اختيار واعداد عادل محمد
22 ابريل 2020
قصة طبيب شجاع فضح السلطات الصينية فى حياته وموته.. اكتشف كورونا قبل انتشاره وحذر منه فاحتجزوه.. دفع ثمن شجاعته إصابته بالفيروس فتكتمت السلطات على خبر وفاته
دفع الطبيب الصينى لى وين ليانج حياته ثمن التحذيرات المبكرة من اندلاع الفيروس الغامض الذى تسبب فى التهاب رئوى لعدد من الحالات فى الصين أواخر العام الماضى، وكان ضمن مجموعة من 8 أشخاص ألقت السلطات الصينية القبض عليهم بهدف ترويح إشعاعات، والذين حاولوا تحذير المسعفين الآخرين من تفشي فيروس كورونا.
خبر جريدة mirroo البريطانية الذى استبدله بخبر وفاته بعد حذفه
الطبيب الشجاع لم يخشى التهديدات التى تلقاها، وقام بإرسال رسائل تحذيريه لزملائه بعد أن لاحظ خلال عمله فى مستشفى ووهان، وجود 7 حالات عليها أعراض تشبهه إلى حد كبير فيروس سارس الذى انتشر قبل ذلك فى الصين.
وأوضح تقرير جريدة "globel times"، أن الطبيب بعدها نصح باتخاذ التدابير اللازمة من ارتداء كمامات وملابس واقية، ليتفاجأ بعد ذلك باقتحام السلطات الصينية منزله، وتوجيه ضده اتهامات نشر معلومات خاطئة أزعجت النظام الاجتماعى، واضطر بعدها للتوقيع على مستند يقول إن أفعاله التحذيرية غير قانونية.
خبر جريدة ميرور عن وفاة الطبيب قبل حذفه من موقعها الرسمى
بداية ظهور المرض
تعود تفاصيل القصة إلى لى، وهو طبيب يعمل فى مستشفى ووهان المركزى حيث عولج أيضًا من الإصابة بفيروس كورونا، حيث حذر زملاءه فى الكلية من الفيروس القاتل فى ديسمبر 2019، وحثهم على الاهتمام.
وفى 30 ديسمبر، حصل على تقرير مريض يشير إلى علامات إيجابية لفيروس كورونا الذى يشبه السارس، ثم نشر معلومات فى دردشة جماعية تقول إن هناك سبع حالات مؤكدة من "السارس" ، وفقاً لأحد منشوراته في موقع ويبو الصينى.
وفى 3 يناير، وبخته الشرطة المحلية بسبب نشره "شائعات عبر الإنترنت" وطلبت منه توقيع خطاب ينفى ما نشره.
ومنذ ذلك الحين، عاد إلى العمل، بعد أن استقبل المرضى المصابين بفيروس كورونا، ثم بدأ السعال فى 10 يناير، ثم أصيب بالحمى فى اليوم التالى، وبعد ذلك تم نقله إلى المستشفى فى 12 يناير.
حصل الطبيب لى على علاج طارئ باستخدام ECMO (الأوكسجين الغشائى خارج الجسم) بعد أن توقف قلبه عن العمل.
وفاته التى حاولت السلطات الصينية التستر عليها
وفقا لتقارير وسائل الإعلام، تضاربت امس الخميس عدد من التقارير حول خبر وفاته، فبعد ان نشرت جريدة "mirroo" البريطانية خبر وفاته أمس الساعة 18 مساء وأكدت أن التقاير الطبية تفيد وفاته، الأن انتا عادت الساعة 21 لحذف الخبر ونشر انه مازال على قيد الحياة، على الرغم من التقارير الأولية التى تشير إلى عكس ذلك من وسائل الإعلام الصينية.
وذكرت التقارير أنه توفى لكنه قيل بعدها انه مصاب بأمراض خطيرة بعد أن تم إنعاشه.
ولكن مستشفى ووهان المركزى أصدرت على حساب موقع Weibo أم لى توفى فى الحجر الصحى بعد علاج الطوارئ، حيث قد أصيب بفيروس كورونا دون ان يعلم عند علاجه إحدى المرضى، بعدها تم نقله إلى الحجر الصحى.
ردود الأفعال فى الصين
انتقدت المحكمة العليا في الصين الأسبوع الماضي شرطة ووهان لمعاقبتها من اسمتهم مروحى الشائعات من ضمنهم الدكتور لى.
وقال رئيس المحكمة: "ربما كان من حسن الحظ احتواء فيروس كورونا الجديد، إذا كان قد استمعنا إلى هذه" الشائعات "فى ذلك الوقت، وتم اتخاذ تدابير مثل ارتداء الأقنعة، والتطهير الصارم وتجنب الذهاب إلى سوق الحياة البرية".
وقال الكثير ون على مواقع النظتواصل إن تجربة "المخبرين" الثمانية كانت دليلاً على عدم كفاءة السلطات المحلية في التصدي لفيروس معدي ومميت.
من جانيه قال أحد كبار علماء الأوبئة في المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها (CCDC) في مقابلة أجراها مؤخراً مع جريدة "global tums"، إنه ينبغي علينا أن نثنى على سكان ووهان الثمانية الذين أطلقوا التحذيرات الأولية.
وقال تسنج جوانج كبير علماء الاوبئة فى مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها "لقد كانوا حكماء قبل تفشى المرض".
فيما قال بعض مستخدمى الإنترنت الصينيين إن السلطات المحلية تدين له باعتذار رسمى، مدعين أنه خبر وفاته يبعث الكثير من الأسى.
وقال أحد مستخدمى الإنترنت فى أحد مواقع WeChat: "لقد فقدنا بطلاً"، مشيرًا إلى أنه إذا كان تحذيره قد يبعث على التنبيه ، فربما لم يستمر تفشي المرض.
الطبيب البالغ من العمر 34 عامًا والذي كان فى الأصل من مقاطعة لياونينج بشمال شرق الصين، التحق بجامعة ووهان عام 2004 ، وتخصص في الطب السريرى، وفقًا لتقارير وسائل الإعلام بعد 3 سنوات من العمل فى شيامن بمقاطعة فوجيان بشرق الصين، عاد إلى ووهان وكان يعمل في مستشفى ووهان المركزى منذ ذلك الحين.
كما ذكرت تقارير إعلامية أن زوجته الحامل لم تكن فى حالة جيدة، وقال لي في حسابه على ويبو إنه تم تشخيص إصابته بعدوى فيروس كورونا.
صرح لى لوسائل الإعلام فى تقارير سابقة بأنه "مع استمرار انتشار فيروس كورونا، لا أريد أن أغادر وسأعمل على خط المواجهة عندما أتعافى".
**********
هؤلاء كشفوا معلومات عن كورونا في الصين... ثم اختفوا
تقرير اتهم بكين باستخدام تطبيقات الهاتف الصحية لمراقبة المواطنين
في مطلع فبراير (شباط) الماضي، دوت طرقات مخيفة على باب منزل رجل الأعمال الصيني فانغ بن، ليفتح ويجد رجلين يقتحمان منزله ويأخذانه إلى الحجر الصحي، ليكتشف فيما بعد أن الرجلين لم يكونا أطباء، ولكنهما من رجال الشرطة يهددانه بعد نشره فيديوهات عبر «يوتيوب» تكشف واقع تفشي فيروس كورونا المستجد في البلاد
وكان بن بدأ نشر فيديوهات عن انتشار فيروس كورونا في مدينته تحت شعار «ننقل لكم الموقف الراهن هنا»، واعداً متابعيه «ببذل قصارى الجهد» في إفادتهم بكل جديد. والتقط بن فيديو يظهر تكدس أكياس الجثث جراء فيروس كورونا خارج أحد المستشفيات بالصين، وشوهد الفيديو 200 ألف مرة قبل أن تحجبه الرقابة، حسبما ذكر تقرير لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية.
وطلب الضباط تفتيش شقة بن وأخذوه بعيداً للاستجواب، وأمروه بالتوقف عن نشر «شائعات» حول الفيروس قبل مصادرة جهاز الكمبيوتر الخاص به. وقد أُطلق سراحه فيما بعد. ثم ظهر بن في فيديو آخر في التاسع من فبراير (شباط) قال فيه: «فلتكن ثورة من الجميع - أعيدوا السلطة إلى الشعب»، ولم يسمع عنه منذ ذلك الحين لمدة تصل إلى شهرين.
وذكرت الصحيفة البريطانية أن بن واحد من ثلاثة مبلّغين «اختفوا» بعد أن كشفوا معلومات لم ترد الحكومة الصينية إظهارها عن تفشي «كوفيد-19» في البلاد.
ومن بين هؤلاء الثلاثة المحامي والناشط الحقوقي الصيني تشين كيوشي الذي تحول إلى صحافي فيديو معروف في أوساط الناشطين، وعُرف في الفترة الأخيرة بتغطيته احتجاجات هونغ كونغ في أغسطس (آب) الماضي. والآخر هو المراسل التلفزيوني السابق لي زيهوا.
وتزعم جماعات لحقوق الإنسان في بكين أن الثلاثة يتعرضون للتعذيب والإرغام على كتابة اعترافات في مراكز احتجازات خارج نطاق القضاء، بعدما كشفوا قصصاً مأساوية عن تفشي كورونا، وينظر إليهم على أنهم أعداء للدولة.
وكشفت الصحيفة أن هناك ما سمته «الحملة المنظمة» من قبل النظام الصيني لوقف مواطني الدولة البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة حتى عن مناقشة تفشي مرض «كوفيد-19» فيما بينهم. وذكرت الصحيفة في تحقيقها أنه تم القبض على أكثر من 5100 شخص لمشاركتهم معلومات في الأسابيع الأولى من تفشي المرض، كما أنه يتم تصنيف المعارضين بأنهم «مرضى» لتتمكن الحكومة من احتجازهم في الحجر الصحي.
وتابعت الصحيفة أن التطبيقات الصحية التي يستخدمها عشرات الملايين من الصينيين لإظهار أنهم لا يحملون فيروس كورونا تُستخدم من قبل السلطات لرصد تحركات الأشخاص وتشديد السيطرة. كما أنه يتم تغريم مئات من المواطنين بسبب رسائل عبر الإنترنت حول طوابير المستشفيات التي تستقبل مرضى «كوفيد-19» ونقص المستلزمات الطبية أو حتى وفاة الأقارب.
وعدّ التحقيق أن تلك الحملة بدأت بالتنكيل بالطبيب الصيني لي وينليانغ وسبعة أطباء آخرين، بعد أن كان وينليانغ أول من حذر من انتشار فيروس شبيه بالسارس في مستشفى ووهان في الصين في ديسمبر (كانون الأول) وهددته الشرطة حينها ليصمت.
وكان وينليانغ يعمل في مركز تفشي الفيروس في ديسمبر (كانون الأول) عندما لاحظ إصابة سبع حالات ظنّها للوهلة الأولى مصابة بفيروس «سارس» - الذي تفشى كوباء عالمي عام 2003، ويعتقد أن تلك الحالات السبع كانت قادمة من سوق ووهان للمأكولات البحرية، وكان المصابون قيد الحجر الصحي في المستشفى الذي يعمل به وينليانغ.
واضطر الطبيب وينليانغ للتوقيع على وثيقة للشرطة تقول إنه «أخل بالنظام الاجتماعي بشكل خطير وخرق القانون»، قبل أن يعود إلى العمل في مستشفى ووهان المركزي، حيث توفي يوم 7 فبراير (شباط) الماضي، ما أثار الحزن والغضب في جميع أنحاء الصين.
وقبل يوم واحد من وفاة الطبيب وينليانغ، اختفى المحامي تشين كيوشي بعد أن نشر مقاطع فيديو تظهر الفوضى في مستشفيات ووهان وسط وجود ضحايا الفيروس في الممرات. ولدى المحامي أكثر من 400 ألف مشترك عبر موقع «يوتيوب» وأكثر من 250 ألف متابع عبر موقع «تويتر»، وأبلغت عائلته في اليوم التالي لنشر الفيديو بأنه محتجز في الحجر الصحي في مكان لم يكشف عنه.
وقبل اختفائه، أدرك كيوشي أن الشرطة كانت تقترب منه وأخبر متابعيه قائلاً: «طالما أنا على قيد الحياة، سأتحدث عما رأيته وما سمعته. أنا لست خائفاً من الموت. لماذا أخاف منك أيها الحزب الشيوعي؟»، واختفى بعدها بأيام.
وبعد ذلك بثلاثة أسابيع، قام لي زهوا (25 عاماً)، وهو مراسل سابق في التلفزيون الصيني الرسمي الذي أصبح معارضاً بالإبلاغ عن عدد الموتى في ووهان ببث مباشر أثناء اعتقاله عندما وصل ضباط شرطة بملابس مدنية إلى شقته. وفي وقت سابق من ذلك اليوم، قدم لي مجموعة صور وفيديوهات تعرض مشاهد بائسة للمجتمعات التي تعاني من نقص الطعام في المناطق المتوطن بها كورونا في ووهان، كما قدم للمشاهدين تعليقات حول كيفية ملاحقته من قبل الشرطة بعد زيارة معهد علم الفيروسات بمدينة ووهان الصينية، حيث يعتقد أن الوباء قد تسرب منه، وهو ما تنفيه الصين رسمياً.
والشخص المختفي الوحيد الذي أبدت الصين تعليقا رسميا بشأنه هو الملياردير صاحب العقارات رن تشى تشيانغ (69 عامًا)، والذي اختفى في مارس (آذار) بعد أن قال عن الرئيس شي جينبينغ إنه «كالمهرج» لسوء التعامل مع تفشي الفيروس. وبعد أسابيع من اعتقاله، أعلن مسؤولون في بكين أن رن محتجز بسبب «الانتهاكات الخطيرة» للقانون وللوائح الحزب الشيوعي.
ومنتقد آخر أسكتته الصين، وفق الصحيفة، هو أستاذ القانون شو زانغرون، الذي تم وضعه قيد الإقامة الجبرية في بكين وتم قطع اتصاله بالإنترنت بعد كتابة نقد شديد لتعامل الرئيس الصيني مع الأزمة، وقد تنبأ بالقبض عليه حين كتب عقب انتقاد الرئيس الصيني «قد يكون هذا هو آخر ما أكتبه».
وارتبطت العدوى الأولى بالفيروس بسوق للحيوانات في ووهان. ويعتقد الخبراء أن الفيروس يأتي من الخفافيش، وربما يكون انتقل إلى البشر عبر حيوان مضيف آخر.
وقالت فرانسيس إيف، نائبة مدير الأبحاث في منظمة حماية المدافعين الصينيين عن حقوق الإنسان ومقرها هونغ كونغ: «كل شخص اختفى معرض لخطر التعذيب أو على الأرجح محاولة إجباره على الاعتراف بأن أنشطته كانت إجرامية. أو ضارة للمجتمع. وكما رأينا في حالات سابقة، يتم إخضاع الأشخاص المختفين وإجبارهم على الاعتراف أمام شاشة التلفزيون الصيني».
وتنفي الصين علاقتها باختفاء المبلغين عن المخالفات. وعندما سُئل السفير الصيني لدى الولايات المتحدة تسوي تيان كاي، مرتين في مقابلات تلفزيونية عن مصير المحامي تشين كيوشي، أصر بغضب في المقابلة الثانية في مارس (آذار): «لم أسمع بهذا الشخص... لم أكن أعرفه في ذلك الوقت، وأنا لا أعرفه الآن».
وتعكس تلك المعلومات عن اختفاء نشطاء صورة صادمة عن الطريقة التي تعاملت بها السلطات المحلية في ووهان مع تفشي الفيروس في أسابيعه الأولى، فيما نفت الخارجية الصينية أول من أمس (الجمعة)، التعتيم على أي معلومات تخص تفشي فيروس كورونا في البلاد. ويتهم الرئيس الأميركي دونالد ترمب بكين بالتستر على معلومات حول الفيروس الذي تفشى في مدينة ووهان أواخر عام 2019.
المصادر: وكالات الانباء والمواقع العربية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق