واشنطن في 24 آيلول 2020
بعد الكارثة التي حلت ببيروت بتفجير المرفأ وما تبعه من تدمير لنصف المدينة وتهجير كامل لآلاف المواطنين عدا عن القتلى والجرحى الذين قضوا تحت الأنقاض، وتحرك العالم لمحاولة المساعدة التي اصطدمت بتعنت من يدعون السيطرة على البلد، ها نحن اليوم أمام كارثة من نوع آخر تهدد قرى الجنوب وأهله الذين اعتقدوا بأنهم بعيدين عن الأخطار فإذا بالمصائب تلحقهم إلى قراهم الآمنة. من هنا يجد المجلس العالمي لثورة الأرز أنه لا بد من ملاحقة الجناة ووضع النقاط على الحروف كما يلي:
- إن الاحتلال الايراني الذي تعمّد تخزين اسلحة ومتفجرات بين البيوت السكنية في قرى لبنانية على طول البلاد وعرضها لم يتوانَ لحظة بافتعال تفجير يشبه القنبلة الذرية دمر بيروت بدون أن يرمش له جفن لا بل بدأ البعض من جماعته يروجون بأن هذه الضربة وذيولها ستؤدي إلى تهجير المسيحيين من لبنان وترك الساحة لهم.
- إن الاستمرار بتخزين الأسلحة والمتفجرات بين المنازل وفي الأحياء السكنية هو موضوع مرفوض في كل بلاد العالم فكيف إذا ما كانت القرارات الدولية وعلى راسها قرار مجلس الأمن 1559 ومن بعده القرار 1701 قد طالبت بنزع هذه الأسلحة من لبنان وتحديدا من جماعة إيران هؤلاء.
- إن حزب السلاح الذي دمر لبنان في حرب "لوكنت أعلم" في 2006 لم يكتف بالاستمرار بتجميع الأسلحة والمتفجرات خلافا للقرارات الدولية بل وزع هذه على القرى والدساكر في كل لبنان وما هذا الانفجار إلا اشارة تحذيرية للبنانيين بأن هذه المخازن سوف تشكل خطرا على المواطنين في شتى المناطق وتؤدي إلى كوارث وفواجع هم بغنى عنها خاصة في هذه الأوقات العصيبة التي يمر بها البلد لأن ما سيدمر هذه المرة لن يعاد بناءه أو يعوض على أصحابه كما كان اعتاد أهل الجنوب.
- إن أسباب الانفجار ونتائجه لم تبحث من قبل أجهزة الدولة ولم يصدر حتى الآن أي تقرير جدي عنها ما يدعو للقلق، فإما أنها ممنوعة من الدخول إلى مثل هذه الأماكن وهي تقع في غير دولة ولا سيادة للبنان عليها، وإما أن الدولة غائبة ومتخلية عن صلاحياتها. من هنا يطلب المجلس العالمي لثورة الأرز من الأمم المتحدة التدخل وارسال فريق للتحقيق بهذه الانفجارات لتطمين الأهالي على عدم تكررها. وهذا ليس بالأمر الصعب لأن للأمم المتحدة قوة كبيرة في جنوب لبنان قادرة على القيام بمثل هذا التحقيق ورفع تقريرها عنه.
- إن قوة الانفجار ونتائجه، التي مُنع الاعلام عن نقلها أو تصويرها أو حتى الكلام عنها، حيث بدا أن منازل قد دمرت وسيارات وممتلكات احترقت، أدت إلى خوف أهالي البلدة وهرب بعضهم. ولم تعطى اية معلومات عن عدد القتلى والجرحى ما جعل المواطنين يعيشون بذعر وريبة لأنه ليس هناك من يحميهم.
- إن من يدعي المسؤولية ويتصدر الكراسي ويحرك الشارع كلما طولب بالتوقف عن هدم الوطن ومؤسساته يجب أن يرتدع وينهي هذه المأساة التي تطال الكل، فما جرى أمس في أحياء المسيحيين والسنة في بيروت يجري اليوم عند الشيعة في اقليم التفاح وغدا لا أحد يعلم اين. من هنا وبما أننا لم نعد نثق بقدرة من في الحكم على منع المصائب عن الناس نطلب من اللبنانيين التماس وضع لبنان تحت البند السابع لتنفيذ القرارات الدولية أولا ومن ثم اجراء انتخابات تحت اشراف الأمم المتحدة تأتي بطاقم جديد، بعيد عن طاقم الفساد والجبن الذي هدم البلد وشتت أهاليه بعد أن أفقرهم، لكي يقوم لبنان بعد تنظيفه من السلاح وبؤر التخريب وتعود الحياة إلى مؤسساته والأمل إلى مواطنيه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق