كتب سري القدوة ـ
جريمة اغتيال الصحفية الاعلامية الفلسطينية المقدسية شيرين أبو عاقلة إثر استهدافها من قبل قوات دولة الاحتلال والفصل العنصري برصاصة في الرأس أثناء تغطية اقتحام قوات الاحتلال لمخيم جنين لترفع عدد ضحايا الشهداء والمستهدفين من الصحفيين والإعلاميين الفلسطينيين الذين قتلوا برصاص جنود جيش الاحتلال إلى (83) صحفية وصحفي منذ العام 1972 وتلك الجريمة التي استهدفت الإعلامية أبو عاقلة تعد عمل مقصود ومدبر واغتيال مكتمل الأركان حيث كانت ضحية مباشرة لإرهاب الدولة المنظم وحكومة التطرف الاسرائيلية التي تتصرف بعقلية العصابات الإجرامية وجاءت هذه الجريمة نتيجة التحريض الممنهج على الصحافيين الفلسطينيين الذي تمارسه دولة الاحتلال ضدهم لدورهم المهني في كشف الحقيقة وفضح جرائمه إلى جانب صمت المجتمع الدولي على جرائم الاحتلال التي يرتكبها بحق أبناء الشعب الفلسطيني بسبب ازدواجية المعايير والكيل بمكيالين .
اليوم وبرحيل شرين تركت دلائل وشهود واضحة على جرائم الاحتلال لتفضح سياسة الاعدام الميداني التي تمارسها حكومة الاحتلال وتعري منظومة القضاء والفساد الامني والأخلاقي في جيش قائم على ممارسه العدوان وفرض هيمنته بالقوة العسكرية ويبالغ في استخدام القوة ضد شعب محتل يطالب بحقوقه وقوات الاحتلال بفعلتها الشنيعة تريد التعتيم على الحقيقة والتستر على جرائمها البشعة بحق الشعب الفلسطيني لذلك استهدفت فكر ولغة وخطاب شرين الاعلامي ولتغتال الحقيقة والكاميرا وترحل شيرين تاركة وراءها ادلة واضحة لمحاكمة الاحتلال على جرائمه ولتوضع حد لسياسته التصفوية حيث يدرك الاحتلال جيداً الدور الهام الذي تلعبه وسائل الإعلام الفلسطينية والعربية في نقل الحقيقة للعالم وأيضا فضح وسائل الإعلام للانتهاكات الجسيمة التي تقوم بها قوات الاحتلال كما أن الاحتلال بفعلته الشنيعة يريد تخويف وإرهاب الصحفيين والصحفيات للحيلولة دون نقل الحقيقة للعالم معتقدا ان هذا المخطط ممكن ان يمر او ينال من ارادة الاعلاميين الفلسطينيين او من وطنيتهم وإصرارهم على مقارعة المحتل مهما بلغت جبروته وممارساته العدوانية الظالمة .
ومن خلال تلك الوقائع لا بد من التحرك الدولي وعلى كافة المستويات لفضح ممارسات الاحتلال وضرورة العمل على فتح تحقيق دولي محايد ومستقل وشفاف تحت إشراف المحكمة الجنائية الدولية للوقوف على جريمة استهداف قوات الاحتلال للصحفية أبو عاقلة وضرورة إطلاق حملة دولية من قبل نقابة الصحفيين الفلسطينيين والاتحاد الدولي للصحفيين ومؤسسات حقوق الانسان الفلسطينية والعربية والمنظمات الدولية غير الحكومية لمحاسبة مجرمي الحرب الإسرائيليين وذلك لمنع إفلات الجناة من العقاب .
بات من المهم العمل وبشكل عاجل لرفع قضية حقوقية قانونية بشأن هذه الجريمة أمام المحكمة الجنائية الدولية لمقاضاة القادة والسياسيين الإسرائيليين الذين يحرضون علانية على قتل ابناء الشعب الفلسطيني وحان الوقت لتعمل الأمم المتحدة والأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني وأهمية حماية الصحافيين والطواقم الإعلامية العاملة في الأراضي المحتلة .
على الامم المتحدة اتخاذ موقف مباشر من قضية اغتيال الاعلامية الفلسطينية شرين ابو عقلة كونها تعد جريمة مكتملة الاركان تم ارتكابها من قبل جيش الاحتلال واعتبار استهداف الصحافيين أثناء تغطيتهم النزاعات والحروب المسلحة جريمة حرب على غرار استهداف طواقم الإسعاف كونها تشكل انتهاكاً صارخاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم (2222) الخاص بحماية الصحافيين الذين يباشرون مهمات مهنية خطرة في مناطق المنازعات المسلحة كونهم أشخاص مدنيين ويجب حمايتهم بهذه الصفة بمقتضى أحكام الاتفاقيات الدولية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق