عقد ايلي وفاطمة قرانهما قبل أشهر وعادا وتكلّلا قبل يومين في كنيسة قريته وسط انشغال العالم بوباء كورونا، جاءت صورة لعروس لبنانية محجبة في كنيسة لتشغل بال رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
العروس هي فاطمة شعبان، والعريس هو ايلي العلم. هي من بنات الطائفة الشيعية، وهو من أبناء الطائفة المارونية. الاثنان من قرى جنوب لبنان، والتقيا قبل نحو سنة، وجمعهما الحبّ، وقرّرا أن يتزوّجا.
عقدت فاطمة وإيلي قرانهما في شهر كانون الثاني/يناير الماضي، بحسب الشريعة الإسلامية، أمام شيخ بحضور الأهل والأصدقاء. وعندما قرّرا الانتقال إلى بيت الزوجيّة، تكلّلا أمام كاهن في كنيسة رميش، وهي قرية العريس الحدودية في جنوب لبنان، قبل يومين.
انتشرت على مواقع التواصل صورة من الزفاف الكنسي، وأثارت جدلاً، وانقسم المعلقون بين مباركين لشابين "يعكسان صورة جميلة عن التعايش بين الطوائف"، وممتعضين مما وصفوه "ردّة عن الدين".
رغم أنّ الزيجات المختلطة بين أبناء الطوائف المختلفة في لبنان ليست بالأمر المستجدّ، إلا أنّها ما زالت تثير تساؤلات في مجتمع يعطي التقاليد الدينية، والتوازنات السياسية بين الطوائف، أهميّة كبرى.
في أغلب الأحيان، تعقد الزيجات المختلطة خارج البلاد، لأنّ المحاكم اللبنانية لا تعقد زيجات مدنية، بل يتبع أبناء كلّ طائفة محاكمهم الشرعية والروحية الخاصة في شؤون الزواج والطلاق والميراث وغيرها.
ومن الشائع أن يزور آلاف الشبان اللبنانيين قبرص، وبعض البلدان الأوروبية، كلّ عام، لتسجيل زواجهم وفق عقد مدنيّ. وقد جوبهت مشاريع القوانين المتعلقة بالأحوال الشخصية ومنها الزواج المدني الاختياري، بمعارضة شديدة من المرجعيات الدينية، على مرّ السنوات.
بعد الانشغال بصورة الزفاف الكنسي، تبيّن أن الشابين عقدا قرانهما قبل أشهر، بحضور شيخ، وانتشر فيديو وصور من المناسبة على الانترنت.
حاولنا الاتصال بالعريسين فتبيّن أنهما يمضيان شهر العسل، ولم يرغبا بالحديث عن موضوع زفافهما.
بعض التعليقات السلبية على مواقع التواصل أثّرت عليهما، وأشعرت الثنائي ببعض الضيق للأضواء المسلطة على حياتهما الخاصة من دون استئذان.
اكتفيا بالقول إنّهما متفقان ومتحابان، وأحبّا أن يلتزما بالعادات والتقاليد، في زواجهما.
كذلك فضّل أفراد عائلتيهما عدم الحديث بالموضوع، حفاظاً على خصوصيتهما، مبدين استغرابهم من الجدل المثار حول "حفلة زفاف عابرة" في هذه الظروف، وتضخيم الأمر في وسائل الاعلام.
وفيما عبّر كثيرون عن صدمتهم من صورة الزفاف الكنسي، رأى آخرون أنّه كان أجدى بالعروسين أن يتزوّجا مدنياً، إن كانا قد تخطيا الفوراق بينهما بشكل فعليّ. وعلّق آخرون مازحين عبر تويتر أنّ مشكلتهم الوحيدة بزواج إيلي وفاطمة هي الزواج بحدّ ذاته. ورأى البعض أنّ الزيجات المختلطة في لبنان شائعة جداً، وتقام في أحيان كثيرة برضى أهل الطرفين، ولا داعي لكلّ هذه الجلبة.
تعليقاً على الضجة المثارة حول الموضوع، كتبت صديقة ايلي العلم، كريستال بسوسي، على فيسبوك: "أخذ ايلي وفاطمة قراراً ببناء بيت معاً، برغم كلّ الفروقات. استطاعا أن يقفا أمام أهلهما وأمام المجتمع، معلنين حبهما. سؤال للمعلقين: برأيكم، ألم يفكر ايلي وفاطمة بالعراقيل؟ ألم يأخذا بعين الاعتبار الموضوع من كافة جوانبه؟ لنحاول لمرة واحدة في هذا البلد أن نترك كلّ شخص يعيش حياته كما يرغب، ونتوقّف عن تربية الآخرين".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق