ام تي في ـ
ألقى الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله كلمة لمناسبة "يوم الشهيد" في احتفال أقيم في ثانوية المهدي -الحدث، تحت شعار "أحياء فينا"، فوجه كلمة شكر للحضور، وقال: "في مثل هذا اليوم نحيي يوم الشهيد، وهذه المناسبة تعود عندما قام فاتح عصر العمل الاستشهادي الشاب احمد قصير باقتحام مقر الحاكم العسكري الاسرائيلي وأدى الى تدميره وسقوط اكثر من مائة قتيل بين ضابط وجندي اسرائيلي وكانت الأقوى في تاريخ المقاومة، على أمل أن تأتي عملية أقوى منها ي فلسطين أو في اي ساحة من ساحات المواجهة مع العدو الاسرائيلي".
وأضاف: "نحن نعتبر هذا اليوم، ذكرى سنوية لكل شهيد وشهيدة من مقاومينا، ولقادتنا الجهاديين". وقال:" اختار حزب الله هذا اليوم العظيم والمبارك في تاريخ المقاومة في لبنان عموما والمقاومة الاسلامية تحديدا وتاريخ المقاومة في المنطقة ليكون يوما لكل الشهداء. هذه ذكرى سنوية لكل الشهداء ولذلك كل عائلة شهيد في حزب الله تعتبر هذا اليوم هو يوم شهيدها".
وتابع: "إنجازات الشهداء ملموسة بالنسبة إلينا على عكس الضوضاء الإعلامي المستمر منذ سنوات ضدنا. فهي إنجازات تاريخية ومن أهمها تحرير الأرض وتحرير الأسرى والحماية والردع وهي مستمرة، ومنها مواجهة المشروع الأميركي التكفيري في المنطقة الذي انتصرنا عليه ومنع الحرب الاهلية التي لا يزال يجري التخطيط لها".
ورأى "أن الازمات المعيشية والحروب الاعلامية التي نعيشها اليوم تشبه ما تعرض له المسلمون في قرون غابرة من حرق وقتل لرفضهم التخلي عن الدين الاسلامي". منوها بـ"البعد الروحي الذي يمنحنا إياه الشهداء، وكذلك بعوائل الشهداء وصبرهم واستعدادهم لتقديم أبنائهم وبناتهم كي يستمر هذا الطريق وتتحقق الأهداف"، مشددا على "الاعتراف بفضلهم، والشكر لهم، بديلا للجحود والنكران".
واشار الى أنّ كل "الشهداء الذين سقطوا في لبنان من غير شهداء حزب الله فنحن نعرف فضلهم ونعترف بفضلهم ونشكرهم".
وفي الشق السياسي، طالب "الذين يكتفون بالشتم أن يقدموا إنجازاتهم في تحرير الارض، وفي مواجهة القوى التكفيرية"، لافتا الى "الاعتراف العربي بسوريا، بعد أن أنفقوا الأموال الطائلة"، مؤكدا أن "من أهم الانجازات الحقيقية هي منع الحرب الأهلية في لبنان، ومنع الإطباق الأميركي الكامل على لبنان".
وأكد نصر الله أن "القلق عاد يساور العدو الاسرائيلي"، متوقفا عند "المناورات الاسرائيلية والتي تدل على خوفهم من لبنان، ومن أن يقتحم لبنان مساحة واسعة في الجليل"، معلنا "ان معركة الجليل صارت حاضرة في الوجدان الاسرائيلي، وهذا دليل ان الاسرائيلي يثق جيدا بالمقاومة وعلو شأنها وأهمية عقولها الاستراتيجية".
وتابع: "القلق من لبنان هي من قوة المشاة أن تدخل الى الجليل، وهذا له تداعيات استراتيجية وليست مناطقية، وأيضا القلق من الصواريخ التي لدى المقاومة، والقلق من أي حرب مع لبنان، وكذلك يعيشون قلق الوجود بعد معركة سيف القدس، لافتا الى ما تكتبه وسائل الاعلام الاسرائيلية في هذا المجال".
كما أشار الى "تنامي قوة دول المحور"، ساخرا "ممن يدعون في لبنان أن محور المقاومة يضعف واسرائيل تقوى". ولفت الى "أن الاسرائيلي لن يحميه التطبيع، وهم يعلمون ذلك".
ونوه بعدم "خضوع الدولة الى الآن للإملاءات الاميركية، رغم الضغوط الاميركية والسبب هو استناد لبنان الى قوة المقاومة على ردع العدو وتمنعه من أن يمد يده الى ثروة لبنان وأي حبة تراب"، وقال: "هنا المعركة السيادية الحقيقية، ونحن في حزب الله نتطلع الى دولة عادلة وذات سيادة حقيقية وحرية حقيقية وأن تكون لكل اللبنانيين"، وأكد "ان أبسط تجلي سيادة الدولة هي في رفضها للاملاءات الخارجية".
ثم انتقل للحديث عن الموضوع في العلاقات مع السعودية، واكد أنه "لا ينوي التصعيد، ولكن لا يصح للمظلوم أن يسكت".
وعرض لما حصل مع وزير الاعلام جورج قرداحي، والتي تلتها الأزمة المفتعلة، لافتا الى "احتمال عدم معرفة السعوديين بتصريح قرداحي مما أغضبهم، فاتخذوا قراراتهم"، معلقا على هذا الاحتمال بالقول: "إنّ ردة فعل السعودية مبالغ فيها جدا، لأن هناك سياسيين ومسؤولين اميركيين وأمميين قالوا ذات كلام قرداحي ولم يرد السعوديون، إضافة الى قيام أفراد بشتم النبي محمد ومع ذلك لم تقدم السعودية على قطع العلاقات مع الدول التي حمت هؤلاء الذين شتموا، إضافة إلى جانب آخر يتعلق بصداقة السعودية مع اللبنانيين فهل يتعاطى الصديق مع صديقه؟"
وأضاف: "حملات الشتم لم تتوقف ضد سوريا منذ 15 عاما، ومع ذلك لم تقف سوريا ضد القرار الاميركي الذي سمح بمرور خط الغاز المصري"، ومؤكدا "أن هذا التصرف هو عنوان الصديق، مثلها في العلاقة مع ايران التي لم تمنن لبنان بما قدمته وساندت من خلاله لبنان وخاصة في دعمها لطرح الاحتلال الاسرائيلي".
وسأل: "كيف تكون الصداقة؟"، وقال: "نحن رفضنا إقالة الوزير قرداحي، لأنه سبق للسعودية ولم تقابل لبنان بأية إيجابية عندما تمت إقالة الوزير شربل وهبي". وشدد على "ضرورة المناقشة بين اللبنانيين في الأمور الوطنية، وهل هي بالاستجابة لما يطلبه الخارج بما يتعارض مع مصلحته الوطنية".
وتابع حول أزمة قرداحي والسعودية، فقال: "أن السعودية تبحث عن حجة لتفتعل أزمة مع لبنان، موضحا "أن هذا جزء مع المعركة مع مشروع المقاومة في لبنان"، مستذكرا ما أسماه "الدور السعودي التحريضي ضد المقاومة في حرب تموز 2006".
وسأل: "لمصلحة من قتال حزب الله في لبنان؟ أليس لمصلحة أميركا واسرائيل؟" وأشار الى "التعاطي السعودي مع حلفائها في لبنان وقطعها للمساعدات عنهم".
وتوقف عند ما قالته السعودية من أسباب مشكلتها مع "حزب الله" و"التي تعود الى هيمنة حزب الله على لبنان، وأيضا في اليمن"، وقال: "أشعر بالخجل إذا توقفت عند اتهامنا بالهيمنة على لبنان لأن فيها تضييعا للوقت، ولكن نحن جزء في لبنان، ونحن أكبر حزب سياسي في لبنان، ولكن نحن غير مهيمنين على لبنان، لا بل هناك من لديه نأثير اكبر في مفاصل الدولة أكثر من تأثيرنا".
ولفت الى موضوع التحقيق في انفجار المرفأ، وقال: "ما هو هذا الحزب الذي لا يستطيع أن ينحي قاضيا عن ملف يعتقد حزب الله انه يعمل بشكل استنسابي".
وبالنسبة لسفن المازوت من ايران، قال: "أين هيمنتنا على الدولة في وقت نأتي بالمحروقات عبر سوريا وبمسافات حوالي عشرات الكيلومترات؟. ومثلها في طلبنا أن نذهب شرقا ونأتي بشركات تبني الكهرباء وغيرها".
ورفض اتهام البعض "ان ايران تسيطر على لبنان"، معتبراً أنّ "حجة السعودية بسيطرة حزب الله على لبنان واهية".
وعن اليمن وموقف "حزب الله" منها، قال: "موقفنا واضح من سبع سنوات عندما أيدنا الشعب اليمني، فلماذا القصة الآن؟ إنها قصة مأرب ونتائج الحرب هناك، هذه الحرب التي فشلت بعد كل سنوات الحرب على الشعب اليمني".
وأكد أن "تداعيات سقوط مأرب ستشمل المنطقة والسعودية تعرف ذلك". ورفض "احتمال ان يكون الضغط علينا كي نضغط على الحوثيين في اليمن"، نافيا "الخبر الذي قيل أن الايراني طلب من السعودي في بغداد ان يقوم حزب الله بهذه المهمة"، مشددا على "رفضه التفاوض نيابة عن اليمنيين وهذا ايضا موقف إيران".
وكشف انه "مطلع على محاضر جلسة الحوار السعودي-الايراني في بغداد". ووصف اتهام "حزب الله" بأنه "وراء الانتصارات في اليمن بـ"الاوهام"، ورأى "أن السعودي اذا اراد معاقبة "حزب الله" فليفعل لا أن يعاقب الشعب اللبناني".
وخاطب السعودية بالقول: "أذا اردتم الخلاص من حرب اليمن هو أن تذهبوا الى المفاوضات السياسية بعد وقف النار".
وختم نصرالله: "نحن نريد التهدئة، وأطالب اللبنانيين بالصبر، ونحن صبرنا وضغطنا على جروحنا ونريد السير بالطريق الصحيح، ونحن منفتحون على المعالجات الهادئة، وهذا ما قمنا به في حادثة خلدة، ومثلها في مجزرة الطيونة التي إرتكبها حزب "القوات اللبنانية" تصميما وتحضيرا واستجلابه عناصر من خارج منطقة عين الرمانة. وساوى بين شهداء المرفأ وشهداء الطيونة، ونحن سنتابع القضيتين لأنها مسألة أخلاقية ووطنية نلتزمها".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق