إن انتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية يشكل دائما اشارة مهمة لمستقبل البلد كونه من يتحمل مسؤولية المحافظة على الدستور والروح الديمقراطية والاستقلال. ولكن بعد ثورة الأرز التي قام بها الشعب اللبناني للتخلص من الاحتلال السوري وتنفيذ القرار الدولي 1559 والذي يدعو إلى انهاء الهيمنة والتدخلات الخارجية والتخلص من رواسب الحرب وحل المليشيات كافة بما فيها "حزب الله" ونزع الأسلحة من كل التنظيمات اللبنانية والغير لبنانية ومن ضمنها المخيمات الفلسطينية وكافة البؤر وما يسمى بالمناطق الأمنية ومساندة الدولة لتنتشر وحدها بقواها الذاتية على كافة الأراضي اللبنانية لتحقق حكم العدالة والقانون، قامت القوى التي تتمسك بالاحتلالات وتتخذ من الارهاب سلاحا متخفية تحت شعارات المقاومة بش ّل البلد بالحرب تارة وبالاغتيال تارة أخرى ما أفسد على اللبنانيين الحلم وجعلهم يقبلون بالمناورة والتخلي شيئا فشيئا عن الحرية والاستقلال والعودة إلى ترك الارهابيين يتحكمون بالبلاد وبمفاصل الدولة ّنون الحكومات لا بل يعيقون الحركة الديمقراطية بكل أشكالها ومنع انتخاب رئيس للجمهورية حتى التسليم ويعي بشروطهم.
في ظل هذا الدرك الذي وصلنا إليه يهم المجلس العالمي لثورة الأرز التشديد على النقاط التالية:
1 – إن تأخير انتخاب رئيس الجمهورية مدة سنتين وكيفما سميت طرق الاخراج هي عملية اغتيال للديمقراطية لا بل مسرحية سخيفة لاضفاء ثوب مقبول على عودة هيمنة الاحتلال، الإيراني هذه المرة، على مرافق البلد.
2 – إن انتخاب الجنرال عون رئيسا للجمهورية، حتى ولو لم يكن خيارنا، كان ليصبح مصدر فرح للبنانيين كافة لو أنه جرى بالطرق الديمقراطية في موعده وليس بعد سنتين من التعطيل والتهديد بشل البلد ونشر الفوضى والتخريب.
3 – إن الوضع الجديد الذي وصلنا إليه بتقليد طريقة الحكم في الجمهورية الاسلامية في إيران بان يكون هناك جيش يسيطر عليه الحرس الثوري ورئيس يعينه المرشد الأعلى السيد الخامنئي يقابله في لبنان جيش يسيطر عليه حزب الله ورئيس يعينه الأمين العام السيد نصر الله هو وضع غير مقبول مهما حاول القريبون والبعيدون تجميله.
4 – إن المصالحات والتوافق بين كافة الأطراف هي أمور يتنمناها كل اللبنانيين ولكن ليس ليرضخوا كلهم للمحتل ّز عن المحيط ورفض التبعية ويوم يصبح جزءا من أي مشروع ويسيروا صفا واحدا للتهليل له لأن لبنان قام على التمي امبراطوري توسعي من اية جهة أتى من الغرب أم الشرق من الشمال أم الجنوب يسقط دوره وتبطل مهمته.. ولكنه يتعاطى مع الكل باحترام شرط أن يكون هذا الاحترام متبادلا فكما لا نقبل أن نتدخل بشؤون الغير ولا أن نحاربهم في أرضهم كذلك لن نقبل أن يتدخل أحد في شؤوننا الداخلية أو أن يحاربنا في أرضنا. ونحن لسنا ضد الانفتاح على أي من الجيران قريبا كان أم بعيدا ولكن ليس لكي نصبح شرابة لخرج أحد أو مسرحا لنضاله أو أن يصبح ابناء لبنان مرتزقة عنده مهما كانت درجة القرابة أو التشابه. ومن هنا رفضنا الكلي لطروحات حزب الله وخوفنا من المشاريع التي زج فيها جزءا من اللبنانيين ويريد أن يزج البقية ربما.
5 ّ – إن لبنان ارض اللقاء والمصالحة وبلد التعاون والخلق فيه تتروض الغرائز وتشحذ الهمم ولكن لتتعلم الشعوب والنظريات على التعايش مع بعضها ولا يمكن أن يسيطر عليه لون واحد مهما استمد من القوة أو تعاظم بالعدد.