أكد الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، أنه “منذ اللحظة الأولى لصدور قرار إسقاط التهم عن العميل عامر الفاخوري حصلت اتهامات عديدة واستهدفت حزب الله ما يستدعيني لمقاربة الموضوع إذ أن هذه المعركة لم تنتهي”، موضحاً أنه “في الحديث عن صفقة خلف إطلاق سراح الفاخوري، نحن لا علم لدينا بأمر مماثل، ونحن لسنا جزء من أي صفقة ولم نشارك ولم نغطي أي صفقة، لأنه ليس هناك أي صفقة من الأساس”.
ولفت نصرالله، في كلمة ألقاها مساء اليوم الجمعة، إلى أن “القضاة والمؤسسات الأمنية والعسكرية وكل من له مصلحة في التوجه الأميركي، مارس الضغوطات منذ اليوم الأول، كما وجهت تهديدات مباشرة لكل من يعرقل إطلاق سراح العميل بفرض عقوبات، كما هددوا بحجب المساعدات عن الجيش اللبناني”، متابعاً “معلوماتي تقول أن الأميركيين كانوا يتصلون ليتكلموا بهذا الأمر، كما أتت وفود وعملت السفيرة الأميركية السابقة والحالية على موضوع إطلاق سراحه، ويعتبرون أن الفاخوري هو مواطن أميركي بغض النظر عن ماضيه، ويجب إطلاق سراحه وإلا…”.
أضاف نصرالله، “في ظلّ هذا المشهد السوداوي، يجب التوقف عند نقطة مضيئة، وهي أن القضاء اللبناني صمد 6 أشهر، وفي أعظم الدول عندما يتدخل الجانب الأميركي تحلّ المسائل خلال 48 ساعة”.
وأوضح أنه، “من دون أي ضغوط أو إحراج حصل النقاش معنا، ونحن معنيون بشكل أساسي في هذا الملف، وكنا نقول دائماً إن إسقاط التهم من دون أي شرط أمر خطير جداً، وقلنا إن هذا الملف سيفتح أبواباً خطيرة جداً على لبنان، إذ أن الأميركي سيكتفي بالتهديد ليحصل على مبتغاه فيما بعد”.
وأردف نصرالله، “أريد التأكيد لكل من سأل، أننا لم نتعرض لأي ضغوط أبداً، ولكن المسؤولين اللبنانيين تعرضوا لضغوط أميركية كبيرة. وكل مسؤول أو قاضي كان سيصمد في هذه المعركة، كان علينا أن نقدم له الحماية المطلوبة”.
وكشف أنه، “من الناس التي سمعت خبر إطلاق سراح الفاخوري عبر وسائل الإعلام، وصدر بعدها بيان لحزب الله، وحاولوا إخراج الفاخوري بشكل طبيعي عبر مطار بيروت، ولكن تمت عملية التهريب من عوكر بطريقة شكلت اعتداء سافراً على السيادة اللبنانية والقوانين والدستور”.
وقال إننا “رفضنا دائماً إسقاط التهم عن العميل، وأصرينا على إصدار الحكم العادل، ولم نغض الطرف عن القضية بتاتاً، إذ نحن أهل الدم ونحن أولياء الدم في هذه القضية
وفي ردٍ على ما أثير في الإعلام اللبناني، قال “كل ما أثير مبني على شبهة، وهي هل يمكن أن تأخذ المحكمة العسكرية قراراً من هذا النوع من دون موافقة الثنائي الشيعي. أؤكد لكم ألا علم لحركة أمل بالموضوع، “ونحنا وأمل بالهوا سوا”. الشبهة الأكبر تقول إن القرار في الدولة اللبنانية بيد حزب الله، وأنا أسأل، “معقول؟”.
وأكد أن “الحكومة لم تكن في يوم من الأيام حكومة حزب الله، ولا الدولة دولة حزب الله ولا القضاء تابع لحزب الله ولا المحكمة العسكرية. حزب الله قوى سياسية في لبنان ولديه نوابا ووزراء ويبالغ البعض أحياناً بوصفنا قوى إقليمية ولكن هناك العديد من القوى التي تملك تأثيراً أكبر”.
وأوضح أن “7 أيار لم يُنفذ من أجل مدير عام أمن المطار، ولكن بسبب قرار للحكومة اللبنانية في ذاك الوقت، وحفاظاً على سلاح المقاومة وتفادياً لصدام بين الحزب والقوى الأمنية كان 7 أيار، وكيف يطلب البعض تنفيذ 7 أيار ثان بسبب الفاخوري؟”.
وسأل، “شو بيعمل حزب الله بيّبعت الشباب”؟ لوقف عملية تهرب الفاخوري، والبعض طالب بإسقاط الطائرة التي هربت الفاخوري، وأقول له “أسقطها أنت”. لو أحرقنا السفارة الأميركية في عوكر أكنا سنسترد الفاخوري؟ ومتى، الآن في زمن الكورونا نحن الذين نطالب الناس بالبقاء في منازلهم”.
وأشار إلى أنه” ليس صحيحاً أن لبنان أصبح تحت النفوذ الأميركي، ولكن علينا إدراك أن للأميركي دائماً نفوذاً في لبنان حتى في أيام الوجود السوري ولكن لا يفعّله دائماً”.
واعتبر نصرالله، أن “عامر الفاخوري مطلوب هارب من العدالة اللبنانية لذا يجب استكمال المتابعة القضائية وربما متابعة محاكمته عبر محاكم خارجية. يجب تأليف لجنة تحقيق قضائية وحتى لجنة تحقيق برلمانية لنفهم ما حصل، لأن هذا الموضوع خطير وتعلمنا العبر منه”.
وقال إن “عتبنا اليوم على الصديق، والصديق أولاً يسأل عن موقف صديقه وإذا كان لديه نصيحة يتقدم بها، ونحن نقبل من أصدقائنا وحلفائنا النقد والنصح في العلن، والبعص “بدو يعمل أستاذ علينا، ماشي الحال”، ولكن الشك والإهانة والتخوين للمقاومة غير مقبول ولا نقبل الشتيمة من الأصدقاء ومن لا يتقبل هذه الأمور فليخرج من دائرة أصدقاء المقاومة”.
أما على الصعيد الصحي، فلفت الأمين العام لحزب الله إلى أن “كل المعطيات حول فيروس كورونا تشير إلى أن الموضوع بحاجة لأشهر، ما يرتب التشدد في الإجراءات والتشدد في العزل والبقاء في المنازل”، معتبراً أنه “في كل بلدة يجب تشكيل أطر اجتماعية للضغط على من يتخلف أو لا يلتزم وهذه مسؤولية الجميع وعلى الناس تحمل مسؤوليتهم في منع انتشار هذا المرض “.
وتوجه للحكومة بالقول، “إذا ارتأيتم أن أي منطقة معينة بحاجة لعزل، فـ”اتكلوا على الله” واتخذوا خطوات جريئة”.
وأردف، “يجب معالجة موضوع الاكتظاظ في السجون ونحن نؤيد العفو العام، ويجب تصنيف السجناء بشكل معين لتخفيف عدد السجناء في السجون”. وأكد أن “كل الزوار والطلاب الذين أتوا من إيران أُخضعوا للفحوصات اللازمة”.
وسأل نصرالله، “ماذا عن قطاع غزة المحاصر في ظلّ انتشار فيروس كورونا، كما نسأل عن اليمن الذي يخوض الحرب ويواجه “كورونا”، وعن إيران ألا يجب أن ترفع العقوبات الأميركية من أجل إدخال المعدات والمستلزمات الطبية لمواجهة “كورونا”؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق