كتب عادل محمد
15 ديسمبر 2019
أوجه التشابه بين النكبة التي حلت على الشعب الفلسطيني والشعب الايراني. لقد لعب الاستعمار البريطاني الدور الرئيسي في نكبة الشعب الفلسطيني عام 1948، والشعب الايراني عام 1979!.
الدور البريطاني في نكبة الفلسطينيين
اتهم باحثون وأكاديميون عرب، في مؤتمر عقده مركز العودة الفلسطيني، في العاصمة البريطانية لندن في أبريل 2003، بريطانيا بالمسؤولية المباشرة عن جرائم الحرب والإبادة، التي عرفتها فلسطين قبل عام 1948، تاريخ تأسيس الدولة العبرية، وبالمسؤولية غير المباشرة عن الجرائم، التي اقترفتها إسرائيل في حق الفلسطينيين، طيلة أكثر من نصف القرن الماضي.
ورأى الباحثون في المؤتمر، الذي حمل عنوان "بريطانيا وحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتفاوض"، أن بريطانيا تتحمل مسؤولية خاصة، بالنسبة للمأساة الفلسطينية، بالنظر للدور التاريخي، الذي لعبته في تأسيس الدولة العبرية، وبالنظر للجهود، التي مهدت بها لتأسيس هذا الكيان الاستعماري، الذي قام على العنف والدم والمجازر.
الخمينية سلاح الاستعمار البريطاني لتجزئة إيران
الدكتور حميد نديمي استاذ الفنون في جامعة آية الله محمد بهشتي الذي رسم رمز جمهورية الملالي بأمر الخميني وثم اختفى. الرمز المستوحاة من رمز طائفة السيك، بسبب علاقات جد الخميني مع السيك!؟
بريطانيا عندما كانت دولة عظمى استطاعت احتلال واستعمار بلدان عديدة بواسطة أساطيلها الحربية لكنها في الوقت نفسه فشلت في احتلال إيران، سواء عن طريق إرسال الجواسيس والمخربين داخل الأراضي الإيرانية أو باستعمال القوة العسكرية، وحينما هاجمت قواتها البحرية سواحل إيران في عام 1915، واجهت مقاومة شديدة وبطولية من جانب أهالي مدن دشتستان وتنگستان التابعة لمحافظة بوشهر في جنوب إيران. بعد هذه الهزيمة قامت بتحريك الجواسيس والعملاء الموجودين داخل الأراضي الإيرانية بين القبائل والعشائر من أجل التخريب وانفصال الأقاليم.
فقامت باختيار جد الخميني الذي كان يسمى "سيد أحمد هندي" لهذه المهمة، الذي انتقل قبل نحو 180 سنة من الهند إلى إيران بمساعدة "شركة الهند الشرقية" التابعة للاستعمار البريطاني. وكان هدف البريطانيون تحريض القبائل والعشائر الإيرانية ضد الحكام من أجل تقسيم إيران إلى دويلات حتى يسهل لهم التدخل في شؤونها ونهب ثرواتها. كان جد الخميني أحمد هندي مع أنصاره يقومون بعمليات تخريبية في المناطق القريبة من العاصمة، وعناصر أخرى بقيادة البريطاني "السير أوستن هنري لايارد" الذي كان يدّعي بأنه عالم آثار كانوا يحرضون العشائر والقبائل الإيرانية القريبة من الحدود العراقية من أجل الانفصال.
معظم مؤامرات البريطانيين ضد إيران في العقود الماضية باءت بالفشل ولكن في عام 1979 استطاعت الدول الغربية استغلال الثورة العارمة للشعب الإيراني ضد النظام الملكي وعملت بكل الوسائل والطرق حتى تتحول مسيرة الثورة لخدمة أهدافها، وتآمرت بطريقة غير مباشرة مع الخميني وزمرته على إبعاد القوى الوطنية واليسارية التي شاركت في الثورة لتمكين القوى الدينية بقيادة الإمام الخميني السيطرة على الحكم.
حسب مذكرات "آية الله مرتضى بسنديده" الشقيق الأكبر للخميني، والوثائق البريطانية وكتاب (الإنكليز بين الإيرانيين) تأليف "سير دنيس رايت" السفير البريطاني في ايران سنة 1963، وكتاب (سلالة الإمام الخميني) تأليف الكاتب والباحث الإيراني "مهدي شمشيري"، بأن جد الخميني "سيّد أحمد هندي" من رعايا الهند في كشمير بُعث إلى إيران عن طريق العراق بواسطة "شركة الهند الشرقية" التابعة للاستعمار البريطاني بين العام 1824 – 1834 إبان حكم محمد شاه قاجار (لا يوجد تاريخ دقيق في الوثائق عن سفر سيد أحمد هندي).
كان الدور الأساسي لشركة الهند الشرقية هو تجنيد العملاء والجواسيس من الدراويش والمبشرين وثم إرسالهم إلى ايران والدول الأخرى من أجل التجسس وتحريض القبائل والأقليات القومية في الأقاليم الإيرانية وتشجيعهم على الحركات الإنفصالية للهدف المنشود وهو خلق دويلات صغيرة في المنطقة تدور في فلك الاستعمار البريطاني، في حين الذين كانوا يخططون ويقودون هذه العمليات كانوا يبعثون من بريطانيا إلى العراق بعد تعرّفهم على التقاليد ولهجات القوميات الإيرانية. "السير أوستن هنري لايارد" كان أحد هؤلاء، حيث كان يتنقل بين العراق وإيران بصفة عالم آثار، وكان على اتصال بجواسيس بريطانيا في وسط الأراضي الإيرانية لتنسيق وتسيير العمليات التخريبية (الرجاء مراجعة معجم المنجد 2000 قسم الأعلام ص. 491 بالإضافة إلى موقع غوغل بحث، للتعرف على الهوية الحقيقية للسير أوستن هنري لايارد).
"سيّد أحمد هندي" جد الخميني الذي كان من أهل كشمير والذي كان على صلة قوية مع طائفة السيخ في مدينة بنجاب، سافر إلى العراق حاملاً جواز سفر بريطاني بالترتيب مع شركة الهند الشرقية، وكان يتنقل بين كربلاء والنجف وبعد دراسة الفقه الشيعي سافر إلى إيران وأقام في قرية (خمين) التابعة لمقاطعة (كلبايكان) التي أصبحت فيما بعد مدينة صغيرة تقع في جنوب غرب العاصمة طهران. كان جد الخميني يتظاهر بأنه درويش ويعيش حياة متواضعة ولا يملك مالاً كافياً.
لكن بعد نحو عشر سنوات استطاع شراء قلعة كبيرة في قرية خمين في 15 ربيع الثاني من العام 1255 الهجرية (حسب كتاب مذكرات آية الله مرتضى بسنديده ص.11)، وتزوّج ثلاث مرات وآخر زوجاته كانت "سكينة خانم" جدّة الخميني. ثم انتقل مع عائلته للسكن في قلعة كبيرة الذي أصبح فيما بعد مالكاً لها. كانت القلعة تتكوّن من عدة بيوت وبرج للمراقبة وسجن ومزرعة.
كان جد الخميني يحمل جواز سفر بريطاني دبلوماسي ويحظى بحصانة دبلوماسية من قبل السفارة البريطانية في العاصمة طهران وكان العلم البريطاني يرفرف فوق برج القلعة التي كان يسكن فيها. كان يقود مجموعة من الجواسيس المنتحلين شخصية الدراويش وكان من بينهم ضابط مخابرات بريطاني كبير يتكلم اللغة الفارسية واللهجة المحلية بطلاقة، وكانوا ينقلون الأخبار عن الأحداث السياسية إلى السفارة البريطانية في طهران بواسطة جد الخميني. وحسب الوثائق فان جد الخميني "سيد أحمد هندي" كان عميل ومأجور مباشر للاستعمار البريطاني.
المصدر: كتاب "خاندان خميني" (سلالة خميني)، تأليف الباحث والمؤرخ الإيراني مهدي شمشيري – ترجمة عادل محمد
من بركات الثورة الخمينية
مؤامرة الولايات المتحدة والدول الغربية لتغيير النظام الملكي في إيران
في 5 يناير 1979 اجتمعت قادة الدول الغربية في جزيرة گواديلوپ، المستعمرة الفرنسية في البحر الكاريبي، وكان الاجتماع يضم الرئيس الفرنسي جيسكار ديستان، والرئيس الأميركي جيمي كارتر، والمستشار الألماني هلموت اشميت ورئيس الوزراء البريطاني جيمس كالاهان. وكان هدف الاجتماع هو استغلال الثورة الإيرانية لتغيير النظام الملكي إلى نظام إسلامي ومحاصرة الاتحاد السوفيتي بحزام أخضر يتكوّن من الدول الإسلامية، خشية من المد الشيوعي واستيلاء الحركات الوطنية واليسارية على الحكم في الدول المجاورة للاتحاد السوفيتي.
من اليمين جيمس كالاهان، جيسكار ديستان، جيمي كارتر وهلموت اشميت
موسوعة ويكيپيديا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق