كما أصبح معلوماً، نشر عضو المجلس التشريعي شوكت مسلماني نصّاً طويلاً على صفحتة الإلكترونية، اجتزأ منه الإعلام الأسترالي* فقرة تتعلق بكيفية مواجهة الصين لوباء كورونا، واستخدمها لِشنِّ حملة ظالمة شعواء على السيد مسلماني.
ساءتنا في المنتدى تلك الحملة الظالمة كما ساءتنا استقالة مسلماني من وظيفته كمساعد لرئيس المجلس التشريعي في الولاية تحت ضغط تلك الحملة.
ترددنا في إصدار بيان تأييد للسيد مسلماني، اعتبرناه منذ البداية ضئيل الفاعلية أمام ضخامة تلك الحملة الهوجاء، ثم حسمنا ترددنا بإصداره على قاعدة أنه أضعف الإيمان وأن "الساكت عن الحق شيطان أخرس".
1. إن ما نشره السيد مسلماني لا يعدو كونه تعبيرا عن رأي يندرج تحت حرية التعبير، بصرف النظر عن مدى الإتفاق او الإختلاف مع ذلك الرأي.
2. إن الحملة الظالمة الشعواء لا يبرِّرها إطلاقا الرأي الذي أبداه مسلماني – حتى في حال افتراض الإختلاف الكامل معه – مما يشي بنية مُبيتّة لاستهداف السيد مسلماني.
3. إن توزع الحملة العاصفة على الإعلام المرئي والمكتوب والمسموع والإلكتروني وضخامتها وخروجها على المألوف، تجعل صاحب الرأي المخالف لرأي تلك الوسائل الإعلامية يتردد ألف مرة قبل الإدلاء برأيه ،مما لا يساعد على تعزيز حرية إبداء الرأي خاصة عند الأقليات.
4. إن ما زاد طين الإعلام بلَّة، هو سهولة انصياع النافذين في حزب العمال في الولاية لتلك الحملة الشعواء، ومسارعتهم للتخلي عن السيد مسلماني، وهو الذي خدم حزب العمال على مدى ما يقارب الأربعين عاما، مما يزعزع الثقة بين الحزب وقطاعات واسعة من المجتمع الإسترالي المتعدد الثقافات.
5. إن الفرحة التي لم يحاول إخفاءها الإعلام المؤيد لإسرائيل* من جراء استقالة مسلماني، ربما تكشف جانبا من الخلفية الصادرة عنها تلك الحملة الشعواء.
6. إن غياب أي دعم علني من زملاء مسلماني وزميلاته في حزب العمال – وهو دعم موجود وكبير وقد شكرهم مسلماني عليه في بيانه الأخير – وسرعة مسلماني في تقديم استقالته، تعكس حجم التفاوت في نفوذ اللوبي الداعم لمسلماني (الغائب عمليا) واللوبي المضاد.
7. بناء على التفاوت المشار إليه أعلاه، لا السيد مسلماني ولا غيره – مهما امتاز بالحنكة والصلابة وهي صفات لا يعدمها السيد مسلماني – كان باستطاعته مواجهة تلك الحملة الشعواء بمفرده والإنتصار فيها. لذلك يبدو من المُلِح أن ينشأ اليوم وقبل الغد لوبي لبناني (لا بل لوبيات عربية لا سيما مشرقية) تشكّل دعما لأفرادها الذين يتعاطون الشأن العام لا سيما السياسي منه، وضمانةً لهم من الإستفراد.
إلى أن تنشأ مثل تلك اللوبيات وتتعزز، يجب ألا نتفاجأ بتكرار ما حصل مع مسلماني، مع أشخاص آخرين ولأسباب أخرى. ونحن في المنتدى سيكون لنا عودة لهذا الموضوع.
منتدى الحوار الأسترالي اللبناني
* SMH, Daily Mail, 2GB, Sky’s TV,
** The Australian Jewish News
منتدى الحوار الأسترالي اللبناني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق