلوكس فاغن العتيقة، قال لي بأنه سوف يرسل لي تذكرة سفر من سويسرا لأزوره وأكون ضيفاً عنده وسيقوم بشراء سيارة أميركية لي وسيبعثها إلى البحرين لأتخلص من سيارتي العتيقة وأمتلك سيارة أميركية فارهة.

دارت الأيام ولم نسمع شيء عنه، لكن في أحد الأيام تفاجئنا بزيارته إلى منزلنا وبدلاً من إعطائي تذكرة سفر وإهدائي سيارة أميركية، أتى يطالب بحفنة من الروبيات (عملة بحرينية قبل الاستقلال) وهي سهم والدته من ورثة منزل الوالد الذي كنا نسكن فيه. علما بأنه كان أثناءها يمتلك شركة استثمارات في سويسرا بالشراكة مع أحد السويسريين!!!.

عندما شرحت له بأن والدي الذي قام بشراء المنزل بالشراكة مع أخيه المتوفى، ودفع سهم أخيه الثاني قبل تحويل ملكية المنزل باسمه، ولكن عمتي رفضت أن تأخذ سهمها وقالت بأنها عندما كانت تمرض تحصل على رعاية وعناية والدتي ولم تذهب إلى المستشفى للعلاج. غضب مني وتلاسن معي وتركنا ورجع إلى سويسرا.

بعد سنين طوال عاد إلى البحرين وعمل في البنك الآسيوي العربي، بوظيفة المدير التنفيذي ومن ثم سٌجن بتهمة الاختلاس وأطلق سراحه بعد عدة سنوات. أثناء ذلك قابلناه صدفة عند زيارتنا لوالدته المريضة في المستشفى. حينها عادت العلاقات بيننا وكنا نقوم بزيارات متبادلة لعدة أشهر، قبل أن نتفاجئ بأمر الاستدعاء إلى قسم التحقيقات الجنائية في العدلية من قبل شخصين طرقا بابنا مساءاً . في الساعة السابعة صباحاً من اليوم التالي ذهبنا إلى قسم التحقيقات وقاموا بالتحقيق معنا عن هدف وطبيعة علاقاتنا معه حتى الساعة الرابعة مساءً وثم أخلوا سبيلنا. وكانت هذه نهاية علاقتنا معه.

بعد أشهر قام بنقل والدته المريضة من البحرين إلى مدينة شيراز وأسكنها في منزله الشخصي الذي كان يمتلكه. ثم بعد مدة قام بنقل والدته من شيراز إلى بندر طاهري ليبيع البيت من أجل الحصول على ملايين التوامين من سعر البيت!؟. لقد سألت أحد أقربائي عن بعض صفاته، رد قائلاً لا أعلم كثيراً لكن أستطيع أن أؤكد بأنه مخادع وكذاب.

كان حسين نجادي إنساناً ناجحاً في العمل والمعاملات التجارية لكن حياته الزوجية كانت فاشلة، حيث فشل في زواجه الأول من ابنة عمه في إيران وقام بتطليقها بعد عدة أشهر، وطلّق زوجته السويسرية بسبب الخيانة الزوجية، هذا ما قاله لي شخصياً بأنها كانت على علاقة غير شرعية مع مدرّب السياقة الذي كان يعلمها السياقة، وزوجته الثالثة تطلقت منه عندما كان في السجن.

حسب قرابتي وعلاقتي معه منذ أيام الطفولة حتى بعد إطلاق سراحه من السجن ومغادرته البحرين، وجدته إنسان ذكي ومجتهد ومغامر لكنه للأسف صاحب شخصية غامضة وخبيثة وممكن أن يخون أصحابه من أجل مصالحه الشخصية. هنا أقدم لكم شهادتين من شخصين مختلفين كانا مسجونين معه، وهما الفقيد مجيد مرهون الذي زارني في المنزل بعد إطلاق سراحه من السجن، قال لي بأن ابن عمتك كان يتآمر مع مسؤولي السجن ضد المساجين ويخلق لهم المشاكل، ونفس الحكاية سمعتها من أحد السجناء السياسيين المخضرمين الذي كان سجين معه، هذا بالإضافة إلى أقوال أحد مؤسسي جبهة التحرير، الذي قال لي بأن معظم الرفاق القياديين في الجبهة يظنون بأنه عميل للسي آي إي.

في حقيقة الأمر وبعدما كشف الرداء عن هذه الشخصية الغامضة يتضح لنا أنه مارس الخديعة بتفنن، لكن البعض قد يحسن الظن ويبدي حسن النية تجاه هذه الشخصية. حكاية صاحب هذه الشخصية الغامضة الذي صال وجال حول العالم وتقلد المناصب الإدارية العليا في الشركات والبنوك  حتى دخوله السجن، تشبه حكاية الرجل الذي فقد ظله. (الجزء الثاني من مذكرات بحريني عجمي - 26 ديسمبر 2011 - الحوار المتمدن). 

اغتيال المصرفي حسين نجادي في ماليزيا وإصابة زوجته

قتل يوم الاثنين 29 يوليو 2013 رجل اعمال البحريني حسين احمد نجادي في العاصمة الماليزية كوالالمبور.. فيما نقلت مواقع اخبارية ان الشرطة الماليزية تطارد ثلاثة اشخاص مشتبه بتورطهم -بمقتل نجادي 75 عاماً- الذي قتل بالرصاص قرب موقف للسيارات بعد ان كان قد انهى اجتماع عمل. وبحسب مسؤولون في الشرطة الماليزية فقد تمكنت اجهزة من تحديد هوية الشخص الذي اطلق النار بالاضافة الى شخصين اخرين كانا برفقة القاتل حيث تعرفت عليهم بواسطة كاميرات المراقبة المحيطة بالمعبد الذي كان قد غادره المجني عليه برفقة زوجته الماليزية، كما حددت الشرطة سبعة شهود كانوا في موقع الحادث واكدوا ان القتلة قد اطلقوا النار امام الناس داخل موقف للسيارات. وكان المجني عليه قد تلقى 4 رصاصات قاتلة فيما اصيبت زوجته برصاصة باليد. 

الرجل الذي فقد ظله

نقف مع تظاهرات واحتجاجات شعب العراق؛ لأنها ضد الدولة الثيوقراطية الولائية

 عنوان رواية قديمة للراحل المبدع فتحي غانم، أتذكر الرواية وأستحضر الرجل الذي فقد ظله، حينما أرى المأزومين يكابرون في تدوير زوايا أزمتهم، ويحاولون عبثًا تلبسينا أزمتهم ولصقها بنا بصورة يثيرون فيها الشفقة، ناهيك عن أنهم أصبحوا مدعاة للسخرية في المجتمع.

فنحن منذ البداية واضحون كالشمس في كبد السماء، لم نتلون، ولم نتبدل، ولم نخلع قمصاننا الوطنية، ولم نضيع مشيتنا.

كنّا ومازلنا مع الدولة المدنية الحقوقية والدستورية نقطة على السطر وضعناها مبكرًا، ودفعنا ثمن خيارنا المدني.

واجهنا منذ سنوات وسنوات أصحاب المشاريع الثيوقراطية، ولم نميز أو نفرق على أساسٍ مذهبي أو طائفي، لننتقي التصدي لأصحاب مشاريع الدولة الثيوقراطية فنواجه هذا الطيف، ونبرر ونصمت عن ذاك الطيف، وشواهدنا ووثائقنا ومواقفنا مسجلة وموثقة ومنشورة، ولعل المحاكم تشهد على ما تحملنا من أصحاب مشاريع الدولة الثيوقراطية من فوق منابرهم بغض النظر عن طائفتهم او مذهبهم، فمواقفنا لا تقبل القسمة على اثنين.  

هذه مقدمة بسيطة وقصيرة لمن يحاول أن يتلاعب بالبيضة والحجر كأي حاوٍ فاشل، فيزعم غامزًا من قناتنا، كيف تكونون ضد «تظاهرات» البحرين، ثم تؤيدون اليوم تظاهرات العراق.

وهي حجة وغمزة عاجزة عاطلة، فتظاهرات البحرين في 2011 كانت تريد ضمن مشروعها الثيوقراطي الولائي إسقاط الدولة المدنية البحرينية، فكان من الطبيعي وانسجامًا مع مواقفنا المدنية الثابتة أن نكون ضدها إلى آخر الشوط وبكل قوة وصلابة؛ لأننا قرأنا المؤشرات الخطيرة لمشروع تلك التظاهرات الثيوقراطية، وهو مصير شعب العراق الآن.

صور من أحداث البحرين عام 2011.. من الشعارات الرنانة إلى المطالب بإسقاط النظام

ووقفنا ونقف مع تظاهرات واحتجاجات شعب العراق؛ لأنها ضد الدولة الثيوقراطية الولائية بقيادة قاسم سليماني والحرس الثوري الثيوقراطي الذي ينصب حكومات العراق الصورية التي ثار عليها شعب العراق.

إذن موقفنا هنا في البحرين هو نفس وهو امتداد لموقفنا مع شعب العراق، نعارض وننافح ضد الدولة الثيوقراطية في جميع نسخها وأشكالها بغض النظر عن لونها الطائفي والمذهبي والعقائدي، نذكر تاريخنا يشهد على ذلك.

 ومحاولتهم الغمز واللمز من خط الدفاع الأول المدني عن دولتنا المدنية إن كانت للنيل الفاشل والعاجز منا وبطريقة الانتقام أو الثأر المضحك بأثرٍ رجعي «لاحظ رجعي»، فإنها في ذات الوقت هروب مخجل و«شردة» من تحديد موقفٍ واضحٍ من احتجاجات وتظاهرات الشعب العراقي والايراني واللبناني، وما يتعرض له من بطش وانتهاك واغتيال واعتقال، وهو هروب لا يُواري سوءاتهم مهما خصفوا عليها من أوراق توتٍ مثقوبة.

 والقول بأزدواجية الموقف او انتقائية الخيارات قول مردود عليه؛ لأنه يقوم حجة عليهم وليس حجةً لهم.

فكيف انحازوا وكيف شاركوا وكيف نافحوا ودافعوا عن تظاهرات البحرين مثلًا وصمتوا صمت القبور عن تظاهرات واحتجاجات العراق ولبنان ثم صمتوا صمتًا مخجلاً عن تظاهرات واحتجاجات ايران، وما أدراك ما ايران، يا من بلعت لسانك عنها، وهي تجري على مرمى حجر منك!!.

احتجاجات لبنان 2019 قدوة لشعوب الشرق الأوسط 

باختصار شديد وبدون «عوار راس معكم»، احتجاجات وانتفاضات الشعب الايراني والشعب العراقي والشعب اللبناني فضحت مواقفكم وكشفت ولاءاتكم وارتباطاتكم وتخليكم تمامًا عن الدفاع عن الدولة المدنية، فقد صرتم وأصبحتم من أصحاب المشروع الثيوقراطي المتخلف في نسخته الخمينية، ولن تستطيعوا بعد اليوم نفي ذلك، فلا تلجئوا إلى أسلوب رمتني بدائها وانسلت.

 من مثلكم الآن عليه أن يتوارى ويبتعد ولا بأس أن «يتقاعد» او يعتزل السياسة، ويكف عن أن يكون منظرًا وقائدًا وزعيمًا سياسيًا، فالزمن ليس زمنه منذ سنوات سقوط دوار العار، فلماذا الإصرار على البقاء، هل لمزيد من التوريطات والرهانات الخاسرة، وهل هناك ما تخسرونه بعد أن ذهبتم بـ«ربعكم» إلى ما ذهبتم بهم إليه، ففقدوا كل شيء بسببكم وخسروا ما كان لهم، المكابرة الساذجة والعبثية لا فائدة منها، فقد غادركم الزمن منذ سنوات وسنوات. 

​المصادر: المواقع العربية وموسوعة ويكيپيديا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق