كتب سري القدوة ـ
تختلف الانتخابات الفلسطينية التي ستجري في الاراضي الفلسطينية المحتلة عن الانتخابات السابقة من حيث طبيعة الظروف السياسية والمتغيرات في المنطقة وخاصة فيما يتعلق بالسيادة الفلسطينية على القدس بما فيها هذا الارث الحضاري والديني والمقدسات الاسلامية والمسحية وخاصة بعد الاعتراف الامريكي بسيادة المحتل المطلقة على القدس وأيضا نقل السفارة الامريكية للقدس ويعني ذلك ان دولة الاحتلال باتت تتعامل ضمن هذه الخصوصية هذا فيما يتعلق بالاحتلال والوضع القائم بالقدس، وأما علي الصعيد الفلسطيني يكمن الموقف الفلسطيني بضرورة اجراء الانتخابات الفلسطينية في كل الاراضي الفلسطينية المحتلة بالضفة والقدس وغزة وان اي اجراء للانتخابات بدون القدس يعني اعتراف ضمني بالسيادة المطلقة للاحتلال ومشروع صفقة القرن الامريكية وعدم ممارسة السيادة الفلسطينية على القدس، وبالتالي فان اي شكل للانتخابات غير الطرق المعروفة والمتبعة من قبل لجنة الانتخابات الفلسطينية هي طرق مرفوضة ولا يمكن ان تكون انتخابات بدون القدس، وإلا يجب ان تؤجل هذه الانتخابات الي اشعار اخر ضمن التوافق الوطني وما وقعت عليه الفصائل الفلسطينية خلال اجتماع القاهرة حيث تم الاتفاق وبشكل واضح من قبل الفصائل الفلسطينية وضمن ما عرف بميثاق الشرف انه لا يمكن ان تجري انتخابات بدون القدس وفي حال منع الاحتلال اجراء الانتخابات يتم تأجيلها فهذا هو امر طبيعي وهذا هو التوافق والإجماع الوطني الفلسطيني .
ولا بد ان تكون الفصائل الفلسطينية هي مرجعية اتخاذ القرار والتي وقعت على ميثاق الشرف الخاص بالانتخابات الفلسطينية كون ان عدم اجراء الانتخابات في القدس هو قرار سياسي ويجب ان تتحمل مسؤوليته بعيدا عن ممارسة الردح والتشويه للمواقف الوطنية واستغلال قضية القدس ضمن المناكفات السياسة، ولا بد من دراسة جميع المعطيات المتوفرة والاستماع لكافة الاطراف الفلسطينية المشاركة في اجتماعات الاطر القيادية الفلسطينية لإعطاء صورة واضحة والخروج بموقف موحد وجواب نهائي حول اجراء الانتخابات في كافة الاراضي الفلسطينية بما يشمل مدينة القدس .
وكانت الاحزاب السياسية الموقعة علي ميثاق الشرف قد اكدت بأنها حريصة علي نجاح العملية الانتخابية بكافة مراحلها وبشفافية ونزاهة وأن يسودها التنافس الشريف بين القوائم الانتخابية بما يخدم ويعزز الوحدة الوطنية والمصلحة الفلسطينية والالتزام بالقانون الانتخابي والأنظمة والتعليمات الصادرة بموجبها لتنظيم سير العملية الانتخابية حيث تشكل الانتخابات الفلسطينية بداية مهمة لتأكيد على الاستحقاق الوطني الكبير والمهم على طريق الحرية والاستقلال وخاصة في هذا الوقت الذي يواجه فيه الشعب الفلسطيني وقضيته مخاطر وتحديات تستهدف حقوقه المشروعة من قبل سلطات الاحتلال .
حكومة الاحتلال لم تسمح حتى هذه اللحظة للأوروبيين بإرسال مراقبين على الانتخابات الى الاراضي الفلسطينية وخاصة القدس وأن الاتحاد الاوروبي لم يحصل على رد ايجابي حتى اللحظة ايضا بهذا الخصوص وحكومة الاحتلال الاسرائيلي هي الوحيدة المستفيدة من حالة الانقسام الفلسطيني وهي من تتحمل مسؤولية تعطيل الانتخابات ولا بد من المجتمع الدولي التدخل والمطالبة بإزالة العقبات أمام إجراء الانتخابات في كافة الأراضي الفلسطينية وأولها القدس .
ابناء الشعب الفلسطيني في القدس وقفوا بكل إرادة وصلابة امام اعتداءات سلطات الاحتلال ومستوطنيه على القدس ومقدساتها ليؤكدوا للعالم اجمع أن القدس أرض عربية وإسلامية وان المقدسات لا يمكن المساس بها ولتشكل الهبة المقدسية نموذجا نضاليا مهما في هذه المرحلة من اجل الحفاظ على السيادة والحقوق الفلسطينية وضمان جراء الانتخابات الفلسطينية في القدس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق