المصدر: "النهار"
تراقب الاوساط السياسية المسيحية عن كثب حملة الردود والانتقادات الواسعة التي باشرها قبل ايام نواب الفريق العوني على البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي باعتبارها مؤشرا سياسيا بارزا لا يمكن تجاهل انعكاساته على مجمل الواقع المسيحي في المرحلة الطالعة. ولم تكن حملة الردود التي بدأها نواب من الكتلة العونية لتأخذ بعدا ملموسا لولا انها جاءت بعد سلسلة تراكمات سلبية بين سيد بكركي والعماد ميشال عون ويبدو ان الحملة الحالية تشكل نقطة متقدمة في تراجع العلاقة بين البطريرك وعون الى حدود لم تعرفها منذ انتخاب البطريرك . وتقول أوساط معنية بمراقبة تطور هذه العلاقة ان الفريق العوني أصيب بصدمات متلاحقة منذ راح البطريرك يعلي نبرة الانتقادات للفريق المعطل للانتخابات حصرا وكاد يبلغ حد تسميته اذ سادت معلومات قبل أسبوع ان الراعي ذاهب في حملته للضغط من اجل انتخاب الرئيس الجديد الى مرحلة التسمية على غرار ما فعل في انتقاده المباشر لرئيس مجلس النواب لتحديده مواعيد متباعدة لجلسات انتخاب الرئيس وتشديده على انتهاك الدستور في موضوع عقد جلسات تشريعية للمجلس . ثم ان تطوير الراعي لحملته في اتجاه الدعوة الصريحة الى تجاوز مرشحي "14 آذار" و"8 آذار" اخيراً بدا بمثابة النقطة التي طفحت بها كأس العونيين علما ان هذا الموقف لم يكن وحده الذي اثار غضبهم على الراعي اذ جاء معطوفا على معطيات رافقت زيارة الزعيم الدرزي النائب وليد جنبلاط للسيد حسن نصرالله التي أشاعت انطباعات عن انتقال جنبلاط بدوره الى المساعي الجارية على اكثر من مستوى محلي وخارجي لفتح صفحة البحث عن مرشح توافقي من غير مرشحي "14 آذار" و"8 آذار" بما يعني سحب جنبلاط ايضا لمرشحه هنري حلو.
في اي حال تقول الاوساط المعنية ان الفريق العوني يبدو كأنه قرر قطع الخيط الاخير في علاقة كانت اكثر من وثيقة وحارة مع الراعي بما ينذر بعودة محتملة للبرودة والجفاء وربما العلاقة الصدامية مع الراعي على غرار الواقع الذي ساد علاقة عون وفريقه مع البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير في السابق . وهو امر تحاول شخصيات مسيحية حليفة لعون العمل على تداركه ومنع اتساع تداعياته خصوصا في ظل معطيات تفيد ان الراعي ليس في وارد التراجع عن المضي قدما في تحميل المعطلين للانتخاب الرئاسي تبعة الازمة الرئاسية وانه لن يرد على الحملة العونية ولكنه لن يتأثر بها او بسواها الى حين انتخاب الرئيس مهما كان الثمن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق