واشنطن (أ ف ب)
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخميس أن مواطناً أميركياً لبنانياً كان موقوفاً لمدة ستة أشهر في لبنان بتهمة تعذيب سجناء عندما كان قياديا في ميليشيا "جيش لبنان الجنوبي" الذي تعامل مع إسرائيل أثناء احتلالها لجنوب لبنان، هو حاليا "في طريقه" إلى الولايات المتحدة برغم قرار قضائي في لبنان بمنعه من السفر.
وأقام عامر الفاخوري على مدى عشرين عاماً في الولايات المتحدة. ولدى عودته إلى لبنان في أيلول/سبتمبر الماضي، أُوقف وأطلق القضاء العسكري آلية ملاحقة بحقه. لكن المحكمة العسكرية اللبنانية قررت الإثنين إطلاق سراحه.
ولم يصدر أي تعليق رسمي من الحكومة اللبنانية عن الموضوع. إلا أن مصدراً أمنياً قال لوكالة فرانس برس في بيروت "نقل الفاخوري من لبنان عبر مروحية حطت الخميس على مدرج السفارة الأميركية في خرق يتمثل بعدم احترام قرار قضائي بمنعه من السفر".
وقال الرئيس الأميركي أثناء مؤتمر صحافي مخصص لأزمة فيروس كورونا المستجدّ، "عملنا بجدّ لتحريره". وأضاف "أشكر الحكومة اللبنانية التي عملت معنا"، من دون إعطاء المزيد من التفاصيل.
وتابع ترامب أن الفاخوري مريض "بالسرطان في مرحلة متقدمة" وسيكون "بامكانه أن يجد عائلته إلى جانبه"، مؤكداً أن "تحرير الأميركيين المسجونين في الخارج" يشكل جزءاً من "أولويات" إدارته.
وكان الفاخوري غادر لبنان في العام 1998، قبل عامين من انسحاب الجيش الإسرائيلي. في العام ذاته، صدر حكم غيابي بحقه بالسجن لمدة 15 عاماً مع الأشغال الشاقة لاتهامه بالعمالة لإسرائيل.
وأثارت عودة الفاخوري عبر مطار بيروت في أيلول/سبتمبر 2019، غضباً في لبنان. وجرى توقيفه بموجب الحكم الصادر سابقاً في حقه.
والإثنين، أصدرت المحكمة العسكرية قراراً بكفّ التعقبات عنه في جرم تعذيب سجناء في معتقل الخيام وتسبّبه بوفاة اثنين منهم، معتبرة أن الجرائم المسندة إليه "سقطت بمرور الزمن العشري (أي مرور أكثر من عشر سنوات على وقوع الجرم المدعى به)". وقررت إطلاق سراحه.
إلا أن مفوض الحكومة لدى محكمة التمييز طلب الثلاثاء نقض الحكم وإصدار مذكرة توقيف بحق الفاخوري وإعادة محاكمته، وفق ما نقلت الوكالة الوطنية للإعلام. كما أصدر قاضي الامور المستعجلة في النبطية في جنوب لبنان قراراً بمنعه من السفر لمدة شهرين.
ويلاحق الفاخوري أيضاً في دعوى أخرى رفعها عدد من المعتقلين السابقين في سجن الخيام، بجرم اعتقالهم وحجز حريتهم وتعذيبهم.
وكان الفاخوري قيادياً في ميليشيا "جيش لبنان الجنوبي" الذي كانت إسرائيل تموّله وتسلّحه.
وقال معتقلون سابقون إنه تولى مسؤولية قيادية في معتقل الخيام حيث تمّ سجن وتعذيب المئات من اللبنانيين والفلسطينيين خلال فترة الاحتلال الإسرائيلي لمنطقة جنوب لبنان التي استمرت 22 عاماً حتى العام 2000.
واتهمت منظمة العفو الدولية ومنظمات حقوقية أخرى مراراً "جيش لبنان الجنوبي" بارتكاب أعمال تعذيب "منهجية"، لا سيما في معتقل الخيام.
في الولايات المتحدة، نُظمت حملة للدفاع عنه خصوصاً بمبادرة السيناتور الديموقراطية جان شاهين التي رحّبت في بيان بإطلاق سراحه.
وجاء في البيان "اتّهمت المحكمة العسكرية اللبنانية عامر بجرائم غير مثبتة قد تصل عقوبتها إلى الإعدام، من دون تقديم عناصر ملموسة لدعم هذه الادعاءات".
وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية ديفيد شينكر في دردشة مع صحافيين إن "عشرات اللبنانيين المرتبطين بسجن الخيام أُدينوا لارتكابهم التعذيب وجرائم أخرى، لكن اسم الفاخوري لم يُذكر أبداً".
أما بالنسبة لعقوبته المتعلقة بالتعامل مع إسرائيل، فقد سقطت بمرور الزمن، بحسب شينكر.
وأضاف "إنها لعبة سياسية (...)، ربما تُستخدم في تبادل سجناء محتمل".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق