من المفارقات أن مزارعي زهور في غزة وايران يصبحون ضحايا جائحة كورونا ويخسرون آلاف الدولارات بسبب الحجر الصحي الذي فرض كورونا على العالم.
والجمال المنبعث من الورود وروائحها الزكية، في حقول مخصصة لزراعة الزهور ، حكايات أسى بعدما تسببت قيود فيروس كورونا في تحويل هذه الورود إلى وجبات استثنائية للأغنام والمواشي.
عادل محمد
3 مايو 2020
الورد علف عَطِرٌ للأغنام في غزة
فيروس كورونا يوقف انتاج الزهور في قطاع غزة ويتسبب في خسائر كبيرة لأصحاب المزارع.
أتى الربيع الطلق “يختال ضاحكا من الحسن، حتى كاد أن يتكلما”، كما يقول البحتري في قصيدته الشهيرة، لكنه صادف مزارعين فلسطينيين يدوسون بأقدامهم ورودهم التي لم تجد من يشتريها.
ففي هذه الفترة من كل عام، يكون مزارعو الزهور في ذروة انشغالهم بعقد صفقات بيع إنتاجهم، الذي أينع مع حلول الربيع، متزامنا مع بدء احتفالات السكان بمناسباتهم السعيدة. لكن جائحة فايروس كورونا أوقفت كل شيء، فلا مناسبات تقام، في محافظة رفح.
الشاب لَبّاد حجازي ورث المهنة عن والده غازي، الذي هو أول من زرع الزهور في قطاع غزة عام 1991، وكان يصدّرها إلى هولندا، وحصل على المرتبة الأولى محليا فيها، والمرتبة الثانية في بورصة الزهور العالمية، ولديه عشرة دونمات مخصّصة لهذا النوع من الزراعة، في المنطقة الغربية من مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
يقول حجازي (20 عاما)، إنه في ظل أزمة كورونا الحالية، نضطر لإتلاف الزهور وإلقائها في النفايات، حيث يقوم مربو الأغنام والماشية بأخذها وإطعامها لأغنامهم وماشيتهم، وينقلونها إلى الحظائر، وهذا يؤسفنا كثيراً لأنه ما باليد حيلة”.
إن عائلة حجازي تملك آخر مزرعة للزهور في قطاع غزة، تمكنت من الصمود طوال السنوات الماضية.
وقبل عام 2012، كانت تنتشر في رفح نحو 500 مزرعة للزهور، تصدّر أغلب إنتاجها إلى الخارج. ويقول الخبير الاقتصادي ماهر الطباع، “كانت زراعة الزهور في قطاع غزة تشكّل مصدرا أساسيا للعديد من المزارعين والمصدّرين، وكان يتمّ تصدير أكثر من خمسين مليون زهرة سنويا، لكن مع الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع، وإغلاق المعابر وتكاليف الإنتاج تراجع هذا القطاع بشكل كبير، إلا أن بعض المزارعين الكبار عادوا مؤخرا مرة أخرى للاستثمار في هذه الزراعة وتسويقها في الأسواق المحلية”.
ولم يتبق من حقول الزهور اليوم سوى مزرعة “حجازي”، والتي تبيع إنتاجها للسوق المحلي. إلا أن جائحة كورونا قد تتسبب في إغلاق المزرعة الأخيرة، البالغة مساحتها نحو 10 دونمات (الدونم ألف متر مربع)، والتي تأسست مطلع تسعينات القرن الماضي.
ورود غزة من صالات الافراح الى أفواه المواشي
خسائر بمليارات التومانات لـ10 آلاف بستاني إيراني.. بسبب أزمة كورونا
كورونا يدمر ورود ايران الجميلة
مع تنفيذ خطة التباعد الاجتماعي، ومنع الاحتفالات، وإغلاق الأماكن العامة في جميع أنحاء إيران، عقب أزمة كورونا، واجه ما لا يقل عن 10 آلاف بستاني من منتجي زهور الزينة خسائر مالية باهظة، بعد تلف المليارات من براعم الزهور، بسبب الركود في بيع منتجاتهم.
وقال صاحب دفيئة زراعية، في مقابلة مع "إيران إنترناشيونال"، اليوم الأربعاء أول أبريل (نيسان)، إن عمليات الإغلاق التي بدأت عشية عيد النوروز، وفرض حظر على حركة المرور، تسببا في فقدانه ما لا يقل عن ألف من زبائنه، وهو ما تسبب له بأضرار تقدر بنحو 600 مليون تومان.
وأضاف أنه لن يتمكن حتى من تقديم زهور مجانية أعدها منذ شهور، لهذه الأيام، وأن مئات الآلاف من الزهور ستذبل في دفيئته الزراعية.
وبحسب غلام حسين سلطان محمدي، رئيس اتحاد منتجي الزهور والنباتات الإيرانية، فقد كان المزارعون يستعدون لبيع أزهارهم للعيد منذ بداية العام.
وإلى جانب الخسائر المالية لبائعي الزهور، من المرجح أن يواجه البستانيون معضلة دفع التكاليف والرواتب الحالية لموظفيهم وعمالهم، بسبب الركود في بيع المنتجات، وتكبد مليارت التومانات من الخسائر.
المصادر: المواقع العربية والايرانية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق